أحمد عباس
عندما يهل شهر رمضان على الأم المسلمة عليها أن تسأل نفسها عن إمكانية استغلال هذه الأيام المباركات في تغيير الكثير من السمات والصفات السلبية في شخصيات أبنائها، فحتى لو لم تستطع أن تقضي على هذه الصفات غير المرغوب بها خلال الشهر، إلا أن الحالة الإيمانية العامة التي تصاحب الصيام، بالإضافة إلى اضطرار النفوس إلى التعايش مع الصبر والتجلد والتحمل قد توفر الخطوات الأولى لعلاج هذه الصفات السلبية.
والأم الواعية المدركة لطبائع وشخصيات أبنائها عليها أن تستفيد بصورة عملية من قدوم شهر رمضان في تسليط الضوء على الكثير من الممارسات الخاطئة التي يع فيها هؤلاء الأبناء طوال العام، لكي تستطيع أن تقنعهم بأن هذا الشهر يجب أن يكون استثناءا في القيام بهذه السلوكيات والممارسات، فكما أنه شهر الصيام وشهر القرآن وشهر الإكثار من الصلاة والصدقات، يمكن في الوقت نفسه أن يكون الشهر الذي يتمكن فيه الابن أو الابنة من الإقلاع عن بعض العادات السلبية والممارسات الخاطئة.

سحر محمد يسري
أعزائي المربين..
عن الطفل الغضوب نتكلم اليوم وبهدوء، نحاول أن نفهم الأسباب التي تثير غضبه، وما هو دورنا في ترشيد انفعال الغضب لدى الأطفال حتى يشبوا ولديهم القدرة على التحكم في النفس عند الغضب.
أعزائي، من النادر أن نجد طفلاً لا يغضب، وإذا وجدناه لا يغضب فعلينا أن نتأكد أنه سليم، فقد ذلك علامة على بطء نموه ونضجه، والطفل يعبر عن غضبه في سنواته الأولى بأعمال غير موجهة ضد أحد؛ لأن غريزة العنف لديه غير متطورة بشكل كاف، ولذلك فإنه يعبر عن غضبه بالصراخ وإلقاء نفسه على الأرض، أو القفز أو الرفس بالقدمين على الأرض، وبعد سن الرابعة تخف لديه هذه التعبيرات ويبدأ باستعمال الألفاظ للتعبير عن غضبه أو التهديد،ولا ريب أن درجة انفعال الغضب لدى الأطفال ليست واحدة، كما أن رضاهم يختلف من طفل لآخر [هداية أحمد الشاش: موسوعة التربية العملية للطفل،368].
متى يظهر على الطفل انفعال الغضب؟
والغضب موجود عند الأطفال يبدأ منذ الستة أشهر تقريبًا، والأطفال الذكور خاصة أكثر ميلاً إلى الغضب من الإناث حيث يعتبر الغضب عاملاً جيداً لتحقيق الرغبات وتأكيد الذات.
والغضب يظهر على الأطفال بصور مختلفة ومتنوعة حسب السن، فالطفل في الثالثة مثلاً يظهر غضبه أحياناً بكثرة البكاء، والضرب على الأرض بالأقدام، وربما قذف أغراضه، أما الطفل في التاسعة فيتخذ موقفاً سلبياً عند الغضب فيرفض الأكل، وينزوي في غرفته مع ظهور علامات عدم الرضا والتسخط عليه، ولا ينبغي للأب أن ينجرف وراء العاطفة، فينصاع لرغبات ولده عند غضبه، فيلبي له كل ما يشاء فلا يعرف الولد سوى الصراخ والعويل إذا أراد أن يتحقق له أمر ما، فإذا تعود الولد هذا السلوك أصبح من الصعب عليه مستقبلاً أن يحتمل فوات ملذاته، وعدم تحقق رغباته فيصطدم بمشكلات الحياة المتنوعة، فإما أن ييأس وينحرف، وإما أن يبدأ في التعود والتدريب على هذا النمط الجديد من الحياة، وقد يصعب هذا بعد النضج [د.عدنان حسن باحارث: ملف التربية الخلقية للطفل/موقع د.عدنان باحارث للتربية].

ياسر محمود
أيام قلائل، وتهل علينا نسائم شهر رمضان، شهر الخيرات والبركات والرحمات، ذلك الشهر الذي ينشغل فريق منا بالاستعداد له بشراء ما لذ وطاب من الطعام والشراب، وفريق آخر ينشغل بالاستعداد له بالإكثار من الدعاء والصيام وتلاوة القرآن.. إلخ.
وفي ظل هذا الاستعدادت والانشغالات يغفل كثير منا عن الاهتمام بتهيئة أبنائه لاستقبال هذا الشهر الكريم، وبعضنا قد يشغله ذلك لكن لا تسعفه الوسائل، وهذا ما نحاول أن نفصله في هذا الموضوع، من خلال ذكر بعض الأفكار والوسائل التي تعين الوالدين على إثارة الأشواق لدى أبنائهم لشهر رمضان الكريم.
حوار مشوق
1- الحديث مع الأبناء عن شهر رمضان وما فيه من خيرات وفضائل، كمغفرة الذنوب، والعتق من النار، وفضل ليلة القدر، وغير ذلك من الفضائل، وليكن ذلك بأسلوب لطيف وبسيط ومشوق يتناسب مع أعمارهم وإدراكهم.
2- قص بعض القصص أو قراءتها معهم عن أحداث متعلقة أو وقعت  في شهر رمضان.
3- حديث الوالدين لأبنائهما عن ذكرياتهما الجميلة والمواقف اللطيفة مع هذا الشهر الكريم، وماذا كانوا يفعلون فيه وهم صغار.

عادل فتحي عبدالله    
الأطفال لهم حقوق كما للكبار:
حق الأطفال في أن نحبهم لذواتهم لا لشيء آخر:
وهذا يعني أنّنا لا نحاول أن نجعل الطفل مثل فلان أو فلان، بل نحب الطفل بصفاته التي يتصف بها الآن، فقد خلق الله تعالى الأطفال – وكذلك الكبار – بفروق فردية كبيرة بينهم وبعضهم البعض، "تنهدت الأُم مرة وقالت لابنتها ذات الشعر السبط "المرسل": "لو كان شعرك متموجاً كشعر أمينة؟!!" لقد وصلت إبنتها عندئذ إلى النتيجة أنها لن تسر أمها أبداً لأنّها لم تولد بشعر مموّج، وإذا كانت لا تستطيع أن تسر أمها، فكيف تأمل أن تبلغ أي شيء".
·   حق الطفل في الترفيه والترويح عن النفس:
كل طفل يجب أن يكون له الحق في وقت الفراغ ليروّح عن نفسه وليلعب مع أقرانه بالطريقة التي يراها أو يحبها، وإذا كان الطفل قد تعود على وقت معيّن من اليوم في الترفيه، فلا يجب أن نشغله في هذا الوقت بقضاء بعض حاجات المنزل، أو غيرها من الأشياء التي قد تضيع هذا الحق.
أيضاً إذا وعدت الطفل بشيء ما للترويح عن النفس فلا تخلف وعدك مهما كانت الظروف، إنّ الطفل سوف يفقد الثقة فيك، وإذا كنت لست متأكداً من أنك غير مشغول، فلا تتورط وتعد الطفل بالخروج معه للحديثة أو للفسحة في أي مكان.

أحمد عبدالله    
إنّ من أهم الحاجات التي يحتاجها الإنسان بشكل عام والطفل بشكل خاص، هي الحاجة إلى الإحترام.. فالإنسان قد فطر على هذه الحاجة، يقول الله تبارك وتعالى: (ولقد كرَّمنا بني آدم).
فالإنسان الذي نُشأ على الفطرة مستعد أن يضحِّي بكل ما يملك مقابل أن لا يهان، وكل إنسان يتعرّض لموقف يشعر من خلاله أنّ الطرف الآخر لم يحترمه أو أهانه، فإنّه يشعر بألم شديد في النفس، ويظل يفكِّر في هذا الموقف ساعات ويتألّم، وكلّما تذكره في أي وقت تألّم لذلك.
إنّ الطفل إنسان لكنه صغير وضعيف، ويجب أن يشعر بعضويته في المجتمع.. إنّه ليس حيواناً أليفاً في البيت متى شاء مالكه مسح بيده على رأسه ومتى شاء ركله برجله.
إنّ تعاليم الإسلام تؤكِّد على إحترام الطفل بشكل واضح وصريح وبتركيز، لكننا تركنا تعاليم الإسلام ولم نقتد برسوله (ص) في أسلوب تعامله مع الطفل، بل أصبحت السمة الاساسية لتعاملنا مع الطفل هي إحتقار الطفل وليس إحترامه.

JoomShaper