فادي سعد
القدس العربي
أدرك الشاعر السوري حسين حبش، في مجموعته الجديدة ‘ملاكٌ طائر’ (نصوص عن أطفال سوريا)، (دار ‘مومنت’، لندن، 2013)، أنه لا يمكن الكتابة عن المأساة السورية الواسعة بعديد ضحاياها وتفاصيلها، في مجموعة شعرية واحدة. كان لا بدّ من اختيار شهود هُم أيضاً الضحايا الأكثر صدقاً، والخاصرة الأكثر إيلاماً للمأساة. وإذا كان أطفال سوريا هم أبطال هذه المجموعة وشهودها، فلم يفتْ الشاعر الاعتذار من الذين لم يستطع الكتابة عنهم. المجموعة تأْريخٌ شعري لمأساة سوريا، والاعتذار في مقدّمة المجموعة، تأْريخ مُكَمِّل.
هكذا يستهلّ حسين حبش مجموعته باعتذارٍ ‘لكلّ الأطفال الذين لم أستطع الكتابة عنهم…لكلّ أولئك الذين اُستشهدوا وقُتلوا وقضوا تحت الأنقاض، الذين أرْدتهم رصاصات القنّاصة… عُذبوا بوحشية لا مثيل لها، وأُذلّوا وسُجنوا، وهُجروا وشرّدوا ويُتّموا وفقدوا مدارسهم وملاعبهم… والذين يعيشون في المخيمات، وجُرحوا وأُصيبوا بعاهات وإعاقات… الذين غرقوا وفُقدوا وغُيّبوا…’. الاعتذار يمتدّ ليُكمِل مع المجموعة السرد الكامل لهويّات وحكايات ضحايا سوريا الأكثر براءة.

متطوعة: شلل الأطفال بدير الزور بات يفوق هم القصف والحصار
مشاركة السبيل - قالت المتطوعة الصحية نور أم سليمان، إن هم انتشار مرض شلل الأطفال في دير الزور (شرق سوريا)، بات يفوق هم القصف، والحصار، الذي تتعرض له المحافظة من قبل قوات النظام منذ أكثر من عام ونصف العام.
وفي لقاء مع وكالة "الأناضول"، أثناء جولة كانت تقوم بها قبل أيام مع عدد من المتطوعات في حي "الشيخ ياسين" بدير الزور، أوضحت أم سليمان أن "القذيفة من الممكن أن تصيب عدداً من الأشخاص، في حين أن الشلل يهدد حياة الآلاف من السكان".
وأشارت إلى أن عدداً من الجهات والمنظمات الإغاثية في المدينة بدأت منذ أيام حملة بعنوان "مستقبلهم بأيدينا" لمكافحة مرض شلل الأطفال، وذلك بغية توعية الأهالي في المناطق المحاصرة بمخاطر المرض والطرق الإسعافية للوقاية منه، ريثما يصل اللقاح الخاص به عن طريق منظمة الصحة العالمية والمنظمات المعنية الأخرى.

الدكوانة (لبنان) - فرانس برس
يجمع البؤس وظروف الحياة الصعبة لاجئات سوريات أتين إلى لبنان من حلب وإدلب والحسكة، لكنهن قررن أن يواجهن ظروفهن الصعبة من خلال مشروع لتعليم طرق إعداد أطباق المطبخ السوري وتسويقها.
قبل أكثر من شهرين، أطلق مطعم لبناني بتمويل من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وبالتعاون مع مؤسسة كاريتاس دورة تدريبية ليساعد سوريات لاجئات في لبنان على إحياء تقاليد الطهي في مناطقهن، ومساعدتهن أيضا في إنشاء خدمة تأمين وجبات خاصة بهن لتأمين لقمة العيش.
وفي طابق سفلي تابع لكاريتاس في الدكوانة، في الضاحية الشرقية لبيروت، تعرض ابتسام مستو بفخر طبق "كبة الراهب" التي تشتهر بها منطقة جسر الشغور في ريف إدلب.
وقد فرت هذه الشابة من هذه المدينة التي اقترن اسمها بالمعارك الطاحنة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين لحكم الرئيس بشار الأسد.
وتقول ابتسام لوكالة فرانس برس "في جسر الشغور، كنت في وضع ميسور قبل الحرب، كنت منشدة في حفلات الزفاف وفي المآتم، وكنت أعطي دروسا في مدرسة تعليم قرآن، وأيضا كنت أعمل في صيدلية".
وتضيف وهي تحضر دبس الرمان، المكون الأساسي في المطبخ السوري "أما هنا، فأنا لست فقط دون عمل، وإنما أنا أساعد زوجي المصاب بداء السكري، وغير القادر على العمل كل يوم".
وتبدي ابتسام سعادتها لوجود هذه الدورة، وتقول "آمل أن أجني من خلالها بعض المال".

يزن الشهداوي-ريف حماة
الجزيرة
استنفد أبو ياسر كافة السبل لحماية عائلته من قصف طائرات النظام السوري ودباباته، فلم يجد أمامه سوى حفر ملجأ تحت الأرض، هذا الملجأ عبارة عن حفرة مظلمة بعمق ثلاثة أمتار مليئة بالحشرات والقوارض ورائحة الرطوبة، وجميع جدرانها ترابية مهددة بالانهيار.
اصطحبنا الناشط حكم أبو ريان من بلدة عقرب بريف حماة لهذا الملجأ الذي حُفر في حديقة منزل أبو ياسر، ولحظة وصولنا تفاجأنا بما رأيناه، حفرة تحت الأرض يطلقون عليها اسم "غرفة" يسكن فيها أبو ياسر مع زوجته وأطفاله.
نزلنا إلى الحفرة -التي يقول أبو ياسر إنها تحميه وأسرته من القصف اليومي من حواجز الجيش النظامي المحيطة بالبلدة- فوجدنا ستة أطفال مكدسين جنبا إلى جنب.
هنا لا هواء ولا نور، وكأننا دخلنا إلى قبر، نسأل الأطفال عن سبب وجودهم هنا، يجيبون أنهم خائفون من قصف النظام، ويشير أحدهم إلى الأعلى "نُريد العودة إلى مدرستنا، لكن بشار الأسد دمرها".

بيروت (رويترز)
يقول سوريون إن الغضب الذي تأجج بعد صدور حكم بسجن مدونة شابة كان هو شرارة الثورة التي تعيشها البلاد منذ عامين ونصف العام.
قبل شهر من خروج المظاهرات في مارس آذار 2011 صدر الحكم على طل الملوحي (19 عاما) التي كتبت مدونة عبرت فيها عن رغبتها في رسم مستقبل بلادها بالسجن خمس سنوات في اتهامات بالتجسس.وبعد احتجازها بالفعل لأكثر من عام اقتيدت إلى المحكمة وهي موثقة اليدين ومعصوبة العينين. وانفجرت أمها التي كانت تنتظر في فناء المحكمة في البكاء.

وأصدرت محكمة سورية حكما بالعفو عنها الشهر الماضي في إطار صفقة ثلاثية الأطراف للإفراج عن سجناء. وعندما تخرج من السجن ستكتشف أن بلادها تغيرت جذريا.
تقول جماعات حقوقية إن قوات الأمن السورية استهدفت النساء خلال الثورة والحرب الأهلية. وتعرضت آلاف منهن للتعذيب والاغتصاب وتمتليء السجون السورية بالسيدات والفتيات.

لكن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد ليست عدو المرأة الوحيد في سوريا.. فالاسلاميون المتشددون أيضا يحرمونها من حقوقها. ويقول لاجئون خارج سوريا إن اليأس يدفع البعض إلى تزويج بناتهم القاصرات وأبلغ موظفو إغاثة عن ظهور الدعارة في المخيمات.

JoomShaper