رسالة المرأة
أطفالنا من المفروض أن تكون لديهم طاقة من الحماس والدافعية طوال الوقت تجعلهم مشتعلين بالرغبة واللهفة والتشوق لإحراز النجاح تلو النجاح في سياق حياتهم، ولا يحتاجون إلى دفع الأبوين لهم باستمرار، ولكن العجيب أننا في عالم اليوم نجد أن كثيرًا من أطفالنا يفقدون هذه الدافعية وهذا الحافز الذاتي.
والحقيقة أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال في عالم اليوم يتصرّفون بأسلوب خال من الحماس والدافعية، ويتعاملون مع كل أمور الحياة باعتبارهم مستهلكين كسالى بدلاً من أن يكونوا مبدعين تواقين للتأثير والإضافة.
لاشك أن مستوى الحياة في عالم اليوم بما قد يتضمنه من وسائل ترفيه وراحة جعلت الطفل يشعر بأنه سيجد التعويض المعنوي والنفسي من خلال مصادر وبدائل أخرى في واقع حياته اليومية بدلاً من أن يكون باحثًا عن التشجيع والتحفيز والتقدير من الآخرين.
الحياة العملية الجافة التي يعيشها كثير من الآباء فما بين العمل وأداء الواجبات وتحمل المسئوليات والوفاء بالالتزامات أصبح يندر في حياتنا الإحساس بالعاطفة المتقدة طوال الوقت والتي تجعلنا نقوم بأشياء كثيرة مدفوعين بطاقة الحافز وبحماس مستمر مشوب بالرغبة في النجاح، وهذه الطبيعة المعيشية تنعكس بشكل تلقائي ومباشر على سلوكيات أطفالنا فنجدهم يؤدون واجباتهم المدرسية ويذهبون إلى النادي لأداء التمارين الرياضية وممارسة الرياضة المفضلة أو حتى الاستمتاع بالهوايات بأسلوب يتسم بالجفاف وعدم الإحساس وكأنهم يسيرون في مسارات محددة يدورون داخلها بدون حافز أو أحساس أو روح.

السبيل - مؤمنة معالي
ينتظر الأطفال بلهف حلول الأعياد على ديارهم، حيث أجواء اللعب والرحلات والتزاور، ويلهو الآباء في القيام بالواجبات العائلية ومتطلبات العيد، ويغفل الكثيرون عن هذا الموسم التربوي الذي يمكن أن يكون مميزاً في كل مرة، ويترك في الأطفال أثراً تربوياً لا يُمحى، ففي العيد الكثير من الدروس التي يمكن أن يتعلمها الأطفال، فللعطاء في العيد لذة أكبر من لذة الكسب، وللذكريات طعم أروع، وفي الإقتداء أجر وفلاح، وفي مجالسة الكبار روح تربوية لا تعوض.
يرى المستشار الأسري الأستاذ أحمد عبد الله أن العيد فرصة تربوية يمكن للآباء استغلالها في تعليم الأطفال بأن العيد عبادة أيضاً كما هو الحال في رمضان، فالفرحة التي تصاحب العيد هي من أصل العبادة ومن السنة النبوية الشريفة، كما أن للتعب في حياة المسلم أثر وقيمة وجائزة، فالعيد الذي يأتي بعد الصيام والقيام هو جائزة للمسلمين، لذا يجب غرس المفهوم بأن التعب له ثمرة وله جائزة.
ويضيف عبد الله بأن من الرسائل التربوية التي من الممكن استغلالها الشعور بالآخر، فهناك من لا يملك المال وليس لديه ما لدينا من نعم ولا يستطيع التمتع بالعيد.
وحول العادات السلبية التي يقوم بها المجتمع في مواسم الأعياد يقول عبد الله بأن الإنشغال فقط بالأقارب بعيداً عن استحداث أجواء جديدة للأبناء والعائلة نفسها فهم يحتاجون لأن تكون لهم أجواء مميزة خاصة ومتجددة، كما أن عدم اشراك الأبناء في الأجواء العامة والزيارات بحجة أنهم صغار يؤثر على علاقاتهم الإجتماعية مستقبلاً، لذا يجب دمجهم لتعلم عادات الكبار واحترامها وهذا لا يكون إلا بالتعويد والتهيئة.

رسالة المرأة
في بعض الأحيان يعاني الطفل من مشكلة الوقوع في السرقة، وهي مشكلة خطيرة إن لم يتدخل الوالدان لعلاجها سريعًا قبل أن تتفافم وتؤثر على شخصية الطفل، وفي الوقت نفسه لابد من عدم الفزع عند ملاحظتها لدى أحد أطفالنا لأنها مشكلة يمكن فهم أسبابها وعلاجها بالصورة الصحيحة.
والسرقة عند الأطفال استحواذ الطفل على ماليس له فيه حق ،بإرادة منه واحيانا باستغفال مالك الشيء ، وهو من السلوكيات التي يكتسبها الطفل من بيئته يكتسبه عن طريق التعلم.
وتبدأ السرقة كاضطراب سلوكي واضح في الفترة العمرية 4-8 سنوات وقد يتطور ليصبح جنوحا في عمر 10- 15سنة وقد يستمر الخطرحتى المراهقة المتأخرة.
أسباب وقوع الأطفال في السرقة:
1- الأساليب التربوية الخاطئة في التعامل مع الطفل كاستخدام اسلوب القسوةوالعقاب او التدليل الزائد إذا رافق ذلك عدم تعويد الطفل على التفرقة بين ممتلكاته وخصوصيات الآخرين، كذلك القدوة غير الحسنة يكون لها دورفعال في ممارسة الطفل لهذا السلوك .
2- البيئة الخارجية التي تحيط بالطفل فوجود الطفل وسط جماعة تمارس السرقة تجعله ينصاع لأوامرها حتى يحصل على مكانته فيها.
3- عوامل داخلية في الطفل كشعوره بالنقص أمام أصدقائه إذا كانت حالة الأسرة الاقتصادية سيئة فيسرق لشراء مايستطيع آن يتفاخر به بينهم، أو كرد فعل عدواني من الطفل ورغبة في الانتقام والتمرد على السلطة أو لغيرته ممن حوله.

رسالة المرأة
ترافق سن المراهقة تبدلات نفسية واضحة تنعكس على سلوك المراهقة، وهي تغيرات ناجمة عن التحولات الفيزيولوجية والهورمونية .
فبعض الفتيات تمر بهذه التبدلات دون أن تشعر بتعقيداتها، وبعضهن الآخر يتأثر بها ويضطرب وذلك وفقا لطبيعة كل فتاة .
وهذه هي أهم التبدلات النفسية التي تعاني منها غالبية الفتيات في سن المراهقة:
قلق وارتباك وتبدل في المزاج
عدم الشعور بالاطمئنان وعدم الاستقرار
التغير السريع في المزاج
الشعور باليأس والاكتئاب والانعزال
نوبات من التصرفات المتسمة بالرعونة والخشونة والعنف تعقبها نوبات معاكسة من الكسل والانزواء
تصاب بعض الفتيات بخجل وحياء شديدين إلى حد التلعثم بالحديث واحمرار الوجه الشديد
العناد وعدم الاستماع إلى نصح من هم أكبر منها سنا مثل الأب والأخ والأخت، مما يؤدي إلى احتكاكات وصدامات معهم

رسالة المرأة
وتستمر رحلة الأم مع طفلها لمحاولة إكسابه القلب الشاكر القادر على رؤية النعم والأفضال وتقديم الشكر عليها والإحساس بالامتنان بدون تحرج أو إنكار.
ومن الأمور التي يجب أن تأخذها الأم بعين اعتبارها وهي تعلم طفلها كيف يكون له قلب شاكر ممتن:
مشاركة الطفل في الضحك والحديث
عندما تحرصين كأم على الاستماع إلى ضحكات طفلك ومعرفة سر هذه الضحكات والدخول معه باستمرار في دردشة يشعر الطفل بأن قلبك يتمتع بالبراءة والبساطة ويتولد لديه تلقائيًا وبدون أن يدرك هو نفسه إحساسًا عميقًا بالشكر لك على هذه المشاركة الجميلة التي ربما لم يطلبها منك مباشرة لأنه لا يعرف كم احتياجه لها، وهكذا تكونين قد أكسبتي طفلك القدرة الحقيقية على الشعور بالامتنان بصورة تفوق في تأثيرها مجرد التحدث إليه عن أهمية أن يشكر الإنسان الآخرين، لأن العواطف الإيجابية في البشر عندما تتم تغذيتها بشكل واقعي ملموس تزيد من طاقة الشكر والإحساس بالامتنان بصورة تفوق أي حديث أو كلمات.

JoomShaper