التربية بالقصة.. نماذج عملية
- التفاصيل
إذا كانت التربية بالقصة من الأهمية بمكان، فهل من قصص يمكن أن تسهم في تنشئية أبنائنا تنشئة سوية سلمية؟
لاشك أن هناك العديد والعديد في هذا الباب، وبين أيدينا غيض من فيض يمكن أن يسهم في تربية أبنائنا وغيره الكثير، ولنبدأ بهذه القصة..
قصة خشبة المقترض
وهذه قصة خشبة المقترض الأمين فلننظر كيف يمكن أن نربي أبنائنا على الأمانة ورد الأمانة من خلال سرد القصص؟
روى البخاري رحمه الله في صحيحه: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ[في رِوَايَة أَبِي سَلَمَة "أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيل كَانَ يُسْلِف النَّاس إِذَا أَتَاهُ الرَّجُل بِكَفِيلٍ" وفي رواية بها مجهول أنه النجاشي].
فَقَالَ ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ فَقَالَ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا قَالَ فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ قَالَ كَفَى بِاللَّهِ كَفِيلًا قَالَ صَدَقْتَ[ فَقَالَ: سُبْحَان اللَّه نَعَمْ]. رضي بكفالة الله, مما يدل على إيمان صاحب الدين، وثقته بالله عز وجل.
فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ [أَيْ الْأَلْف دِينَار] إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى.
فَخَرَجَ فِي الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ[ وفِي رِوَايَة: فَرَكِبَ الرَّجُل الْبَحْر بِالْمَالِ يَتَّجِر فِيهِ فَقَدَّرَ اللَّه أَنْ حَلَّ الْأَجَل وَارْتَجَّ الْبَحْر بَيْنهمَا]
ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عَلَيْهِ لِلْأَجَلِ الَّذِي أَجَّلَهُ فَلَمْ يَجِدْ مَرْكَبًا [زَادَ فِي رِوَايَة أَبِي سَلَمَة "وَغَدَا رَبّ الْمَال إِلَى السَّاحِل يَسْأَل عَنْهُ وَيَقُول: اللَّهُمَّ اُخْلُفْنِي وَإِنَّمَا أَعْطَيْت لَك"].
أسير أخيه.. كيف أعلمه الاستقلال؟
- التفاصيل
"ابني الكبير يفرض سيطرته وسطوته على الصغير، وأخيه ينصاع له؛ لأنه يهدده بأنه لن يلعب معه إذا لم يستجب لما يطلبه منه، حتى صار يطيع أوامره أكثر مني ومن والده، وأخشى أن يؤثر ذلك على شخصيته في المستقبل.."
هذه شكوى العديد من الأمهات التي يقلقهن طريقة تعامل الطفل الكبير مع من يصغره، وما قد ينتج عنها من تأثير سلبي على شخصية الصغير.. فهل بالفعل يؤثر ذلك بالسلب؟ وكيف يتعامل معه الوالدان؟
طبيعة المرحلة
إن ما يحدث بين الأطفال داخل الأسرة الواحدة من متابعة الصغير للكبير أمر طبيعي، وخاصة في المرحلة العمرية من 2 إلى 6 سنوات، والتي يطلق عليها "طفل ما قبل المدرسة".
فمن خصائص هذه المرحلة أن الطفل في معظم الحالات يلاحظ سلوك إخوته الأكبر منه، خاصة إذا ما كانوا من نفس جنسه، ويميل إلى تقليدهم في كل ما يقومون به.
وبطبيعة الحال يلعب الطفل الكبير دور الموجه والمعلم، بل والمسيطر في كثير من الأحوال، وقد تصل درجة طواعية الصغير للكبير إلى الحد الذي تفوق فيه درجة طاعة الوالدين.
ما الذي بدل هذا الجيل؟ (3)
- التفاصيل
أسباب أخرى لتمرد الجيل:
رابعًا- تقديس المادة:
لم تَعُد الحياة مُبهِجة لأولادنا إن لم يُنفِقوا الأموال! ربطنا أبناءنا بالأشياء، فلا تتم فرحتهم إلا بالسيارة الفارهة والسفر إلى البلاد الأوربية والأكل في المطاعم الفاخرة، وبالهدايا الثمينة.
القيمة فقط للمادة، وإذا لم ندفع ونبذخ ما حصلنا على السعادة، لا قيمة للعواطف، لا قيمة للحب، لا قيمة للدفء العائلي، فنرى الأبناء يتذمَّرون ويتمرَّدون ولا ينصاعون إلا إذا وعدوا بالمال، وكأنهم يقولون: "أعطني أُطِعْك"، "وفِّر لي مصروفي أحترمك"، "زدني أكثر أزدد لك حبًّا"، وعندما يأخذون المال يَنسون وعودهم!
وعزَّزنا عندهم هذه الأفكار: "المال يَجلِب السعادة، المال وحده هو القوة الفاعلة"، ولأجل هذا أصبح المال مبلغ عِلمهم وعملهم، وخرجوا عن سيطرتنا.
وإليك المفاهيم والأخطاء التي أوصلتْهم إلى هذا الاستهتار:
1- وظيفة الآباء دفع النقود، ووظيفة الأبناء إنفاقها! أبناؤنا اليوم يَرفضون أي وصاية لنا عليهم! والأب الذي يأتي بالنقود لا قيمة له، القيمة للنقود فقط، فما دورنا إذًا في حياتهم؟ "الخدمة فقط وضخ الأموال؟!"، تعلَّم الأبناءُ: "واجب الآباء الإنفاق"، ولم يتعلَّموا معها "واجب الأبناء الطاعة والبر"، وهذا أسوأ جزاء أقابل به: أحمل وألد وأسهر الليالي وأربي وأُدرِّس وأقدم ابني على نفسي في كل شيء، حتى إذا أخذ حاجته مني، وأمَّن مصروفه تنكَّر لي، وبدأ يتمرَّد علي!
التربية بالقصة
- التفاصيل
إن الواقع الذي تعيشه أمة الإسلام هذه الأيام يلقي بتبعة ثقيلة على كواهل المربين، التي تتطلع الأمة إلى نتاج غرسهم وتنشئتهم، فالأطفال كالبذور إذا عني بها خرج الزرع طيبًا، أصله ثابت وفرعه في السماء.
ولأجل هذه الأمنية الغالية يبذل المربون جهودهم، ويستخدمون جميع الوسائل الصالحة التي من شأنها أن تساعد في تنشئة أبنائنا تنشئة صالحة، ومن بين هذه الوسائل: (القصة)، التي احتفى بها القرآن احتفاء كبيرًا، مما يدلل على أثرها الكبير في النفوس.
القصة في القرآن
(إن القرآن الكريم والسنة المطهرة كفيلان بأن يكونا أداة عظيمة في تربية الجيل وإرشاده نحو كل جليل وهذا من المسلمات عند كل مسلم حيث يقول الله تبارك وتعالى:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة:2].
• وفي ظل البيئة السيئة التي ولدّها التأثر بالغرب وسيطرت وسائله الإعلامية المختلفة على بيوت المسلمين وانهماك الوالدين في الأعمال المختلفة كاضطرار بعض الأسر لخروج الأم للعمل وقد يعمل الأب عملاً إضافياً أصبح الآباء بعيدون عن تربية أبنائهم وإذا جلسوا معهم إما أن يكونوا معكري المزاج فلا يجد الأولاد سوى الصراخ والعويل دون كلمة حانية أو بسمة رفيقة أو مداعبة رقيقة ويظن الأب أو الأم أن التوبيخ والنهر هو الطريقة المثلى للتربية بل قد يكون أصلاً لا يعرف سوى هذه الطريقة.
حينما يقلد الطفل أحد والديه المعاق
- التفاصيل
عدد ليس بقليل من ذوي الإعاقة - خاصة الذين يعانون من العَرَج وضعف البصر وغيرهما – يشتكون من تقليد أبنائهم لهم، فإذا كان أحد الوالدين يتحرك بصعوبة نتيجة عجز في قدمه، تحرَكَ مثله طفله الصغير مقلدًا إياه في السير ببطء، أما إذا كان أحد والديه يعاني من كف البصر أو ضعفه تجده ينظر مثله في اتجاهات مُعاكسِة، أو يبالغ في تحسس الأشياء والقرب منها لرؤيتها مثلما يفعل الكفيف أو ضعيف النظر.. الأمر الذي يؤثر سلبًا على نفسية هؤلاء الآباء والأمهات المعاقين كلٌ حسب طبيعة شخصيته ومستوى تعليمه ووعيه وتقييمه للأمور..
في الحقيقة.. لا يعد تقليد الصغار لأحد الوالدين المعاق أزمة ولا دليلًا دامغًا على وجود خلل في السلوك أو اضطراب في التربية ، لأنّ الطفل في المراحل العمرية المبكرة يقلد بالفطرة والديه للفت الانتباه، إضافة إلى أنه بحاجة إلى قدوة دائمة، وبما أنه يجد والديه أمامه باستمرار، يتقمص سلوكياتهما التي قد تكون محرجة، لاسيما عندما تكون أمام الناس، ما يستوجب من الوالدين أن يؤمن كل منهما بقدرته على الإمساك بزمام الأمور بكل ثقة وثبات،