د. محمد بن لطفي الصباغ 
المجتمع الإسلامي هو مجتمعُ المحبة، فأمَّةُ الإسلام أمة متحابة متوادة متراحمة متعاونة على البرِّ والتقوى؛ يقول - تعالى -: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح : 29]، كانت كذلك على مرِّ العصور، وما تزالُ في كثيرٍ من قطاعاتِها كذلك، ولله الحمدُ والمنَّة.
ولكنَّ البعد عن القيمِ الإسلامية، والإقبال على الدُّنيا أثَّر شيئًا من التأثيرِ على عددٍ من الناس، فحرموا من السَّعادةِ التي كان يحياها آباؤهم، وعليهم أن يعودوا إلى رياضِ المحبة والتوادِّ والتراحم، فذلك يحقِّقُ لهم الحياةَ السعيدة الكريمة في الدُّنيا، والفوزَ بمرضاةِ الله.
ليس هناك حياةٌ أحلى من الحياةِ التي يسعد بها المرءُ بحبه للآخرين وحبِّ الآخرين له، يعيشُ وصدره خالٍ من الضغائن والكراهية والحقد والحسد، بل يكون صدرُه مملوءًا بالحبِّ والودِّ والرحمة للآخرين.
إنَّ الحاجةَ إلى التذكيرِ بأهمية المحبة في المجتمعِ حاجةٌ كبيرة، لا سيَّما ونحن نُواجَه بحربٍ فكرية واجتماعية وعسكرية.
إنَّ كلَّ مسلم أخٌ لكلِّ مسلم؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ﴾ [الحجرات : 10].

آمال أبو خديجة
الحب حاجة أساسية للإنسان فطر الله الإنسان ليميل للإشباع إليها من محيطه لتمده بطاقة التفاعل والانتماء والإحساس بمشاعر الإنسانية المميزة له عن غيره من المخلوقات، يبدأ الإنسان بالبحث عن الحب وإشباع فطرته منذ يومه الأول للحياة، فالطفل يصرخ صرخة الميلاد لفراقه رحم السكينة والانسجام مع والدته والالتصاق بها ليبدأ البحث عن إشباع أوسع لفطرة الحب من والديه وأسرته ليستمد حنانهم وعطفهم لينمو سليماً سوياً معافى لمجتمعه، فيوضع الطفل منذ لحظة ميلاده الأولى على صدر والدته ليلتصق بها ويسمع دقات قلبها ويطمئن إليها ويشعر بمحبتها وحنانها، وإن فقد الطفل وحُرم ذلك الحب والحنان دون وجود من يُعوضه سينمو مضطرباً منحرفاً يفتقد لمشاعر التفاعل الإنساني والانتماء للآخرين، وبعض الدراسات العلمية أثبتت أن الطفل الذي يُحرم الحب والحنان والالتصاق بجسد والدته ينتهي به المطاف إلى الوفاة .

 

الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً، وتبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً.
والصلاة والسلام على من بعثه ربه هادياً ومبشراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
أما بعد..
بينما الحجاج مشغولون بالطواف في الحرم، والشمس حارة والزحام كثيف، والناس واقفون عند الكعبة المشرفة يسألون المولى جل جلاله..كان رجل من أهل اليمن يحمل أمه على كتفيه، وقد تصبب عرقه واضطرب نفسه، وهو يطوف بها لأنها مقعدة، ويرى أن من الواجب عليه أن يكافئها، لأنه قد كان يوماً من الأيام حملاً في بطنها ثم طفلاً في حضنها.
سهرت لينام، وجاعت ليشبع، وظمئت ليروى، فظن أنه كافأها حقاً.
وكان ابن عمر الصحابي الجليل واقفاً عند المقام.
فقال الرجل: [السلام عليك يا ابن عمر، أنا الابن وهذه والدتي، أترى أني كافأتها؟
قال ابن عمر: والذي نفسي بيده ولا بزفرة من زفراتها].
فكل هذا التعب والإعياء والجهد لا يساوي زفرة واحدة زفرتها في ساعة الولادة.
هذه صورة واحدة من صور المعاناة التي يقدمها الوالد وتقدمها الوالدة لهذا الإنسان.

حمدان الحاج
لا يوجد في الحياة ما هو اهم من الام والاب فهما حلقة التعليم والحياة والجهل والخوف والحماية والامن والابداع والتكريم والتقدم نحو المعالي ان هم احسنوا او اذا احسن الطفل الذي يصبح فيما بعد شابا فأبا فشيخا فعجوزا الى نهاية المطاف.

وهنا لا بد من التذكير ان الام التي ترعى وتطعم وتسهر على راحة الابناء لا تستحق الا التكريم الذي يليق بشيء من جميلها وهي تكرر عطاءها دونما منة او تردد او حتى شعور بالاحباط بل انها مستعدة لان تقدم كل شيء من الصبر والاحتمال والانتظار حتى ترى ابنها يكبر امام ناظريها وهي لا تلتفت الى شيء في حياتها سوى انها تريد ان يشق ابنها طريقه الى ملاعب الصغار وفسحات امل المستقبل وهي ترمقه بعيونها فخارا وانبهارا وهي التي ترعاه باهداب عيونها وتغلق عينيها رحمة ورافة بالابن رافعة اكف الضراعة الى العلي القدير ان يحفظ ولدها وان يريها ابناءه وقد كبروا.

وائل بن إبراهيم بركات
لا يوجد دين حث عليه كدين الإسلام!
ولا يوجد دين حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت مثل الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أَوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم" (رواه مسلم54)، وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"  (أبو داود 5124، والترمذي 2392، وهو صحيح).
ولا يوجد دين دعا أتباعه إلى الحب الشامل لتمتد عاطفة كل إنسان يؤمن بهذا الدين لتشمل حتى الجمادات مثل الإسلام، فهذا جبل أحد يقول عنه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "هذا أحد جبل يحبنا ونحبه" رواه البخاري (2889)، مسلم (1365).
هذا هو الحب في الإسلام شامل وإيجابي ومتوازن ليس محصورا على صورة واحدة وهي الحب بين الرجل والمرأة، كما يصوره الإعلام!.
منذ أن بدأ الإعلام في كافة أشكاله المقروء والصوتي والمرئي في الظهور،  لم يكف عن الحديث عن الحب؛ حتى وصل الأمر إلى أن الحب انقلب على نفسه، فأعلن البراءة مما يرتكب باسمه وهو برئ.

JoomShaper