البلاغ
يتأثر الإنسان منذ مطالع نشأته بالمحيط الذي يعيش فيه، سلوكاً وأقوالاً وأفكاراً وعقائد وما شابه، فثمة لديه ما ورثه عن العائلة ولديه الواقع وما يفرزه من أنشطة متنوعة سواء على مستوى العمل أو الفكر، ومن مجموع ما تقدم تتكوّن للإنسان منظومة طبائع معينة موروثة ومكتسبة ما تلبث أن تنمو ويشتد عودها حتى تصبح هوية مميزة لهذه الشخصية أو تلك، وبطبيعة الحال سوف لن تكون جميع هذه الطبائع سواء المكتسبة منها أو الموروثة جيدة أو حتى مقبولة سواء من لدن حاملها الإنسان نفسه أو من المحيط الخاص والخارجي الذي ينشط فيه.
فثمة من الطبائع ما هو مؤذٍ للفرد المصدر ولغيره في الوقت نفسه ومنها ما يكون عاملاً مهذباً للشخصية ومميزاً لها من حيث قبولها واستحسان وجودها ونشاطها المتنوع في المحيط، لذلك يطمح الإنسان أن يكون مقبولاً بل جيداً في محيطه العائلي أو الخارجي ولهذا يسعى فكراً وتطبيقاً إلى القضاء على الخصال السلبية التي قد تعلق في سلوكه وأفكاره أو أقواله، فثمة بعض العادات لا تليق بالإنسان ولكنها التحقت بمنظومته السلوكية والفكرية سواء من الوراثة أو الاكتساب وعليه أن يتخلص منها وطالما يواجه الإنسان صعوبة في التخلص من الطبائع التي اعتادها.

أ. د. عبدالكريم بكار    
حين نكون في مقتبل العمر في مرحلة ما قبل النضج يغمرنا اعتقاد بأنّ السعادة تكون في الصحة والجمال والمال وكل الأشياء التي يمكن أن نستحوذ عليها، وحين ننضج وتظهر لنا الأمور على حقيقتها نكتشف على سبيل التدرج أنّ السعادة في العطاء وفي جعل الناس حولنا سعداء.
في مرحلة ما قبل النضج نظن أنّ العطاء العظيم يكون في إطعام الطعام وتقديم المال لمن يحتاج إليه، وحين نكبر، وننضج، يتبين لنا أنّ العطاء الحقيقي ليس عطاء المال، وإنما أشياء أخرى أهم من المال أتعرفون ما هي يا بناتي وأبنائي؟ إنها أشياء تتصل بالروح والعقل والخبرة والوقت:
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين ندعو بإلحاح لأخً في ظهر الغيب.
- نحن نعطي عطاءً حقيقياً حين نعفو عمّن أساء إلينا، وتصبح قلوبنا صافية ونقية نحوه.

عبدالهادي الخلاقي
يقول النبي – صلى الله عليه وسلم-)) إن من حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه وأن يحسن أدبه)). وقد شكا أحد الآباء إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطَّاب عقوق ابنه، فقال عمر للابن: "ما حملك على عقوق أبيك"؟ فقال الابن: يا أمير المؤمنين ما حق الولد على أبيه؟ قال: "أن يحسن اسمه، وأن يحسن اختيار أمه، وأن يعلمه الكتاب"، فقال: يا أمير المؤمنين إن أبى لم يفعل شيئاً من ذلك، فالتفت عمر للأب وقال له: "عققت ولدك قبل أن يعقَّك"! إن تسمية الأبناء هي قضية هامة في كل بيت فقبل أن ترزق الأسرة بطفل جديد يبدا أفرادها بالبحث عن اسم يناسب مولودهم القادم، البعض يستقى الاسم من اسماء معينة في العائلة وأخرون يحبذون بأن تكون اسماء ابنائهم كاسماء الأنبياء والصحابة رضي الله عنهم جميعاً.

الدكتور عادل عامر
أن  خلاص  الإنسانية  الأكبر  سيكون  في  السمو  بالإنسان،  وتحسين  ذاته،  وإدارتها  على  نحو  أفضل،  وليس  في  تنمية  الموارد  المحدودة،  والمهددة  بالنفاد  الكامل. إن  تنمية  الشخصية  لا  تحتاج  إلى  مال  ولا  إمكانات  ولا  فكر  معقد،  وإنما  إلى  الإرادة  الصلبة  والعزيمة  القوية،  ومن  ثم  فإن  بإمكان  الفقراء  والمحدودين  وأهل  الظروف  الصعبة  أن  يصبحوا  من  خلال  الجهد  والاهتمام  الملائم  أفضل  ممن  أوتوا  بسطة  في  المال  والجاه،  لكن  أبرز  سماتهم  الإهمال  لحياتهم  الروحية  والعقلية  والاجتماعية!

البلاغ
يجد المتأمل في شهر رمضان المبارك أن تنظيم الوقت هو من أهم الحكم والدروس المستفادة من هذا الشهر الفضيل، فهو شهر للتجديد الإيماني في كل عام، وإذا ألحق بستة أيام صوم من شوال عدل صيام وتنظيم وإستجلاء الروح عاماً كاملاً في الأجر والثواب ومضاعفة الحسنات. فالحسنة فيه بعشر أمثالها. وهو شهر كله مغانم، ومقسم إلى ثلاثة أقسام، أوّله مغفرة، أوسطه رحمة، وآخره عتق من النار.
أمّا عن تنظيم يوم المسلم، ففيه وقت للصوم، وهو محدد معلوم. وفيه الصلوات الخمس، أوقاتها منظمة معلومة، وهو شهر القرآن، فحري بالمسلم أن يعلن فيه أن صاحبه هو القرآن الكريم، يؤانسه في خلواته، ويجهر به في صلواته، ويناجي به ربه في دعواته. فهو يحيا بالقرآن في حركاته وسكناته متزوّداً من معانيه، وطالباً لأثره في النفس والأسرة والمجتمع، وملتمساً لما فيه من مواقف عظيمة تحرك الهمة وتنهض بالأجيال لتكون مع الله تعالى من خلال كتابه العزيز.

JoomShaper