د. عبد الرحمن حسان
حماتي وحش كاسر، هكذا تصورها الحكايات القديمة، والخوف غير المبرر من الأزواج، لماذا؟! سؤال حيرني! فتجربتي مع حماتي لم تكن كافية للإجابة عن هذا السؤال، فحماتي لم أجد لها أنيابا، فقلت: ربما هي حالة خاصة، فظللت أراقب من حولي من الأصدقاء، علني أجد إجابة شافية، ولكن ظروف الغربة حالت دون تحقيق مرادي بصورة كافية.
ولكنني بعد صبر طويل، وجدت ضالتي في مراقبة لصيقة ومن داخل أسوار الحماة، بل من جوف حصنها الحصين، من غرفة العمليات، فكنت أراقب أدق التفاصيل.
مغامرة مشوقة من غير شك لكثير من الأزواج، أن يقتحم أحدهم عرين الأسد، ويأتي بإجابات شافية لكثير من الأسئلة والتساؤلات التي تحيط بشخصية الحماة.

أسرة البلاغ    
1- الوالدان:
شكرُ الوالدين شكرٌ منصوص، هو التالي لشكر الله تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ) (لقمان/ 14)، شكر للّذين ربّياني صغيراً، مقدِّمين نفسي على نفسيهما، ومؤثرين هواي على هواهما، ولو سألت أي أب وأي أُم: أي المكافآت أفضل؟ لوجدت إجماعاً أو شبه إجماع.. أن يكون أولادنا قرّة عين لنا.
شكر الوالدين: دعوة إلهية، إذ لم يثنّ الله شكره على شكر أحد كشكر الوالدين، وهو نفحة إنسانيّة لمن يعتبروننا أو وجدونا (بعضهم) بل (كلّهم).. وفي الحديث: "مَن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالِق"، يقول تبارك وتعالى لعبدٍ من عبيده يوم القيامة: أشكرتَ فلان؟ فيقول: بل شكرتك يا ربّ، فيقول: لم تشكرني إذ لم تشكره!!
الآباءُ والأُمّهات جنودُ الرحمة الإلهية المسخّرون لخدمة (الأبناء)، هم أروعُ صور رحمته وأكملها، وكلّ رحمته كاملة، هم أياديه الرحيمة تمسحُ بالحبِّ على رؤوسنا، وعيونه الرحيمة التي تتفقّدنا، وقلبه الرحيم الذي يسعنا حبّاً وحدباً وكرامة.

د. بشرى بنت عبد الله اللهو
أدخلت ابنتي البكر إلى مستشفى الأطفال في يوم عقيقتها لحساسية في الصدر، كان منتشرا بين أطفال المنطقة الشرقية، قيل إنها من آثار حرب الخليج، وقيل من أثار التلوث البيئي الناتج من المصانع.
أدخلتها في مستشفى الولادة والأطفال الحكومي، وقام الزملاء والزميلات بالواجب، حتى انتهي بي المطاف إلى جناح الأطفال، وهناك تنتهي الواسطات وليس علي إلا مواجهة الواقع، حيث كان الجناح مكتظاً، ولا توجد غرفة خاصة، وعلي مشاركة الأمهات همومهن ومعاناتهن.
وكانت هذه أول تجربة تنويم لي، أول مالفت نظري، هو أنه في نهاية الممر، توجد غرفة يدخل لها الأطفال هادئين، ثم يخرجون منها باكين، أما أمهاتهن فمنهن داعية الله أن يشفي ولدها، ومنهن من تدعو على الممرضة والمستشفى و....

لها أون لاين
ارتفعت خلال العقود الأخيرة نسب الطلاق في مجتمعاتنا، حيث يشير الدليل الإحصائي لوزارة العدل السعودية إلى أن كل 3 حالات زواج يقابلها حالة طلاق واحدة، ونسب الطلاق في كل من الكويت ومصر وقطر والمغرب قريبة من ذلك، هذه الإحصاءات تدعونا  إلى ضرورة إعادة النظر في أوضاع المطلقات في مجتمعاتنا.
فعلى الرغم من أن من يحملن لقب مطلقة في مجتمعاتنا يشكلن نسبة كبيرة جدا من النساء، لازالت نظرات الاتهام التي لا ترحم ولا تشفق تطارد الكثيرات منهن، ويحملهن المجتمع مسؤولية انهيار الأسرة، في حين أن نسبة كبيرة من حالات الطلاق  تعود إلى طيش الزوج ورعونته وسوء سلوكه، وبالتالي تكون هذه السلوكيات هي المسبب الحقيقي  لضياع الأسرة.

يقول الماهاتما غاندي انّه حتى بداية العشرينات من عمره كان يحمل الكثير من الغضب والضغينة في قلبه تجاه شخص آلمه كثيراً وتسبب له في جرح غائر في نفسه، رغم أنّه كان من المقربين إليه، وأنّه لمدة طويلة من حياته أراد أن يرد لذلك الشخص الذي كان يثق به كثيراً الصاع صاعين وينتقم لنفسه.
عشت – والكلام لغاندي – حياة مليئة بالقصص المؤلمة التي عرقلت مسيرتي وأثقلت نفسي وروحي حتى أنني حملتُ الآخرين مسؤولية الحياة التي كنت أرغب في أن أعيشها ولم أستطع، لذا أدركت أن شعوري بالغضب والألم والرغبة والانتقام هو الذي نغص علي حياتي وامتص كل طاقاتي الإيجابية وصفاء ذهني وروحي، خصوصاً أن تلك المشاعر تزداد يوماً بعد يوم لتحرق صاحبها وتتحول إلى هاجس مزعج، ويضيف أنّه كان من الممكن أن يحكي تلك القصص التي يمكن أن يمر بها ولكنه آثر ألا يفعل حتى لا يضطر إلى أن يذكر أسماء من كانوا جزءاً من تلك القصص.

JoomShaper