سلافة جبور-دمشق

يحتفل العالم في الثامن من مارس/آذار باليوم العالمي للمرأة باعتباره مناسبة للثناء على شجاعة النساء اللواتي اضطلعن بدور استثنائي في تاريخ بلدانهن. ويرى مراقبون أن للمرأة السورية دورا هاما في الثورة ضد ما يصفونه بالاستبداد.

وتشير أحدث إحصائيات الشبكة السورية لحقوق الإنسان إلى وفاة أكثر من 18 ألفا و457 امرأة على يد قوات النظام حتى اليوم، منهن ما لا يقل عن 680 برصاص قناصين، وأكثر من 32 تحت التعذيب داخل مراكز الاعتقال.

رام الله - دنيا الوطن

وجه غض يحمل حكايات كثيرة، ملامح توحي بالتعب والإباء، وصوت يغص من حباله المتشنجة، وأيام ما كانت عليها إلا شقاء وخيبة أمل، بين الكلمة وأختها تنهيدة حسرة كعجوز خبرت بالسنين.. هكذا كانت تبدو "وئام"، الفتاة النشطة المجتهدة التي فقدت فرصتها لدراسة الدكتوراة في فرنسا بسبب حجابها، بعد تجربة اجتماعية قاسية.

تخرجت "وئام" من جامعة دمشق، كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية، بدرجة ممتاز، ثم حصلت على منحة إلى أمريكا لتتم دراستها هناك، وبالفعل سافرت وئام إلى أمريكا ونالت شهادة الماجستير، وفي عطلتها عادت إلى دمشق لزيارة أهلها، وتزامن هذا مع العام الأول للثورة السورية. عندما عادت لم يكن حيها في دمشق قد ناله ما نال المدن الأخرى من الدمار والموت، إلا أن شيئاً في وجه المدينة كان قد تغير، ربما وجوه أهلها وربما رائحة الموت المنبعثة من أحياء الريف.

العربي الجديد

في حصادها للعام 2014، ركزت كل وسائل الإعلام الأجنبية على مأساة النساء السوريات. إن كان بسبب وفاة أزواجهنّ نتيجة الحرب الطاحنة في البلاد، أو بسبب اعتقالهم أو اختطافهم من قبل كل الأطراف، خصوصاً بعد سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" على عدد من المناطق.

وتتعاطى أغلب النساء مع رجالهن المخطوفين على أنهم لن يعودوا قريباً أو لن يعودوا أبداً. لكن التركيز كان بشكل أساسي على تصوير أسلوب حياتهن من النزوح والهروب. فخصصت أيضاً "فورين بوليسي" ألبوم صور لزوجات الشهداء. صوّرت ملابسهن وطريقة حياتهن، والأغراض التي تذكرهنّ بحياتهن الزوجية. في أغلب الصور فضلت النساء إخفاء وجوهن، وقد أرفق المحرّر كل صورة بقصة صاحبتها. 

نزار محمد-ريف حلب

أجبر انحسار النشاط الاقتصادي وضيق سبل العيش في حلب الكثير من العائلات هناك على خوض أنواع من التجارات لم تعرفها من قبل، كما دفع الفتيات والطالبات الجامعيات إلى دخول سوق العمل لتأمين مصدر رزق لتغطية مصاريفهن.

ويوجد في كل جادة بأحياء حلب التابعة للنظام باعة يتجولون بين الأحياء، وفي الآونة الأخيرة لاحظ الأهالي كثرة النساء والفتيات اللائي دخلن سوق العمل في المدينة. فتحولت الأحياء التي كان يعتبرها أهالي حلب أرقى أحياء المدينة إلى أسواق شعبية تحتوي على جميع أنواع البسطات.

وفي منطقة الجامعة بحلب تتجول فتاة في العشرينيات كل يوم في شوارع المنطقة وهي تحمل الورود من أجل بيعها للسيارات أثناء توقفها عند إشارات المرور.

 

نجت من حصار الجيش، ومن الإعدامات الجماعية والاغتصاب الجماعي في سورية. لكن فقط بعد أن وصلت إلى ملاذ آمن في لبنان المجاورة حاولت فاطمة (13 عاما) الموت بقطع معصميها.

حالتها ليست فريدة من نوعها. بعد ثلاث سنوات من العيش في خيام اللاجئين، الاكتئاب وإيذاء النفس ومحاولات الانتحار ومشكلات الصحة العقلية الأخرى آخذة في الازدياد بين الفتيات السوريات. تم تغيير اسم فاطمة حفاظا على سلامتها، وهي لم تتمكن من مقابلة "فاينانشيال تايمز" بنفسها. والدتها هي من شاركت بقصتها لإظهار كيف أنه حتى بعد فرارهم من الحرب في سورية، هناك عدد لا يحصى من الفتيات اللواتي لا يزلن يتعرضن لخطر الاغتصاب والعنف المنزلي والزواج القسري.

اضطر 11 مليون سوري إلى الفرار من ديارهم - وليس هناك ما يشير إلى أن ما يقارب أربع سنوات من الانتفاضة التي تحولت إلى حرب أهلية في سورية سوف تنتهي قريبا. الأولويات العاجلة في أزمة اللاجئين تعتبر واضحة نسبيا: الناس في حاجة إلى مأوى وغذاء. لكن عندما تصبح الأزمة طويلة الأمد - تنمو بمعدل خمسة آلاف لاجئ يوميا – الجهد المطلوب يمكن أن يكون هائلا.

JoomShaper