د. دعاء راجح
تهدف جهود العاملين المخلصين من أبناء هذه الأمة إلى إعادة بناء الشخصية المسلمة وإلى معالجة ما لحق بها من تشوهات وأمراض أدت إلى ما تعانى منه امتنا الحبيبة من تدهور وانحطاط، وتتجه الأنظار وتتركز على الأخذ بيد الجيل الناشئ نحو مستقبل أفضل، فهم عدة هذه الأمة وأملها المنشود في ظل المستجدات المتسارعة والمتلاحقة على الصعيد العربي.
وتتوالى المقترحات وتتفاوت الآراء حول سبل إصلاح المنظومة التعليمية والتربوية والأخلاقية داخل المجتمع وخاصة داخل المؤسسات التعليمية وداخل مؤسسة الأسرة، و تتركز الجهود نحو التركيز على جوانب دون الأخرى.
إنسان غير مكتمل
وقد كان هناك بعض التجارب من العاملين المخلصين تركزت على بعض هذه الجوانب، ولكنها أسفرت عن بناء إنسان مائل غير معتدل ما يلبث مع الزمن أن ينهار لأن احد أركانه ضعيفة وهشة،
فمنهم من جعل الأولوية الأولى في التنمية الإيمانية، فهو الأساس في بناء الشخصية المسلمة، وأغفل إلى حد كبير جوانب أخرى في غاية الأهمية مما أدى الى ظهور نماذج ليست على المستوى المنشود الذي نأمله لتحقيق التغيير.

رسالة المرأة
عادة ما تقلق معظم الأمهات بشأن أى أمر يخص الطفل وأى خطر قد يتعرض له، ولكن يجب على كل أم أن تعلم أنه توجد بعض الأمور الخاصة بطفلها وبتربيته يجب ألا تقلق بشأنها حتى لو كانت ترى أنها مقلقة. والأمر المهم هو أنه على الأم أن تجد درجة القلق المناسبة التى ستمكنها من حماية طفلها ولكن فى نفس الوقت لن تقودها للجنون. فعلى سبيل المثال، إذا كان طفلك سيذهب فى رحلة مع مدرسته وأنت قلقة من ركوبه الأوتوبيس فقد تقررين أن تقومى بإيصاله بنفسك ولكن فى حالة ركوب الطفل للأتوبيس بالفعل فقلقك لن يكون له معنى. وقد يبدأ قلقك فى أن يكون غير مناسب أو صحي فى حالة البدء في تجنب وضع الطفل فى أى موقف أو تجربة قد تعرضه للخطر بطريقة ما، لأنك تكونين دائما تتوقعين الأسوأ.
من الأشياء التى تحرص الأم عليها دائما أن طفلها يجب أن يأكل كثيرا وأنه عليه مثلا أن ينهى طبقه بالكامل فى العشاء أو الغداء، ولكن يجب أن تعلمى أنه إذا كان طفلك بصحة جيدة ولا يعانى من أى مشاكل متعلقة بالطعام أو من انخفاض فى الوزن، فعليك أن تدعيه ينظم نظامه الغذائى بنفسه من حيث كمية الطعام التى يتناولها مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر سينهى الكثير من الخلافات بينك وبين طفلك.

رانية طه الودية
الخوف انفعال طبيعي، أوجده الله في النفس البشرية؛ لحمايتها من الأخطار والحفاظ على سلامتها.
فالاستجابة الطبيعية عند أي خطر تبدأ بانفعال الخوف الذي يدفع للهرب لتأمين الحماية للنفس. فهو دافع يساعدنا على التكيف في البيئة التي نعيشها.
وتبدأ المشكلة عندما يعمل هذا الدافع بتحريك النفس من السلوك التكيفي إلى سلوك لا تكيفي نتيجة تجاوزه الحد الطبيعي. أو تحوله من مصدر خوف طبيعي، لمصدر غير طبيعي نتيجة تحول الخوف إلى قلق شديد، بدلاً من دفعه للنفس للتكيف والحماية من الخطر, يصبح هو في حد ذاته مصدراً للخطر عليها.
ويبدأ انفعال الخوف عند الأطفال في سن مبكرة. فنجد الطفل يميز المحيطين به، فيندفع نحو أمه ويخاف الوجوه الغريبة عنه. ويشعر بالأمان مع أفراد أسرته الذين اعتاد عليهم. وقد يمتد ذلك الخوف معه لسن أكبر، فيظهر بشكل واضح في سن الرابعة أو الخامسة عند التحاقه برياض الأطفال فيبدو في صورة تعلق شديد بالأم والخوف من الانفصال عنها.
ولاشك أن الطفل عند دخوله للمدرسة لأول مرة قد يشعر ببعض الخوف والقلق الطبيعي خاصة إن كان الطفل الأول أو لم يتعود على الحياة الاجتماعية. ولم يسبق له الالتحاق برياض الأطفال. وتظهر المشكلة عندما يتعدى ذلك الخوف والقلق والبكاء الفترة الطبيعية التي يمر بها كل طفل عند دخول المدرسة لأول مرة.

هناء المداح
يقع على الأم العبء الأكبر لتهيئة ابنها  للعودة إلى المدرسة، وجعله مستعدًا نفسيًا وذهنيًا وصحيًا، وذلك بعد قضاء الإجازة الصيفية التي تختلف في ملامحها وسماتها عن فترة الدراسة التي ترتبط بنظام معين وتسير وفق قوانين ولوائح محددة يؤدي عدم الالتزام بها إلى ما لا يحمد عقباه..
وحتى تتمكن الأم من ترغيب وتحفيز ابنها للعودة للمدرسة بنشاط وحب في طلب العلم وإصرار على تحقيق النجاح والتفوق عليها باتباع ما يلي:
أولًا: الترغيب في استكمال الدراسة وتحصيل العلم:
ويتأتى ذلك بغرس الأم حب الذهاب إلى المدرسة في نفس ابنها بصفتها مكانًا لطلب العلم الذي يرتقي بحياة الفرد ويجعله مستنيرًا وقادرًا على التمييز بين الخطأ والصواب وتقييم الأمور وفهمها فهمًا صحيحًا، ولكون المدرسة أيضًا مكانًا للمتعة والثقافة والتقاء الأصدقاء وممارسة الأنشطة واللعب والمرح ...إلخ.

أحمد شعبان شلقامي
الكثير منا يقصر في تربية أبنائه فلا يضمن العيش الكريم لهم ، وقد يسرف في وقت عمله وكده من أجل توفير المال لتحقق الأمنيات لأبنائه، وينسى الكثيرون أن الابن في ضوء الإيمان بالآخرة أكبر سبب لسعادة الأب فهو يجمع أكبر عمل صالح لوالديه، فكل أعماله في صحيفة والديه، لأنه لولا تربيتهم الصالحة –بعد تقدير الله- لذاك الابن ما تحصل له فعل الخيرات والتصدق وكافة أعمال البر.
قال صلى الله عليه وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالرجل راع في بيته وهو مسـئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها ) " متفق عليه ".
ويقول أبن عمر أدب ابنك فانك مسئول عنه ، ماذا أدبته وماذا علمته ؟ وهو مسئول عن برك وطواعيته لك ، فالنبي هنا جعل الأب مسئول وراعي سيسأل أمام الله عن رعاياه من أبنائه ونسائه ماذا علمهم ؟ وعلي ماذا رباهم ؟ مثل ما سوف يسأل عما أنفق ؟ ومن أين؟ ولذلك فعلي الأب أن يسعي لتعلم طرق التربية خاصة في ظل العصر الذي نحياه والذي خلق فجوة بين الآباء والأبناء مما يفرض علي الآباء امتلاك ملكات تؤهلهم لأن يتعرفوا علي طبيعة العصر الحالي ومتطلباته لدي الأبناء ، ولعل أنسب طريقة لذلك قراءة كتب متخصصة في شأن تربية الأبناء ومحاولة اكتساب مهارات التربية وهذه الكتب أصبحت الأسواق والمكتبات ممتلئة بها.

JoomShaper