يظل السؤال واحدًا.. فبرغم تنوع الإجابات لم تصادفني من قبل هذه الحالة من اليأس التي لمستها في نبرة الكثير ممن قابلتهم في الفترة الأخيرة، فحيثما تجولت في داخل مصر بين محافظاتها أو خارجها في البلدان حيث الوجوه المصرية في كل مكان أجد السؤال يتكرر ويتكرر بمرارة متصاعدة وحزن نابض: "هل تخلفنا جبلة أصيلة فينا أم أنه الاستبداد والفقر؟ هل من أمل في أي إصلاح؟".

كنت شـاهـد التلفزيون, وكانت المشاهد تتوالى أمامي : أشخاص ، بكامل أعضائهم , يموتون جوعا في بنغلاديش , كانوا يموتون بسبب الفراغ في أمعائهم . كانت قلوبهم سليمة , كلياتهم بحالة ممتازة , الكبد , الرئتان , العيون. كلها كانت تعمل . وفكرت بألم شديد : يا للخسارة , كل هذه الأعضاء تذهب سدى , من دون أن يستفيد منها أحد " [كــذا!!]

كأن الأعوام القليلة التالية لنهاية الحرب العالمية الثانية وضعت بذور عدد كبير من النكبات التي بلغت حصيلتها في هذه الأثناء مداها، وهذا ما يجعل كلمة "الستينية" في الوقت الحاضر تتردّد مرة بعد مرة، ومن ذلك ما هو معروف مثل ستينية نكبة فلسطين، أكبر جرائم القرن الميلادي العشرين السياسية والأخلاقية والعسكرية، ومن ذلك ما بدأت تظهر حصيلته لا سيما في أفغانستان

هذه ثلاث صور من بين ما لا يحصى من الصور المأساوية في قطاع غزة أثناء الحرب الإجرامية والتي أكبر ضحاياها النساء والأطفال

في علم المنطق، لا فائدة من مناقشة التناقضات، لأننا لا نستطيع أن نبني عليها أية قيمة معرفية، بل يعد التناقض في علم الرياضيات وسيلة لإثبات خطأ افتراض ما، فعندما تضع افتراضا معينا، ثم تبني عليه سلسلة من العمليات المنطقية ثم تصل إلى تناقض، تعود إلى نقض فرضيتك، والجزم بأن عكسها هو الصحيح.

JoomShaper