علي العسري
لم تختل الموازين، ولم تضطرب المفاهيم، تنوعا وتوسعا وحدة حتى التناقض التام،في أي زمان من قبل، كما هي عليه الآن، حتى أصبحت جل، إن لم يكن كل، القيم الإنسانية الايجابية، حسب الفطرة السليمة والشرائع السماوية، منتهى السوء والشر، وفي المقابل أضحت كل قيم الانحراف والشذوذ قمة الخير والتحضر والمدنية والحداثة، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال : (فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا / سنن أبي داود 3991).
هكذا أصبح المعروف منكرا، والتدين رجعية، والوسطية تطرفا، والالتزام تزمتا، والسنة تشددا، والحياء تزمتا، والعفة انغلاقا، والحجاب طائفية، واللحية وهابية، والتعدد جريمة وجنحا، والرجولة ذكورية منبوذة، والشجاعة تهورا، والصراحة وقاحة، والمقاومة إرهابا، والسياسة المتدينة إسلاموية، وكلمة الحق تحريضا، في حين أصبح الشذوذ الجنسي مثلية، والتعري تحضرا، والميوعة تحررا، والزنى حرية، والخليلات أمرا مباحا، والربا فوائدا، والقمار رهانا، والخمر مشروبا روحيا، والنفاق مجاملة، والخداع ذكاء، والخيانة شطارة، والعلمانية والإلحاد وسطية، والتبرج مالكية، وتغيير خلق الله زينة، والهذيان غناء، والعهر فنا، والتطبيع مع الفاحشة إبداعا سينمائيا، والكلام الساقط واقعية، والاستيطان حقا تاريخيا، و الصهيوني صديقا، وجرائمه دفاعا عن النفس، والاستعمار تحريرا، ويوم الغزو عيدا وطنيا، والعلماني محدثا، والملحد مفتيا، ربما في انتظار أن تصبح الحانة مسجدا، وأصوات كؤوسها آذانا، أليس السكارى هم من يقوم الليل نصفه أو يزيد عليه قليلا، ويشهدون الفجر والثلث الأخير من الليل !

القاهرة ـ وكالات (لها أون لاين): تشهد عيادات تحديد جنس الجنين رواجاً واسعاً في مصر، لاسيما من قبل الراغبين في إنجاب الأطفال الذكور. ورغم ذلك لا تزال نسبة الفتيات تفوق نسبة الذكور في المجتمع، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات بين الزوجين، خاصة من قبل الأزواج الذين تحكمهم أفكار الجاهلية الأولى.
"كريمة" سيدة مصرية ذات تعليم متوسط تزوجت منذ 16 عاما من رجل يعمل في مجال المقاولات، قبل ثلاثة أعوام قررت الذهاب إلى إحدى العيادات المتخصصة في علم الأجنة وأطفال الأنابيب؛ لإنجاب طفل ذكر خاصة بعدما أنجبت أربع بنات. وتروى "كريمة" البالغة من العمر 43 عاماً قصتها بأنها صادفت مشكلات كبيرة مع زوجها الذي ينحدر من أصول صعيدية في جنوب مصر والتي تضع إنجاب الذكور في مرتبة تتساوى مع الحفاظ على الشرف واسم العائلة، وبعد إنجاب أربع بنات هددها زوجها بالزواج عليها؛ ليحقق حلمه في إنجاب ولد؛ حتى يستطيع أن يواجه عائلته ولا يشعر بالانكسار أمامهم وليرث ثروته الكبيرة بعد مماته.

سلوى محمد موصلي

قالوا عن حواء إنها ذات الايدي الناعمة، من فصيلة الجنس الناعم، في عينيها دموع التماسيح، ناقصة العقل والدين وما شابه من النعوت والأوصاف بين المدح والقدح واغفلوا ان المجتمعات عبر الحقب والازمنة حافلة بجحافل نسائية يتزايد اعدادها كأسراب الطيور تغدو وتجاهد في كل مكان تحت صنوف من الصعوبات والأزمات والمتغيرات البيئية.
حيث يعيد الزمن نفسه بمقاييس ومواصفات لا ترحم المستضعفين من البشر.
فها هي حواء في مناطق من الكرة الارضية تعمل في اقسى واعنف الظروف والمهن منذ سن صغيرة وعبر مراحل عمرها لا فرق بين طبيعة وقدرات ذكر وأنثى، منذ الصباح الباكر ولساعات ممتدة تحت لهيب الحرارة الشديدة او البرد القارس في مهن متعددة تساعد ذويها في مهنة الصيد، الزراعة، الرعي، تبحر بالانهار وتشق الارض وتتسلق الجبال الوعرة والصحاري على قدميها وتعود للخدمة في مكان اقامتها المتواضع لاعداد الطعام وحياكة الكساء ورعاية الاطفال.

وسام حمود
عانت المرأة الكثير من أجل نيل بعض حقوقها، وتكبدت مآسي كثيرة من أجل حرية شكلت هاجسا بالنسبة لها
وتصدت لكل أفكار مجتمعنا الشرقي كي تكون نداً للرجل الذي اعترف أخيراً بمكانتها كعاملة ومنتجة، مبدعة رغم تحفظ البعض على مصطلح أنها مهما ارتفعت فنهايتها للبيت والمطبخ والأسرة.
المرأة العربية قاتلت لإثبات وجودها وكيانها، ولتؤكد أنها قادرة كما الرجل على قيادة الدفة، وفعلا نجحت الكثيرات في إرساء السفينة على بر الأمان، واستحقت الاحترام وتربعت على عروش كثيرة فمنهن من أصبحت وزيرة، ونائباً، وقاضية، إلخ، ولكن رغم كل النجاح الذي حققته الكثيرات من النساء تبقى المرأة تلك الجنس اللطيف الرقيق الذي يحتاج إلى جرعات حنان، وعطف، وراحة من أعباء كثيرة رمتها بنفسها على ظهرها، لدرجة بات لسان بعضهن لاعنا للحرية والتحرر، وخاصة حين تنجح الكثيرات في تأسيس مشروعهن الخاص مقابل فشلهن من الناحية الأسرية.. كما أن هناك معاناة أخرى أصعب وهي قضية راتب الزوجات العاملات الذي يمثل هاجسا لهن ومطمعا للعديد من الأزواج، فالبعض ينظر إلى هذا الراتب على أنه من خصوصيات الزوجة، ولها وحدها حق التصرف فيه، والبعض الآخر يعتبره من توابع الزوجة وأن من حق الزوج أن يكون له نصيب منه وأن على الزوجة أن تنفق على الأسرة، ما دامت قادرة، وما دامت المنادية بالعمل النسوي.

عمليات التجميل تنتشر بشكل ملحوظ، سواء في عالم الرجال أو النساء، بداع أو بدون.
وهناك إحصائيات وأرقام طريفة حول هذا الأمر، أهمها أن المرأة ما زالت تحتل المرتبة الأولى في معدلات العمليات الجراحية التجميلية، حيث بلغت النسبة حوالي 91% في الولايات المتحدة، استناداً إلى إحصائيات الجمعية الأميركية لجراحة التجميل.
وكما أن النساء يقحمن أنفسهن في مجالات خاصة بالرجال على الأغلب، فقد بدأت الغيرة الرجولية تشتغل، ودخل الرجال إلى عالم التجميل بالجراحة. فقد بلغ على سبيل المثال عدد الذين أجروا عمليات التجميل من الرجال في الولايات المتحدة وحدها فقط عام 98 حوالي 155 ألف رجل.

JoomShaper