عبدالباقي يوسف    
المُعلِّم في نظر تلميذه الطفل هو عالم من المعرفة والنضج والقدوة، وعلى هذا المفهوم يتولّد شعور بالتبجيل والتقدير في نفوس هؤلاء التلاميذ تجاه معلِّميهم، فهو يعرف ما لا يعرفون، ويدرك ما لا يدركون، ويرى ما لا يرون، والتلميذ في نظر معلِّمه مهما كان متقدِّماً في الصفوف، فإنّه مثل طير وليد يتعلّم الطيران للتو، ولذلك فإنّ اي تلميذ وفي اي مرحلة دراسية يجب أن يكون معلِّمه قدوة له.
- ملامح الأبوّة التربوية
عندما يتعامل الطفل مع معلّمه، فإنّه يشم رائحة الأبوّة من هذا التعامل، لكنها هذه المرّة أبوّة الدراسة والتعليم والتحرُّر من الأُمّيّة، وتعلّم القراءة والكتابة، والإنفتاح على معارف ومعلومات جديدة يدركها لأوّل مرّة.
يلمس شيئاً من الأبوّة التربوية والتعليمية والمعرفية في شخصية وسلوك معلِّمه إلى جانب منارة القدوة الحسنة والتخيُّل بأنّه ذات يوم سوف يقف في مقامه. وعلى ذلك، فإنّ المعلِّم الماهر لا يكون منارة وقدوة للطفل إلا على قدر ما يلمس شيئاً من البنوة لديهم، إنّه يعيش معهم بالفعل حميمية مشاعر الأبوّة.

مجدي محمد عطية
قال تعالى: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا﴾ (سورة طه : الآية 132)
أولادنا فلذات أكبادنا، أمانة عندنا، فهل نضيع الأمانة؟ والله عز وجل جعل أولادنا في رعايتنا، ونحن مسؤولون عنهم، يقول عليه الصلاة والسلام: "كلُّكم راع، وكلُّكم مسؤول عن رعِيَّته" حديث متفق عليه.
وأولادنا في رعايتنا، ونحن محاسبون عنهم يوم القيامة، وستأتي هذه الأعمال الصالحة في ميزان الحسنات يوم الحساب، يقول الله عز وجل:﴿وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ﴾ (سورة الطور : الآية 21، بل وتنفع الوالدين في الدنيا بدعاء الابن الصالح الذي اجتهد في تربيته وتعليمه الصلاة، كما في الحديث: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم يُنْتَفَعُ به، أو ولد صالح يدعو له"( رواه مسلم).
وبعض الآباء يجتهد كثيرا في تربية أولاده، والإنفاق عليهم، ولا يبخل على تعليمهم، وإذا بدأ الابن في الفهم فنجد الآباء يوفرون لهم اللعاب المنوعة، وإذا كبر قليلا يوفر لهم الألعاب الإلكترونية، أو يتركهم يشاهدون الأفلام الكرتونية، وذلك بهدف إلهائهم عن مضايقة الأم أو الآخرين، أو بهدف تعليمهم عن طريق الألعاب الإلكترونية، والأفلام الكرتونية، وإذا بلغ الطفل سن دخول الحضانة نجد كثيرا من الآباء يسارع بإلحاق ابنه ويحجز له مكانا قبل فوات الأوان، ثم يدخلهم مدارس أجنبية (لغات) أو عالمية للحصول على أعلى الشهادات الجامعية أو العليا، ويقول: أريد تأمين مستقبلهم، ونحن لا نحكم على هذا بالخطأ، بل نريد أن نلفت الانتباه إلى عدم نسيان تعاليم الإسلام، وبيان أهمية التركيز عليها لتكوين شخصية الطفل القوية والمناسبة، فلا مانع من اللعب، ولا مانع من دخول المدارس الأجنبية أو اللغات، ولكن توجد مدارس تجمع بين الأمرين، بين تعلم الدين الصحيح، وتعلم العلوم الحديثة والمعارف النافعة.

يوسف إسماعيل سليمان
كم هو رائع أن يجد الواحد منا صديقًا وفيًّا يشعر معه بالراحة، ويسعد بصحبته، ويلجأ إليه في المواقف الصعبة ليشاوره وينصحه ويعينه!
حقًّا إن الصداقة الطيبة بين أهل الخير جميلة، حيث تنسجم فيها القلوب والأرواح، وتحلو بها الأوقات والمناسبات، كما إن للصداقة أثرًا عظيمًا في حياتنا، ليس فقط في الدنيا، وإنما أيضًا في الآخرة؛ ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم مَن يخالل" (رواه أبو داود والترمذي، وحسنه، وحسنه الألباني وغيره).
وهذا يعني أن الإنسان حين يختار صديقًا مؤمنًا نقيًّا، ويقضي معه أكثر أوقاته، فهذا دليل على حبه للإيمان والتقوى، كما أن من يختار صديقًا عاصيًا فاسقًا يُمضي معه أكثر ساعاته، فهذا دليل على حبه للمعاصي وإنْ لم يفعلها، فالصديق إمَّا أن يُحبِّبَك ويقودَك إلى طريق الرحمن، فتسعد في الدنيا والآخرة، وإما أن يقودك إلى طريق الشيطان؛ حيث الشرور والمعاصي وتضييع الأوقات، فتشقى في الدنيا والآخرة، مثلما حدث مع عقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف. فما قصتهما؟

د. آندي حجازي/ أكاديمية في مجال التربية والتعليم
كثيرًا ما يشعر الأطفال بالخوف، ويأتون للجلوس بجانب أحد والديهم طلبًا للشعور بالأمان، وتكون وجوههم محمرة، وفرائصهم ترتعد، وكلامهم يتلعثم، فيشعرون بالدفء والأمان بجانب من يرعاهم وتهدأ نفوسهم.
فالخوف شيء طبيعي في نمو الطفل حيث يبدأ يدرك ما حوله، ولكنه لا يميز بعقله المحدود في خبراته بين الأشياء المتخيلة والحقيقية، حيث تظهر الدراسات ومراقبة الأطفال أن (90%) من الأطفال تحت سن السادسة يظهر لديهم خوف محدد من شيء معين ثم يزول تدريجيًا بمرور الوقت. وأنّ حوالي نصف الأطفال في عمر (2-6) سنوات تظهر لديهم مخاوف من «الظلام، والكلاب، والرعد، والأشباح»، وأن (10%) من هؤلاء يعانون خوفًا شديدًا من شيئين أو أكثر من هذه الأشياء. وتغلب المخاوف بين عمر سنتين وأربع سنوات من «الحيوانات، والأصوات الغامضة، والظلام، والغرباء»، وتبلغ المخاوف المتخيلة مثل الأشباح والوحوش ذروتها في عمر6 سنوات، وتختفي تدريجيًا بعد عمر10سنوات حينما يبدأ الطفل مرحلة التفكير المنطقي. أما الخوف من الأخطار الجِسميّة كالحوادث، والسقوط من الأماكن المرتفعة، والحروق، والموت، والجِراح.. فيتميز به الأطفال فوق سن10سنوات. وتشير الدراسات إلى أن (20%) من الأطفال يخافون الامتحانات بحيث ينخفض أداؤهم المدرسي بسبب هذه المخاوف. ولا تُظهر الدراسات فرقًا بين الذكور والإناث في أنواع الخوف(1).

لست في حرب مع عقل ابنك!
مي عباس
يعتقد بعض الآباء والمربين أن حسن التربية تعني "السمع والطاعة"، فالطفل المؤدب هو الذي ينفذ الأوامر فورًا، والطفل العنيد هو الذي يناقش ويحاور أهله ويبحث عن حجة مقنعة، ويصر على رأيه.
ولا شك أنه من الأسهل على الأبوين أن يكون الطفل مطيعًا وقليل الكلام وسهل الانقياد، ولكن هل هذا هو الأصلح له ولهما على المدى الطويل؟
وبصيغة أخرى: هل يَسرُ الأبوين أن ينعما بجو هادئ تطاع فيه أوامرهما في طفولة ابنهما أو ابنتهما، بعد أن ربياه على سهولة الانقياد، ثم يفاجئا به مع أولى درجات المراهقة وقد بدأ ينقاد لأصدقاء السوء، أو لضغط مجتمعي لا يرضيان عنه؟..
وكيف تصور لهما الأوهام أن حالة الاستسلام والانقياد التام التي يربياه عليها ستظل مصروفة لهما؟.. كيف لا يدركان أن هذا النمط من التربية إنما يلغي مهارات وأساليب تفكير وسلوك أساسية مثل: تكوين الرأي الخاص- النقد- الاختيار واتخاذ القرار- حسن التمييز بين الأمور- الرفض- مقاومة ما لا يقتنع به- الشجاعة- التفكير العميق- الحوار- الدفاع عن المعتقد أو الرأي...؟!

JoomShaper