دعوة أم
- التفاصيل
أم لثلاثة أولاد قتل زوجها وأكبرهم عمره خمس سنوات ، فتحملت تربيتهم ورعايتهم ، وذهبت بيت أبيها وكان عليها أن تدفع أبناءها للعمل وهم صغار ، وعندما استشارات أباها في أولادها لأنها خائفة عليهم ن فكيف تربيهم وترعاهم .
فقال لها أبوها ك اطرقي الباب فما الحل إلا هو ؟
فاستجابت للنصيحة وطبقتها منذ خمس وثلاثين سنة وحتى اليوم ، وأصبح ديدنها قيام الليل والتضرع لله عز وجل بقولها : يا رب أولادي يا رب أولادي .
فتربى أولادها على العمل والصلاح وحب المساجد والتعلم حتى صاروا الأبرز في مدارسهم والأطهر من بقية أصحابهم والأكثر أخلاقا من غيرهم .
اليوم وبعد خمس وثلاثين سنة أصبح الأولاد يتبؤون المكانة العليا في المجتمع ، وما ذاك إلا بدعوة الأم الصادقة والتربية الصحيحة والمثابرة المستمرة .
التربية الإيمانية وأثرها على الإخوة
- التفاصيل
أما بعد: أحبابي في الله.. ما أحوجنا في هذه الأيام ونحن نقف على طريق الدعوة أن نتذكر كيف ربى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أصحابه الكرام- رضوان الله عليهم أجمعين- على رباط من أوثق الروابط ألا وهو رباط الإخوة في الله، بعدما قاد أصحابه إلى واحة الإيمان في لقاء مغلق في الأرقم- رضي الله عنه- مربيًا قلوبهم على التوحيد، والقرآن المكي يتنزل عليهم فتسمو نفوسهم وتتعلق بالخالق عز وجل فذاك بلال- رضي الله عنه- العبد الحبشي عندما خالط قلبه هذا الإيمان وقف صامدًا أمام المشركين معلنًا عقيدته الراسخة (أحد.. أحد)، وذاك خباب بن الأرت (معلم سعيد بن زيد وزوجه فاطمة بنت الخطاب)، يصمد أمام تعذيب أم أنمار بعقيدة راسخة.. وذاك مصعب الخير الذي ترك الدنيا بزينتها وزخرفها والثياب المترف والعطر الفواح والفراش الهانئ كل ذالك ليس إلا لله الذي تعلق به قلوب المحبين والموحدين، العالمين بحقيقة الدنيا فأنعم الله عليهم بخيري الدنيا والآخرة.
وبعدما قوى رباط العقيدة في القلوب إذ خرج من هذه القلوب أدران وأمراض الدنيا من وهن "حب الدنيا وكراهية الموت" وصارت القلوب بين يدي المنعم فألف بينها بحول منه وقوة حيث قال اللَّهَ تعالى: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)﴾ (الأنفال).
العلمانية والخطة الممنهجة لإفساد أخلاق الأمة
- التفاصيل
ربما لم تعرف الأمة المسلمة مصطلح العلمانية إلا منذ عهد قريب , ولكنها عرفت وتعاملت مع مجموعة خارجة عن الدين وتتعمد إفساد أخلاقيات المسلمين منذ قرون , فظلت الأمة المسلمة محافظة على أخلاقياتها التي استمدتها من دينها فترات طويلة حتى صارت أعراف المجتمعات تصطبغ بصبغة أخلاقية متينة , وكان المخالف لهذه الأخلاقيات لا يجرؤ على المجاهرة بها بل ظل يمارس أي نوع من الفجور الأخلاقي في طي الكتمان .
وكان التشهير وإعلام الناس بأمر المخالف نوعا من العقوبة التي كان يطلق عليها في كثير من البلاد الإسلامية " التجريس " فكان يُطاف به في الأسواق والتجمعات على ظهر دابة ويُخبر الناس بفعلته , فربما كان التجريس عليه عقوبة اشد من أي عقوبة أخرى نظرا لما يلحقه بها من المهانة والصغار .
وبدا الإفساد الخلقي الجماعي والمنظم في حياة الأمة الإسلامية إبان الاحتلال الغربي لكثير من البلاد الإسلامية , إذ شعر المحتلون أن الأمة الإسلامية تتميز بحائط قوي ومتين من الأخلاقيات المجتمعية العامة التي يصعب من خلالها استمرار احتلالهم ونهب خيراتهم وقمع اثر الدين فيهم , فعمدوا بداية إلى أحداث حالة من الإفساد الخلقي المنظم والمتتابع والمستمر للوصول بالمجتمع المسلم لحالة من قبول الخلق السيئ والتعامل معه ومع صاحبه دون إنكار ليسهل بعد ذلك قيادهم .
المرأة المتنمرة .. هل الرجل هو السبب؟
- التفاصيل
العلاقة الطبيعية والمثالية بين الزوجين هي العلاقة المبنية على التكامل والتعاون في تكوين الاسرة، وهذا يؤدي إلى ان تسود مشاعر المودة والرحمة فيما بينهم، ولكن في بعض الاحيان يحدث خلل في طبيعة العلاقة ما بين الازواج وتحديدا فيما يتعلق بقيادة سفينة الاسرة ، فالوضع الطبيعي ان يتولى الرجل هذه المهمة ولكن بشكل يعتمد على احترام كل واحد منهم للآخر، وهذا الوضع فقط هو الذي يمكن تقبله في المجتمعات الشرقية المحافظة كالمجتمع الاردني، اما الحالات التي نرى فيها الزوجة تتولى دفة القيادة لسفينة الاسرة بينما يكون الزوج تابعا متلقيا للتعليمات، فهي حالات ينبذها المجتمع الاردني ولا يتقبلها، فالزوج المحكوم- كما يحلو للكثيرين وصفه- رجل غلبان وذو شخصية ضعيفة، اما الزوجة (الربانة) فتثبت مقولة شعبية بأن وراء كل امرأة قوية (رجل ضعيف).
ثمن الحرية
- التفاصيل
اشترى صغيري طيورًا في قفص، وظل يضع لها الحَب والماء، ويعتني بها، نسي ذات مرة أن يغلق الباب، فوجد الطيور قد تركت القفص والحَب والماء، وخرجت تستنشق عبير الحرية، وكأنها تقول له: إن الحرية عندها أغلى من الحياة!
التحرر النفسي من سطوة المعاني السلبية في أطواء النفس، ومن سطوة المؤثرات والضغوط الخارجية التي تعمل على تغييب الإنسان عن ذاته.
من ادّعى أنه يتمتع بكامل حريته فهو واهم، فثم أسوار وقيود مرئية وغير مرئية، تكبل حركة الإنسان باختياره حينًا، وبغير اختياره أحيانًا، ثم من الناس من يدركها ويتعامل معها بيقظة ووعي، وثم من يغفل عنها أو يتغافل!
الحرية شيء نسبي، والفارق الجوهري هو بين الساعين لتحصيلها وتحقيقها، بحيث يعبرون عن أنفسهم في مواقفهم وكلماتهم وآرائهم، وليس عن الآخرين، وبين من يؤدون دورًا رسم لهم، أو يسلكون طريقًا وجدوه أمامهم، دون أن يكلفوا أنفسهم عناء السؤال: هل هو المتحدث، أم إن روحًا أخرى تلبسته، وهو يتحدث على لسانها، أو هي تتحدث على لسانه!