رسالة المرأة
القدرة على تفهم طفلك تعتبر مسألة غاية في الأهمية، لأنك لن تستطيعين أن تمارسي دورك التربوي إلا بعد أن تكوني قادرة على فهم طفلك بشكل جيد تمهيدًا للتواصل معه بصورة مستمرة، وتفهم الطفل هو الآلية الفعالة التي تعطيك تأثيرًا مستمرًا عليه بينما هو ينمو وينضج.
من أجل أن تصلي إلى درجة التفهم الكافية لطفلك لكي تستطيعي أن تقومي بتربيته وغرس القيم في نفسه وتقويمه لابد في البداية أن تتيقني من طفلك لديه من الصفات الإيجابية الفطرية الكثير وأنه يستحق أن يكون شخصية مستقلة في يوم من الأيام.
ومن أهم الطرق التي تساعدك على تفهم طفلك هي ملاحظته بتركيز كبير خلال نومه وأكله أو عندما يلعب أو يستذكر دروسه أو يتابع التلفاز، لأنك ومن خلال هذه الملاحظة يمكنك أن تصلي إلى السمات الرئيسية في شخصيته، وبناء على هذه الملاحظة المستمرة والدقيقة ستتضح لك أمور كثيرة عن طفلك والتغيرات التي تطرأ عليه من وقت لآخر، وذلك سيفيد في فهمه بشكل أعمق.

أحمد عباس
الإحساس بالشكر والامتنان للآخرين من أهم علامات الرقي الإنساني، وكل من لا يستطيع أن يشكر الناس فلن يستطيع أن يشكر ربه على ما أنعم به عليه من منح وعطايا، غير أن القدرة على الشكر ليست مسألة سهلة وإن بدت كذلك لأن الحياة حبلى بالابتلاءات والفتن والمتاعب، وهذا ما يجعل القلب الشكور قلبًا نادرًا لا يمكن أن يحيا ويعيش بهذه الصفة العظيمة إلا لو كان تربى منذ نعومة أظفاره بطريقة مختلفة تقوم على تقدير اتلآخرين واحترامهم والاعتراف بفضلهم.
ونظرًا لأننا نعيش في هذا الأزمان في حالة من نكران الجميل ونسيان الفضل من أهل الفضل، ومحاولة كل إنسان أو فئة أو مجموعة لتحقيق الأهداف والغايات ونسيان كل من يكون قد ساهم في يوم من الأيام في تعزيز هذا الحلم وتحقيق هذا الهدف، فما أحوجنا إلى أن نعلم أبناءنا أهمية شكر الناس والاعتراف بخيرهم وفضلهم والامتنان لهم على ما قدموه حتى لا نجد أطفالنا يكبرون وهم يعانون من نقصية إنكار الجميل والتنكر لأهل الفضل وتلمس الأعذار لأنفسهم في ممارسة الجحود والعقوق.
والحقيقة أن الشكر لا يكون فقط للآخرين ولكن الإحساس بالشكر والامتنان عندما يكون موجهًا من القلب دائمًا لربه فإنه يجعل الطفل ومنذ سنوات عمره الأولى يتيقن من أنه يعيش في هذه الدنيا بفضل من الله ونعمة وهذا ما يجعله دائم التفاؤل ناظرًا إلى المستقبل بقلب مفتوح وعيون مشرقة بالابتسامة وعزيمة لا تلين ولا تعرف اليأس أو الاستسلام أو الخضوع.

رسالة المرأة
يميل الطفل، يوماً بعد يوم، الى حب اللعب واللهو، وفي اكثر الأحيان يكون الأهل بقربه لتسليته ومساعدته في اللعب بألعابه وكذلك لاطعامه، ولكن، في بعض الأحيان، يحتاج الأهل، ولا سيما الأم، الى وقت خاص، ولو كان قصيراً، للاهتمام بنفسها او القيام ببعض الأعمال المنزلية الضرورية، اضافة الى اخذ قسط ولو قليل من الراحة.
وفي هذه الحال، ليس اجمل من ان يقوم الطفل باللعب بمفرده بألعابه ولو لبعض الوقت.
والطفل، ابتداء من سن السنة، يمكنه البدء بإلهاء نفسه بمفرده واللعب بألعابه التي تناسب سنه بمفرده، بعد ان يساعده اهله على تعلم سبل اللعب فيها، وتسلية نفسه بمفرده من وقت الى آخر.
وترك الطفل يلعب بألعابه بمفرده يساعده على الابتكار وحل مشكلاته بنفسه في المستقبل متكلاً على نفسه فقط ما يقوي ثقته بنفسه، ويشيرون الى ان الطفل منذ سن السنة، مهيأ للبدء باللعب بمفرده من دون اي احراج أو خوف من جانب الأهل، الا ان كل ذلك يعود في الأساس الى مزاج الطفل اذ ان هناك اطفالاً يرتاحون للعب بمفردهم منذ البداية، بينما يتأخر بعضهم عن قبول الفكرة، الا ان محاولات الأهل المتكرّرة تعطي ثمارها في النهاية.

مي عباس
تتمنى كل أم أن ترى أولادها سعداء ناجحين، وأشد ما يكون ألمها عندما يكبر الصغار وهم تائهون أو عاطلون يتعثرون في الحصول على عمل مناسب، وتمضي حياتهم رمادية متشابهة.
هذه الصورة القاتمة تساهم فيها الأم دون أن تقصد، فعندما يتفتح الطفل للحياة، ويبدأ في مرحلة الفضول والاستكشاف، إما أن تكون الأم متفهمة ومحبة وداعمة لنمو عقل طفلها وإدراكه، منتبهة لمواهبه، أو أن تكون متأفأفة من حركته، وضريبة استكشافه، تمل من أسئلته، وتحثه دائمًا على أن يهدأ ويترك الأشياء في حالها..
نعم حركة الطفل لها ضريبة فهي متعبة ومرهقة للأم التي تتابعه حرصًا على سلامته، وتلملم الفوضى من ورائه، ولكن هذه الإرهاق هو استثمار مربح في نفس الطفل وعقله، وفتح آفاق الحرية الفكرية والانطلاق النفسي أمامه.
وليس المقصود أن ينشأ الطفل بلا ضوابط ولا توجيه، أو أن يتحول البيت لساحة من المهملات، ولكن الأم الذكية التي تعرف قيمة تنمية عقل طفلها، وإعطائه مساحة للتجريب والممارسة حتى يكتشف موهبته، ستجد حلولا كثيرة، وهذا فارق جوهري بين تنشئة الطفل العربي والطفل الغربي، فمع الأسف الشديد يُربى الطفل العربي – إلا من رحم ربي- بطريقة تقتل موهبته، وتخنق إبداعه، وتسعى لتشكيله في قوالب نمطية، بينما لدى المؤسسات الغربية المختلفة وعلى رأسها الأسرة شغفًا باكتشاف مواهب الأطفال وتنمية إبداعهم، وكثيرًا ما ينتقل الأبوان إلى بيت بعيد عن ضوضاء المدينة وضيقها لإعطاء الحرية للأطفال في الحركة واللعب والاستكشاف.

رسالة المرأة
تواصل الأم رحلتها مع التعرف على الأسباب والدوافع التي تقود طفلها إلى فخ الكذب الذي يدمر شخصيته ويجعله يتحول إلى شخصية غير سوية.
1 ـ حيازة المنفعة : نعلن للطفل احياناً باننا سنشتري له الشيء الفلاني الذي يحبه كثيراً اذا ما حاز المرتبة الاولى في امتحانات الفصل الثاني ، وامتحانات نهاية العام الدراسي ، او فيما حصل على درجة عالية في الدرس الفلاني ، فلنتصور الحال لو انه فشل في حيازة المرتبة الاولى ، وكان شديد التعلق بالشي الفلاني الذي وعدناه بشرائه فمن الطبيعي ان يضطر الى انتهاج الاساليب غير القويمة ، كالكذب مثلاً ، من اجل الحصول على غايته . او نلاحظ الشخص الكبير انه مستعد للقسم على انه اشترى هذه السلوة بالثمن الفلاني ولايجني من بيعها الآن سوى ربح يسير ، وذلك كله من اجل صيانة منفعته الشخصية .
2 ـ الغرور والمباهاة : تظهر بعض التحقيقات بأن اكثر من 15 % من انواع الكذب منشؤها المباهاة وصيانة الغرور . فيتحدث الشخص كذباً امام الآخرين عن شخصيته والمنزلة الاجتماعية لعائلته ، وما تحظى به من الأهمية ، وذلك من اجل ان لا يستهين به الآخرون ، او يستقلوا شأنه ، فيقول ان اباه يحتل منصباً رفيعاً ، وفي دارنا 900 غرفة ، وانني حزت على المرتبة الاولى في النجاح في مدرستي ... هادفاً من كل ذلك الى مكانته والاستحواذ على اهتمام الآخرين واشباع اهوائه النفسية .

JoomShaper