ياسر محمود
تلعب الواجبات المدرسية عددا من الأدوار في تنمية وتطوير قدرات الأبناء التربوية والتعليمية، إلا أنها تمثل واحدة من أهم أسباب الخلاف والنزاع داخل الأسرة بين الآباء والأبناء.
وتجاه هذا الخلاف يتعامل كثير من الآباء والأمهات بطريقة مختلفة، فمنهم من يجبر طفله على الجلوس وأداء ما عليه من واجبات بطريقة قسرية، ومنهم من يفضل عدم الدخول في هذه المعركة فيقوم بأداء الواجبات بنفسه نيابة عن الأبناء، ومنهم من يقف حائرا لا يعرف كيف يتصرف تجاه هذه المشكلة.
فكيف يتعامل الوالدان مع واجبات الأبناء المدرسية بشكل يحقق الفوائد التربوية والتعليمية المرجوة منها؟.. هذا ما نحاول الإجابة عليه من خلال الاستبيان التالي الذي يساعد الآباء على أن يضعوا أيديهم على أهم النقاط التي من خلالها تصبح الواجبات المدرسية وسيلة لتحسين قدرات الأطفال الشخصية، وتنمية القدرة على التعلم الذاتي.

معتز شاهين
الأطفال يختلفون في درجة التعلق بالكبار
يعد التعلق في حد ذاته مظهر من مظاهر السلوك الاجتماعي لدى الطفل ، بل يمكننا القول بأنه أشد الأنماط السلوكيه تأثيرًا ، وأكثرها أهميه بالنسبه للنمو في المراحل التي تلي مرحلة المهد والرضاعة.
والتعلق هو رغبة الطفل الشديده في أن يكون قريبًا جدًا - إلى درجة الإلتصاق - بشخص من الكبار ممن حوله ، له مكانه معينه لديه ، فهو يلاحقه ويلاعبه ، ويطلب منه أن يحمله ، ويبكي اذا تركه ، ويكون هذا التعلق بنسبة كبيرة تعلق بالأم .
فتعلق الطفل في سنوات عمره الأولى بأمه شيء طبيعي ومألوف ، باعتبار أن الأم مصدر الأمان لهذا الطفل ، ولكن سرعان ما تمر تلك المرحلة وتبدأ من بعدها مرحلة الانفصال لاكتشاف المحيط والعالم الذي يحيط به .
وقد اختلفت نظريات ومدارس التربية وعلم النفس التربوي حول أسباب ذلك التعلق ودوافعه لدى الطفل ، هل هي ناتجة عن انبعاث الاهتمامات الاجتماعية من الحاجات البيولوجية للفرد مباشرة ، فالطفل برأيهم يبدأ بالشعور بالحب نحو أمه لأنه يقرنها بتجربة الإطعام الملذة.
أم أن إرضاء الدافع الأولى ( البيولوجي ) من جانب الأم أثناء إطعامها وليدها، يدفع الأخير ليكون دافعاً ثانوياً  ( اجتماعياً ) يتمثل بتقربه من الأم واتكاليته عليها.
حتى جاء " بولبي " بنظريته حول التعلق 1969، والتي رأى فيها أن الاهتمام الاجتماعي دافع إنساني متميز وأولي مثله مثل الاهتمامات والدوافع البيولوجية ، ويؤكد ( بولبي ) أن لرابط التعلق جذور بيولوجية ، حيث تبدأ علاقة الرضيع بأمه على شكل إشارات داخلية من الطفل لجذب الأم ، ويتطور مع الوقت رابط عاطفي حقيقي بين الأم ووليدها ، فحتى مع فطام الأم لوليدها واعتماده على غيرها في الحصول على حاجاته البيولوجية الأساسية ( مأكل / مشرب ) ، إلا أن هذا الرابط يبقى موصولاً بين الأم وابنها.

أولادنا في مرحلة الصيرورة والتشكّل، ليس في بنائهم الجسميّ فقط، بل حتى في بنائهم الفكريّ والنفسيّ والعمليّ، هذه الحقيقة تستدعي الرِّفق بهم، وإلّا فإنّ إغفالها يوقعنا في الحسابات الخاطئة، إذ إنّ تصوّرنا أنّ طفل الأمس أو الفتى الصغير أصبح شابّاً وبالتالي أصبح ناضجاً بما فيه الكفاية، وعارفاً للأمور، ومقدِّراً للعواقب، يجعلنا نشدِّد في الحساب عليهم، وربّما نؤاخذهم على الصغيرة والكبيرة، فلا نجد لهم عذراً على خطأ هو من بعض مظاهر التشكّل، ولا نسامحهم على عثرة في جزء من خبرة لم تكتمل، ومن تجربة لم تنضج بعد. هل يعني هذا أن لا نراقب ولا نحاسب ولا نعاتب؟ طبعاً لا.. إنّما هي لفتةُ نظر أو تذكره أن نضع الأشياء في مواضعها، وأن لا نحمِّل الكاهل الفتيّ فوق ما يحتمل. مرحلة البناء والتشكّل مرحلة إيجابيّة – على ما يترتّب فيها من أخطاء وتجاوزات – لأنّها تعني أنّ أبناءنا وبناتنا في مرحلة المرونة والقدرة على التغيير، فلا ينبغي أن يقلقنا تصرّف صبيانيّ، أو خطأ عابر، أو موقف غير لائق، فكلّ ذلك فرصة للتعليم وأخذ الدرس والعبرة والإستفادة منه كتجربة تُضاف إلى الرّصيد.

إسلام عبد التواب
لماذا يهرب الآباء من الحديث في الموضوعات الجنسية؟
يهرب الكثير من الآباء من الحديث في الموضوعات الجنسية لعدة أسباب، منها:
- ثقافة العيب.
- عادات وتقاليد.
- عدم المعرفة بالمصطلحات.
- الخوف من الأسئلة المحرجة.
- غير مؤهلين للكلام عن الموضوع.
- تحفُّظ المجتمع.
- تجاهل الموضوع.
- الخجل.
- ضعف الاتصال مع أطفالنا.
- الجهل المعرفي والمعلوماتي.
- يُريدون أن يقوم غيرهم بالمهمة.
- الموضوع غير مهم.

عمر السبع
أطفالنا واكتساب القيم
إن الطفل يكتسب منظومة القيم التي تحرك حياته من البيئة الاجتماعية التي تحيط به، سواء البيئة الداخلية أو الخارجية سواء كانت المجتمع الصغير الممثل في أسرته وعائلته، أو المجتمع الكبير بكل أفراده ومؤسساته التعليمية والدينية والإعلامية وغيرها.
وبغض النظر عن كون هذه القيم التي تعلَّمها صحيحة أم خاطئة، دافعة أم معوقة؛ فالمهم أن لكلٍّ منا وسائله في اكتساب القيم، ويجب علينا أن ندرس هذه الوسائل حتى نستطيع التحكم فيها والاستفادة منها في تربيتنا القيمية.
وقد تحدثنا في مقال سابق عن ثلاثة من الوسائل التي تسهم في تشكيل إدراك وقيم الطفل منذ سنوات عمره الأولى، لقد تحدثنا من قبل عن:
الثقافة المجتمعية.
الأسرة.
المنهج الخلقي.
وفي هذا المقال نستكمل الحديث عن بقية الوسائل، وهي:
الرفقاء.
الإعلام.

JoomShaper