أنقذوا أطفال سوريا
- التفاصيل
ربما لا تستطيع أن تحبس دموعك عندما ترى صورة طفل مصري يحمل لافتة كُتب عليها (إلى مديري مدارس سوريا: لا تكتبوا الطلاب غائبين، بل اكتبوهم أحياء عند ربهم يُرزقون).
وهكذا تختلط المشاعر والأحاسيس عند الإنسان السوي وهو يرى أطفاله يستعدون للعام الدراسي الجديد، بينما يشاهد على الشاشة مأساة أطفال سوريا، فهم بين قتيل أو جريح أو مشرد أو يتيم.
فقد كشف تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان عن أن عدد الأطفال الذين قتلوا على يد قوات النظام بلغ 10913 طفلا، بينهم 2305 دون العاشرة، و 376 رضيعا، مشيرا إلى أن النسبة الأكبر منهم قُتلوا بالقصف، في حين قضى آخرون بالإعدام الميداني رميا بالرصاص أو ذبحا بالسكاكين (530 حالة) أو لقوا حتفهم وهم بين يدي جلاديهم (79 طفلا). وتحتفظ الشبكة بأسمائهم جميعاً وصورهم وتاريخ ومكان استشهادهم، وذلك منذ بداية الثورة وحتى مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق مؤخراً. كما كشف التقرير عن اعتقال أكثر من 9000 طفل (تقل أعمارهم عن 18 عاما)، والكثير منهم تعرضوا لأساليب تعذيب عنيفة جدا لا تختلف عن التي يتعرض لها الكبار، حيث ذكر التقرير ستة عشر أسلوب تعذيب، ومنها تكسير الأضلاع، وصب الزيت المغلي على الجلد، وقص الأذن بمقص تقليم الأشجار، وانتزاع اللحم بملاقط معدنية. كما تحدث التقرير عن رؤية بعض الأطفال مقتل ذويهم وأمهاتهم على يد الشبيحة. وتحدث أيضاً عن تعرض القاصرات للاغتصاب (أكثر من 400 حالة).
حتى لا يتأخر النصر
- التفاصيل
هل طال النفق الذي نسير فيه أكثر مما ينبغي وأكثر مما هو متوقع؟ وهل طال انتظارنا للنصر الكبير والإصلاح الشامل والازدهار العام أكثر مما كنا نظن؟
أعتقد أن ذلك صحيح. ويمكن لكل ذلك أن يستمر عقوداً أو قروناً. وهناك إمكانية للانتكاس والارتداد على الأعقاب؛ فالتدهور لا قعر له، ولا حدود تجعله يتوقف.
لماذا لا يقدُم البشير وينبلج الفجر الجديد؟
ربما كان السؤال الأكثر دقة: لماذا يقدُم البشير ويلوح النصر الحاسم؛ ونحن لم نغيِّر في أنفسنا وسلوكاتنا وعلاقاتنا، ولا نشعر أننا نتقدم بخطى ثابتة في الاتجاه الصحيح؟
إن التخلص من وضعية الشَّرْذَمة والانكسار والوهن يحتاج إلى الكثير من العمل والكدح، ويحتاج إلى الكثير من العلم والفهم، كما يحتاج إلى التوقف عن الممارسات السيئة أو بالغة السوء. وأود هنا أن أشير إلى الملمحين الآتيين:
1- علينا أن نكف عن ممارسة دور الضحية ودور المظلومين الذين اعتُدي عليهم، وسُلبت حقوقهم. الأمة تعزو تخلفها إلى الاستعمار القديم والجديد، والمدارس تعزو إخفاقها في تخريج جيل يعرف ويحب المعرفة إلى تقصير الأسر أو تقصير الجهات العليا في إمدادها بحاجاتها، والموظف المفصول من وظيفته يشكو ظلم رؤسائه... وهكذا فإنك لا تواجه إلا المظلومين، ولا تواجه ظالمين أو معتدين. كل واحد فينا يذكر محاسن ذاته، ويتحدث عن الأعمال العظيمة التي قام بها... ومن النادر أن نجد فرداً أو جماعة أو فريقاً يتحدث عن إخفاقاته أو أخطائه، ومن النادر جداً أن تجد كاتباً من كتّابنا يتحدث عن قصور معالجته لمسألة من المسائل أو يقول: إن هذه المسألة لم تتضح في ذهنه على النحو المطلوب. كل شيء على ما يرام. كلنا ضحايا. نحن لم نفعل إلا ما يجب فعله.
ماذا قدمت المرأة للثورة السورية ؟
- التفاصيل
لست أبالغ ولا أدعي حين أقول أن جهود المرأة كانت محركاً أساسياً وعاملاً مهماً في نجاح “الثورة السورية”، وإنها عامل مهم في استمرارها وامتدادها إلى المحافظات؛ أخبرني بهذا جمع من العاملين في الثورة ممن التقتيهم مباشرة، وأكدت لي هذه الحقيقة أخواتي في الداخل السوري، بل سردت علي الفتيات مغامراتهن والأخطار التي تعرضن لها، ومنهن عرفت عظمة ورفعة الدور الذي تقوم به النساء في هذه الثورة المباركة.
لقد خرجت النساء تهتف مع المتظاهرين، وتشيع جنازات الضحايا وتساعد في كتابة الشعارات المناهضة لنظام الأسد على الجدران. وكان لها دور رئيسي في الدفاع عن المتظاهرين الشباب (وإن اختلف دور المرأة في النشاط الثوري من محافظة إلى أخرى)، ولكن النساء ساهمن في كافة نشاطات الحراك السّلمي كالاعتصام وتوزيع المنشورات وتنظيم الحملات. وتمحور الدور النسائي في جمع التبرعات وشراء الاحتياجات وتوزيعها وإيصالها إلى المتضررين في بؤر التوتر. وساهمت بعض الفتيات في تهريب الناشطين إلى خارج البلاد من خلال مرافقتهن لهم حتى الحدود لتسهيل مرورهم عبر الحواجز وعدم كشف أمرهم من قبل القوات النظامية.
واتجهت الكثيرات إلى تكثيف أنشطتهن على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فيسبوك والمدونات الالكترونية، كمنبر يتحدثن من خلاله بحرية ضد القمع والظلم. كما يقمن بتحميل مقاطع الفيديو التي يفضحن من خلالها الاعتداءات التي يتعرضن لها أو يؤكدن على مطالبهن التي غُيّبت عن الشارع بسبب تصاعد الأحداث.
الكِلِبْتوقراطية
- التفاصيل
سألني صديقي: لماذا يتمسك الأسد بالكرسي إلى درجة إبادة الشعب؟ فأخبرته بأنه يدافع عن أملاكه! فنظامه نظام كِلِبْتوقراطي. والكِلِبْتوقراطية (cleptocracy, kleptocracy or kleptarchy) مصطلح يوناني مركب من مقطعين، "كلبتو" ويعني اللص، و"قراط" ويعني السلطة، فنظامه هو حكم اللصوص الذي يستخدم السلطة لسرقة واختلاس موارد البلد، ويراكم الثروة لأصحاب السلطة على حساب بقية الناس، بادعاء أو دون ادعاء السعي إلى تقديم خدمة لهم. وهذا النظام يكون بالضرورة ديكتاتوريًا أو استبداديًا. ومع ذلك فقد تظهر الكِلِبْتوقراطية في بعض النظم الديمقراطية التي انزلقت إلى الأوليجاركية (بالجيم المصرية) أو الأوليغارشية (Oligarchy) والتي تعني حكم القلة أو الأقلية!
وأفلاطون هو أول من أشار إلى الأوليجاركية في كتابه "الجمهورية" حيث قسّم أنظمة الحكم إلى ثلاثة أنواع هي: "جمهوريته" المثالية، والدولة الديمقراطية، والدولة الأوليجاركية. ثم جاء أرسطو وقال بأن الأوليجاركية تنتهي دوماً إلى الطغيان والاستئثار بالسلطة، دون رصيد جماهيري، لأنها تعتمد على دوائر التأثير في السلطة مثل رجال المال أو الصناعة.
قال صديقي: يا سبحان الله! لا أظن أن الأسد وأباه قد قرأ أحد منهما كتب أفلاطون وأرسطو، لكن ما جاء فيها تنطبق عليهما تماماً! فقلت: هو سلوك بشري يقوم به أي إنسان على غرار المثل: قيل لفرعون: ما الذي فرعنك؟ قال: لم يوقفني أحد.
أم الزعيم القادم
- التفاصيل
أريد أن أكون دباً قطبياً يغرق في سبات كلي، وأنا أريد أن أسكن جزيرة نائية لا يأتني فيها خبر من بشر، أما أنا فأتمنى أن آوي إلى كهف؛ لعلي أكون كأصحاب الكهف فيضرب على آذاني سنين عددا، فيما أنا أريد أن أغفو.. فلا أصحو.
تلك كانت بعضاً من مشاعر أنثى خطتها كبوستات وتغريدات نسائية في مواقع التواصل الاجتماعي، جاءت كرد فعل لمجزرة ريف دمشق التي حصدت أكثر من 1300 روح بريئة، بينهم نساء وأطفال ملئت صورهم وأخبارهم المواقع وشاشات التلفاز. مأساة مؤلمة جاءت بعد أحداث رابعة الدامية في مصر الشقيقة.
بقلب الأم الرقيق تلقت نساء العالم هذه الصور، ولأنها الأم التي تعرف حق المعرفة عظم مكانة الأبناء عند الآباء، وتدرك معنى قول الله "وهناً على وهن".. وعاشت قول الله تعالى بكل تفاصيله: حملته "كرهاً" و"وضعته كرهاً"، ولأنها الأم التي تتمنى لو تستطيع اختراق الشاشات الصمّاء لتلتقط أطفال المجزرة، وتضمهم إلى صدرها وترجوهم أن يستيقظوا، وأن يصفحوا عجز أمة لم تستطع بأسرها أن تقدم لهم المساعدة، وتنقذهم من القتل الذي طال أيامهم القليلة، ولا ذنب لهم إلا أنهم ولدوا في زمن قيمة الكرسي أغلى من قيمة الدم البشري، والمصالح أهم من المبادئ، والضمائر سلعة رخيصة تم بيعها في مزاد علني.