2015/03/23تقارير

ARA News / رزكار مرعي – جل آغا

لم يكن قطاع التعليم خلال سنوات الأزمة السورية بمنأى عن الضرر الذي لحق بكافة المرافق والخدمات والتجهيزات الأساسية المقدمة للمجتمع، فقد مُورس بحق التعليم أبشع أنواع التدمير الممنهج، واستخدمت المدارس سجوناً ومعتقلات للمعارضين، وتحولت سطوحها إلى متاريس عسكرية وأبراج للقناصين، فيما كانت ملاذاً للنازحين في مناطق أخرى، لتخرج عن مهامها في تعليم الأجيال، حسب التقارير الصادرة عن منظمة هيومن رايتس ووتش.

سلافة جبور-دمشق

مع انطلاق الثورة السورية والتعتيم الإعلامي الكبير الذي فرضه النظام على الأحداث المتسارعة، وُلد عدد من الإذاعات ذات الصبغة المعارضة، حاولت نقل الوقائع وتسليط الضوء على معاناة المدنيين وتغطية حاجة السوريين الكبيرة للمعرفة، واتخذت معظم تلك الإذاعات من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أو من دول الجوار مقرا لبثها.

وبازدياد عدد تلك الإذاعات حتى بلغت أكثر من عشر، اهتم بعضها -ومن بينها إذاعة "الآن" و"هوا سمارت"- بالوصول للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، وعلى رأسها العاصمة دمشق ومدن كبرى أخرى مثل حلب وحمص وحماة واللاذقية، بهدف تغطية عدد أكبر وأكثر تنوعاً من المستمعين.

مديرة البرامج في إذاعة "الآن" نسرين طرابلسي تقول إن الوصول لدمشق وريفها لإيصال صوت وأخبار باقي المناطق كان لزاما على القائمين على الإذاعة، بسبب إصرار إعلام النظام على التعتيم والتغييب والادعاء بقدرته على إنهاء الثورة السورية.

 

على المدى الزمني الطويل لعمر الأزمة السورية الحالية، لم يسلم أي قطاع من قطاعات الحياة من الضرر. وعلى الرغم من الدمار الذي طاولت يدُه كل المجالات، إلا أن الخاسر الأكبر الناتج عن استمرار أعمال العنف في سوريا، هم الأطفال السوريون الذين خسروا أهلهم ومنازلهم، بل وأيضاً مدارسهم، وبات مستقبلهم رهينة بيد آلة الحرب التي لا تتوقف.

تحتدم الحرب في سوريا، وتستعر نيران الصراعات برّاً وجوّاَ. فبات من الصعب تحديد أو التعرّف إلى أطراف النزاع التي تتكاثر وتتشعب يوميّاً، ويعظُم معها حجمُ الدمار والخراب. الكبار يأكلون الحصرم ويتصارعون والصغار يضرسون ويدفعون ثمن فاتورة الحرب في سوريا من مستقبلهم وتعليمهم.

براء موسى

الحياة

الخميس 12-2-2015

مرّ عقد الثمانينات الكارثيّ وكأنّه كان خارج نسق التاريخ، فلا شبيه له خارج هذا السجن الرهيب المُسمّى «سورية، لصاحبها حافظ الأسد»، عدا الآلاف من الشبّان الذين أُهدرت أعمارهم وراء القضبان، ومضى عقد التسعينات في لملمة الجراحات المُثخنة، ومحاولات الخروج من الصدمة.

في هذين العقدين خلت سورية من شبابها بالمعنى الذي يُشير إلى موات معظم الطاقات الشابّة في البلاد، بالأخصّ: في الشأن العام. وبعد التوريث عام 2000 انتعشت الآمال في التغيير قليلاً أثناء ما سُمّي بربيع دمشق، قبل أن يُودَع قسم من نشطائه السجن.

"خدمة العلم" تطارد شباب حلب

نزار محمد-حلب

أصبح هاجس الخدمة العسكرية الإلزامية الهم الأول للشبان في حلب، سواء بالنسبة للذين سبق وأدوها أو لم يؤدوها بعد، خصوصا بعد انتشار ما يسمى "النفير العام"، حيث يرى الشباب المسكونون بهذا الخوف أن النظام يمهد لقرار سيصدر لاحقا، بسبب رغبته في تسريح بعض العناصر الذين طالت مدة خدمتهم.

ومنذ أكثر من شهر صدرت أوامر صارمة من فرع الأمن العسكري بحلب لسحب الشبان للاحتياط، كما يتم التكتم حول الأعمار والاختصاصات المستهدفة للخدمة من قبل الحواجز حتى لا يتمكن الشبان من التنصل من الخدمة العسكرية، حسب ما يقول ناشطون.

وفي إطار التطبيق أصبحت الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب محاطة بالحواجز العسكرية بنوعيها الثابت و"الطيارة".

JoomShaper