هل تتصور أن يكون عدوك هو نفسك التي بين جنبيك؟! ربما تحدث الصوفية أو أصحاب كتب الرقائق كثيرًا في هذا المعنى، وكنا نتصورهم يتحدثون في موعظة قلبية، ولكني في رصدي لهذه الظاهرة أتحدث من خلال خبرة نفسية لاحظتها في كثير ممن تعاملت معهم في الفترة الأخيرة،

ماذا يعني العمل التطوعي وإلام يهدف؟ وهل قام الإعلام والمدرسة والأسرة بدور كاف لتعريف المجتمع بقيمة العمل التطوعي؟ خاصة في وقت فراغ العطلة الصيفية والتي تمتد إلى ثلاثة أشهر وأكثر.

لما كانت العلمانية ترمي إلى إقصاء الوجه الإسلامي عن جميع مناحي الحياة، وفي أفضل حالاتها تبغي تقويض الدين، وحصره في بعض القيم الروحية، كان لابد للقائمين عليها والمروجين لأفكارها من احتواء المرأة، وإدراجها على قائمة الاستهداف، باعتبارها حجر الزاوية في الحياة الأسرية، كأم وزوجة، حيث لا يخفى ما لها من أثر قوي في تغيير دفة المجتمع.

لذلك سعى العلمانيون سعيًا حثيثًا لتفريغ قضايا المرأة من محتواها الديني، فأثاروا النعرات الدخيلة على المرأة المسلمة، ورفعوا لها الشعارات المنمقة التي تغريها بالتمرد على رسالتها العظمى المنوطة بها، وسط هتافات العملاء وذوي النفوس التي تعتصم بالتزلف للغرب.

ومن تلك القضايا المتعلقة بالمرأة، والتي يسعى العلمانيون من خلالها لأن تحاكي المرأة المسلمة نظيرتها الغربية فيما ذهبت إليه من التمرد على فطرتها وإشاعة الفساد في الأرض: قضية الصحة الإنجابية وفق المفهوم الغربي، والتي تناولتها مؤتمرات الأمم المتحدة حول المرأة والسكان والتنمية الاجتماعية، ومنها على سبيل المثال ما جاء في تقرير المؤتمر الدولي للسكان والتنمية/ القاهرة 1994م، والذي جاء فيه:

(إن برنامج العمل الراهن يوصي المجتمع الدولي بتبني مجموعة من الأهداف السكانية والإنمائية الهامة، ومن هذه الأهداف والغايات: توفير فرصة انتفاع الجميع بخدمات الصحة الإنجابية، بما فيها تنظيم الأسرة والصحة النفسية(1)

"في أحد الأيام، منذ زمن بعيد، كان أهل المريخ ينظرون من خلال مناظيرهم فاكتشفوا أهل الزهرة، فوقع أهل المريخ في حبّ أهل الزهرة، فاخترعوا سفناً فضائية وطاروا ليعيشوا مع أهل الزهرة الذين فتحوا لهم أذرعهم وقلوبهم بالمحبة، فعاش الجنسان مشاعر حبّ لم يشعروا بها من قبل رغم اختلافاتهم، وقضوا شهوراً يتعرّفون على بعضهم ويستكشفون حاجاتهم وأنماط سلوكهم المختلفة، ثم قرّروا السفر إلى الأرض، وهناك أُصيبوا جميعاً بنوع من أنواع فقدان الذاكرة، فنسوا أنهم من عالمين مختلفين، ونسوا ما تعلّموه عن اختلافاتهم، ومنذ ذلك اليوم يعيش أكثر الرجال والنساء على خلاف".

باستخدام هذا المجاز في مقدّمة كتابه "الرجال من المريخ والنساء من الزهرة" يحاول د. جون غراي توضيح أسباب الخلافات بين النساء والرجال،

فاجعة مروى الشربيني لا تزال تؤرق حياة المسلمين في الغرب وتنغص عليهم حياتهم، وهم يعيشون في بلاد ظنوا أنهم سيكونون في مأمن من عاديات الدهر ومصاعب الحياة، فإذا بهم يواجهوا نوعاً جديداً من التهديد لم يكن ليخطر في بالهم، وقد اعتقدوا أنهم انتقلوا من بلدانهم إلى الغرب لينعموا بالأمن والحرية بعيداً عن الخوف والرعب الذي فرض عليهم في بلدانهم، إما بفعل الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية الشمولية، أو بفعل الحروب في بلدانهم التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل، أو هرباً من الفقر والحاجة والبطالة، أو سعياً إلى عيش كريم قد افتقدوه في بلدانهم.

الغرب ذلك الحلم الوردي الذي يراود عقول أبناء بلدان العالم الثالث وفي مقدمتهم العرب والمسلمين أصبح حلماً مرعباً وكابوساً مخيفاً، وقد اكتشف هؤلاء أن هذا الغرب تقوم على أرضه ثقافة صناعة الكره للعرب والمسلمين، القائمة على عنصرية دينية مقيتة متشددة تقوم على شعارات حقوق الإنسان وحرية الرأي والعبادة، وعشرات الشعارات الزائفة التي يطلقها إرهابيوا الغرب، وإلا فكيف نفسر إصابة مروة الشربيني بـ 18 طعنة قاتلة في مختلف أنحاء جسدها من إرهابي ألماني، إلا نهاية طبيعية لاحتقان دام أشهر قبل وقوع الجريمة بمطاردة هذا الإرهابي لمروة ومحاولاته المتكررة لنزع الحجاب عن رأسها.. أليس هذا نوع من صناعة الكراهية المبرمجة والمقننة للعرب والمسلمين، ونتيجة طبيعية

JoomShaper