رسالة المرأة
فضول الأطفال قد يكون مرهق للمربي وخاصة للأم، والفضول متنوع بعضه يكون فضول عال وبعضه متوسط وآخر ضعيف، والأطفال ذوي الفضول العالي هم أطفال مرهقين لكثرة فضولهم ولكن هناك وجه آخر لهذا الفضول وهو وجه مشرق ومبشر بالخير وهو وجه الذكاء عند الطفل.
فالطفل صاحب الفضول الكثير الأسئلة هو طفل يحمل في رأسه دماغ يقظ ومتمتع بدرجة ممتازة من الذكاء، وهو يظهر جليا في كثرة الأسئلة عن كافة الأمور وأيضا يمتلك نمو فكري ممتاز وهو يحاول ان يكتشف العالم ويفهم كافة الأمور المحيطة به.
ملامح الفضول:
1- كثرة الاستفسارات عن كافة الأمور.
2- التدخل في كافة الأمور وإظهار رغبة بالمشاركة حتى في أعمال ليست من اختصاصه.
3- عدم الاكتفاء بالسؤال عن الامر إنما يحاول الدخول في التفاصيل.
4- عند الإجابة على أسئلة الطفل الفضول يتبعه بسؤال آخر دون ملل.

مزوار أحمد ياسين*    
يجب علينا ألا ننسى أنّ الطفل يمر بمرحلة النمو التي يكتسب خلالها كل أبجديات الحياة، لهذا نجد البيئة والأسرة تلعب دوراً كبيراً في تحديد مستقبله.
-   التأثير الأسري:
"يجب أن تهدف التربية أوّلاً وقبل كل شيء إلى تعليم الأفراد المحافظة على الذات" هربرت سبنسر.
لهذا عندما يفتح الطفل عينيه ويرى نور الحياة يوضع في حضن أمه، لهذا تكون علاقته بوالدته عاطفية أكثر منها تربوية، لهذا يأتي دور الأب في تحديد سلوكه وانطباعه المبكر، لكنني أعتقد أنّ السلوك المكتسب من طرف الطفل في صغره مستمد بشكل كبير أو كلي من شخصية الأب، لأنّ هذا الأخير يحدد نمطية تفكير إبنه وأسلوبه في التعامل في الكثير من المواقف، والطرق المتوفرة لحل المشكلات وردات الفعل الصحيحة، لهذا نجد التأثير الأسري يظهر على الطفل تدريجياً، فالطفل يكّون شخصيته من ذلك الاحتكاك المتواصل سواء العاطفي أو الواقعي من الوالدين طوال سنوات النمو الفكري، ولا ننسى أن مبادئ الأسرة ونظرتها للحياة ومشاكلها وإنطباعها عن الأشخاص تنتقل بشكل عفوي للطفل، وتؤثر بشكل مباشر على نفسيته التي تكون هشة وناعمة، لهذا نصدق حين يقال "الطفل سفير أسرته" لأنّه في نظري الصورة الكاملة لذلك النمط الفكري والثقافي السائد في الأسرة، لكن الغريب في الأمر حين نصادف أسرة ذكية لديها طفل غبي، ففي هذه الحالة نستنتج أنّ هذه الأسرة ذكية في كثير من المجالات لكن في التربية غبية لأنّها لم تستطع إيصال مقومات نجاحها لطفلها، وهنا يكمن الفشل الأسري والتربوي، في حين نجد أسرة فقيرة تعطيك طفلاً ذكياً مثقفاً، فهذه الأسرة مع بساطتها لكنها أعطت لطفلها كل تلك الرعاية النفسية والأسرية التي جعلته قادراً على النجاح، لهذا فالتربية في عالمنا العربي تختلف من مكان إلى آخر ومن شخص إلى آخر، لهذا وجب علينا تحديد دفتر شروط تجعل العائلة والوالدين ملتزمين بتنفيذه، من أجل مصلحة الطفل والمجتمع والعالم العربي بشكل عام.

لها أون لاين
مع بداية الإجازات المدرسية، يبدأ أولادنا في الانشغال طوال النهار في التجوال داخل عالم الإنترنت ويسرحون بالساعات داخل هذا العالم الافتراضي، فيطالعون السيئ والجميل، والحسن والقبيح من غير رقيب ولا حسيب، مما قد ينعكس بالسلب على أخلاقياتهم وسلوكياتهم، ويزداد الأمر خطورة إذا كان هؤلاء الأولاد في سن المراهقة.
والآباء تجاه هذا الأمر أحد رجلين، إما أن يترك الحبل على الغارب لأولاده دون متابعة وتفقد لما يتصفحون ومع من يتحدثون، وإما يمنعهم بشكل قاطع من الاقتراب من وسائل الاتصال الحديثة، وفي كلا الحالتين ينعكس الأمر بالسلب على الأولاد، فمن يهمل أولاده ولا يهتم بمراقبتهم ومتابعتهم يجعلهم عرضة لكل فاسد ومنحرف يلعب بهم كما يشاء.
يقول  ابن القيم الجوزية في كتابه (تحفة المودود بأحكام المولود) :"وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قِبَل الآباء وإهمالهم لهم"، وإما من يتشدد معهم ويمنعهم من كل شيء فإنه يلجأهم للالتفاف عليه والكذب وعدم المصارحة، والبحث خارج المنزل عن البدائل، مما يجعلهم عرضة لأصدقاء السوء فيتأثرون بهم.  وهذا تضييع لهم، وقد قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمر إثماً أن يضيع من يعول".

تربية الطفل على مقاومة ضغوط الأنداد
الأصدقاء والأتراب، يشكلون جزءاً أساسياً من عالم الطفل. فهو لا يكبر وينضج إلا بالتفاعل معهم. لكن هذا التفاعل قد تكون له جوانب سلبية عندما يتعرض الطفل لضغوط من أنداده وأصدقائه، تقوده إلى اتخاذ خطوات ومسالك سيئة، تُضعف شخصية وتُعرّضه لمواقف مُحرجة مع أهله ومع أصدقائه. لذا، يتوجب على الأُم أن تُعلّم طفلها كيف يقول "لا" لضغوط أنداده.
يشكل ضغط الأنداد مشكلة للأطفال. فالطفل يتأثر بضغوطهم منذ اللحظة التي يبدأ فيها اللعب معهم. ويمكن ألا يستسيغ الطفل طريقة لعبهم، فيقف جانباً أو يحاول الابتعاد. إلا أن ضغط أنداده عليه للانضمام إليهم وتجربة فعل ما يفعلون، قد يجعله يستسلم للضغوط، إما لأنّ الطفل بطبيعته يحب أن يكون محبوباً ومقبولاً من المحيطين به، أو لأنّ الطرف الآخر يُغريه بخوض المغامرة وإشباع فضوله. ومعظم القرارات التي يتخذها الطفل يومياً تكون مبنية على أساس ما يقوله الأطفال من حوله وما يفعلون.
ومن بين أكثر العوامل التي يمكن أن تشكل تحدياً لقُدرات الطفل على اتخاذ قرار سليم وعقلاني، الأطفال الموجودون في حياته، سواء أكانوا أشقاء أم أصدقاء أم زملاء أو أولاد الجيران.. إلخ. وضغط الأنداد هو تفسير شائع للأسلوب الذي يستخدمونه لإجبار طفل على اتّباع أساليبهم بالقوة، وغالباً ما تكون هذه الأساليب والتصرفات سيئة.
وهناك العديد من العوامل الخفيّة التي تلعب دوراً ضمن إطار العلاقات بين الأطفال. منها: الرغبة في كسب الإعجاب، وفي الحَطّ من قدر الآخر، والثأر من ظلم لحق بالطفل، والتنافس في السيطرة على أرض الملعب وفرض السلطة، وانتهاك القوانين بجرأة.

"يلجأ معظم الأُمّهات، خاصة الحديثات، إلى الضرب أو الصراخ لتأديب أطفالهنّ والسيطرة على تصرّفاتهم الجامحة، غير مُدركات أنّ مثل هذا الأسلوب يُمكن أن يؤدِّي إلى تعزيز التصرُّفات نفسها، التي تسعى الأُمّهات إلى تصحيحها"
ثمّة إجماع على أنّ الضرب أو الصراخ يدل على عدم قدرة الأُم على فرض سيطرتها، ويُعلِّم الطفل أنّ العدوانية وسيلة مناسبة للتعبير عن الإحباط. لذلك، على الأُم أن تكون مُتنبّهة دائماً لأنّ التربية ليست عقاباً فقط، بل هي تعليم أيضاً. هناك طرق عديدة يمكن أن تتبعها الأُم في تربية طفلها، لكن المفتاح واحد وهو "الحب".
يجب ألا يغيب عن بال الأُم عند معاقبة طفلها، أنّها تعاقبه لأنّها تحبّه وتريده أن يكون محترماً وصادقاً وقادراً على تحمُّل المسؤولية عندما يكبر. في أحيان كثيرة تكون معاقبة الطفل أصعب كثيراً من عدم معاقبته. لذا، يتغاضى معظم الأهل عن بعض من أخطاء الطفل، ويتركون الأُمور تسير بشكل طبيعي.
إنّ مفتاح التربية، بغض النظر عن الأسلوب المتَّبع، هو تنفيذ الأُم العقاب الذي قررته مهما يكن هذا العقاب. فإذا لم تكن راغبة في تنفيذه، أو لم تكن قادرة على ذلك، عليها ألا تُهدِّد الطفل من الأساس. مثلاً، إذا قالت الأُم لطفلها أثناء وجودهما معاً في السوبرماركت: "لا تُلقِ الأشياء أرضاً عن الرَّف وإلا عدتُ بك إلى البيت حالاً"، عليها أن تنفِّذ تهديدها لأن من المحتمل أن يعود الطفل إلى رمي الأشياء، ليختبر إن كانت جادة في تهديدها فعلاً. لذا، إذا كانت الأُم لا ترغب في أن تُغادر السوبرماركت، من دون شراء إحتياجاتها، عليها ألا تُهدِّد طفلها.

JoomShaper