عمر السبع
نتحدث سويًا في هذا المقال عن مرحلة الطفولة دون سن التمييز، وهي المرحلة العمرية التي تسبق دخول الطفل إلى المرحلة الابتدائية، وإلى أن يبلغ من العمر خمس سنوات أو ست سنوات تقريبًا.
نتحدث عن طبيعة المرحلة ومميزاتها..
طبيعة المرحلة
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل في حياة الإنسان، فهي بمثابة الأساس الذي تقوم عليه بقية المراحل، وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (كل مولود يولد على الفطرة، حتى يعرب عنه لسانه، فأبواه يهودانه وينصرانه)، (فإذا تكلم وبين بلسانه، نقله أبواه إلى دينهما إذا لم يكونا مسلمين، مما يبين أهمية هذه المرحلة، وما يمكن أن تؤثر فيه على الطفل الصغير عن طريق تربيته وتهيئته وتنشئته، حتى يشب على ما عوده أبوه) [نحو تربية إسلامية راشدة من الطفولة حتى البلوغ، محمد بن شاكر الشريف، ص (29)].
وهنا نتذكر قول الشاعر:
وينشأ ناشئ الفتيان منَّا  على ما كان عوده أبوه
إن هذه المرحلة تحتاج إلى حرص وإلى عناية خاصة، تناسب وضع الطفل ونموه، ففي هذه المرحلة يكون الطفل قابلًا للتوجيه والاستقبال، ويمكن اعتبار هذه المرحلة (مرحلة إعداد لما يستقبل من الأيام).

رسالة المرأة
واجه بعض الأمهات مشكلة تتمثل في انخفاض استيعاب الطفل للخبرات والأنشطة المقدمة له في الروضة، ومن الضروري على كل أم أن تتعرف على طبيعة هذه المشكلة وأسبابها وعلاجها، حتى تمكّن طفلها من تحصيل واستيعاب ما يقدم له من أنشطة بصورة تتوافق مع إمكانياته وقدراته العقليه.
الأسباب المحتملة لهذه المشكلة:
1 الحالة الصحية للطفل
حينما يكون جسم الطفل مريضاً سيسبب له ذلك العديد من المشكلات مثل الانقطاع المتكرر عن الدراسة وقلة التركيز مع معلمته وكمثال على ذلك الحواس وما يصيبها من أمراض تؤدي إلى انخفاض تحصيله الدراسي وكذلك نقص إفراز الغدة الدرقية الذي يوصل الطفل إلى حالة من التبلد الذهني وبطء الاستجابات.
2الاضطرابات الانفعالية والنفسية لدى الطفل
هذه الاضطرابات تكون خطيرة في كثير من الأحوال ما لم يتم تداركها بشكل حاسم لأنها تمنعه من التركيز في وقت الأنشطة المقدمة له وتستهلك الطاقة المفترض استثمارها في استيعابه وتركيزه.

إعداد: فَرَج بن دغيِّم الظَّفِيْرِي
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على نَبِيِّنَا مُحمَّدٍ وعَلى آلهِ وصَحْبِهِ أَجمعينَ.
أَيُّها الآبَاء الكِرَامُ، أَيَّتُها الأُمَّهَاتُ الكَرِيمَاتُ
ها أَنتم تَرونَ أولادَكُم –مَنْ بَنينَ وبنات- يَكبرونَ أمامَكم. فبارَكَ اللهُ لكم فيهم، ورَزَقَكُم بِرَّهم.
حديثي معكم عَن الصِّغَارِ مِنهم، مِمَن لم يَتجاوزوا الثَّانِيَةَ عَشرةَ مِن أعمارِهم.
ستكونُ هذه الكلماتُ مختصرةً، ولنْ تَأخُذَ إلا القليلِ مِنْ وَقتِكُم، ولعلَّها أنْ تُقدِّمَ المفيدَ إنْ شَاءَ اللهُ
أَطفَالِي لا يَصُومُونَ!
أَيُّهَا الوالدانِ الكَرِيمَانِ: الأَطفَالُ الصِّغَارُ لا يَجبُ عَليهم الصِّيَامُ إلا إذا بَلَغُوا. أمَّا قَبلَ البُلوغِ فإنَّهم يُدَرَّبونَ فَقَط.
ولعلَّكُم تَرَوْنَ حَولَكم أَطفالاً صِغَارًا يَصُومون، فتُقارِنونهم بأَطفالِكم!
لا تَفعَلُوا؛ لأنَّ الأَطفالَ تَختلفُ قُدراتُهم على الصِّيامِ. كمَا أنَّ أولئكَ الأَطفالَ الصَّائمينَ قد يَكونونَ تَمرَّنُوا على الصِّيامِ في فَتراتٍ سَابقةٍ، أو يُطبِّقُ معهم أهلُهم أَساليبَ أنتم لا تَتَّبِعُونها في تَربيتِكُم لأطفالِكم.

ياسر محمود
لشهر رمضان طابع مميز في تعامل المرء مع نفسه، فكثير منا يحرص على الاستفادة القصوى من بركات هذا الشهر الكريم ورحماته في الارتقاء بعباداته وتربية نفسه وتهذيب أخلاقه وتحسين سلوكياته، لكن قليل منا من يلتفت إلى أهمية الاستفادة بأجواء رمضان المباركة في تربية أبنائه والارتقاء بهم وغرس بعض المعاني والقيم الطيبة في نفوسهم، وفي السطور التالية نعرض لبعض اللفتات التربوية التي نرجو أن تساعدنا على استثمار هذه الأجواء الرمضانية في تربية أبنائنا:

1- المحافظة على الصلاة:
استثمر أجواء رمضان الإيمانية في غرس حب الصلاة والانتظام في أدائها لدى طفلك، ويساعدك في ذلك أن تضرب له المثل والقدوة في المحافظة عليها، وأن تصحبه معك في كل صلاة تؤديها في المسجد، وأن تكافئه بين الفترة والأخرى بشراء شيء يحبه بعد أداء الصلاة مباشرة، ثم امتدح فيه هذا السلوك خاصة أمام الآخرين من الأقارب والأصدقاء والجيران.

البلاغ
الصبر ميزة يُمكن غرسها في الأطفال. والصبر يُعلّم الطفل قيمة ألا يكتفي وألا يرضى بما حققه، وهذه مهارة ضرورية لنضوجه.
يُساعد الصبر الطفل على تطوير قدرته على التفكير، لإيجاد حلول للعقبات والمشاكل التي يمكن أن تُواجه. وتكمُن قيمة الصبر، في قدرته على جعل الطفل يشعر بسلام داخلي ما يقوّي شخصيته.
إنّ الصبر والقدرة على التحمُّل، هما درسان مهمّان يجب أن يتعلمهما الطفل، لأنهما من المهارات الأساسية له. وعندما نتحدث عن القدرة على التحمُّل، نفكر غالباً في القوّة الجسدية وليس الإستقرار العاطفي أو النفسي، مع أنهما من الأشياء المهمة التي يجب أن يعرفها الطفل، لأنهما يُساعدانه كثيراً عندما يواجه صعوبات أثناء تطوره، ويلعبان دوراً مهماً في حياته المستقبلية.
مهما خطط الإنسان ووضع الجداول، وحاول أن يسيطر على مجريات حياته، تبقى هناك أشياء لا يستطيع السيطرة عليها إطلاقاً، مثل فقدان شخص عزيز، الطقس، السير، تحطُّم أو ضياع شيء ثمين يملكه.. إلخ، فهذه كلها أمور خارجة عن سيطرة الإنسان. ولكن، حتى يستطيع الإنسان الإستمرار في الحياة، عليه بالتأكيد تحمُّل مثل هذه الأحداث. ويجب أن يتدرّب حتى يتمكن من امتلاك القدرة على معالجة التغيرات التي يمكن أن تطرأ على برامجه وخططه. ونجاحه في هذا المجال يعتمد على تعلُّمه هذه المهارات. من هنا، على الأُم أن تعلم طفلها وتُدرّبه على الصبر والقدرة على التحمُّل. والحياة مليئة بالدروس التي تعينه على ذلك. إذا لم يتعلم الطفل من الدرس الأوّل، فإنّ هناك فرصاً كثيرة ليتعلم هذه المهارات. فعلى الأُم أن تُعلّمه الإستمتاع بكل ما يجعله مسروراً مهما يكن بسيطاً.

JoomShaper