العالم والأُسَر السورية المهجرة!
- التفاصيل
كانت الساعة الرابعة صباحاً في ساحة مركز رباع السرحان لتسجيل اللاجئين بالقرب من الحدود بين الأردن وسوريا، وعلى الجانب الآخر من الساحة القاحلة المظلمة رأيت صفاً طويلاً من اللاجئين الذين عبروا الحدود تحت جنح الظلام، في انتظار تسجيلهم. وكسا هؤلاء اللاجئون غبار السفر، وارتسمت على وجوههم ملامح الصمت الرهيب، حتى الأطفال بدا وكأنهم فاقدون الوعي من أثر الخوف في رحلتهم عبر الحدود الأردنية في غسق الليل. وكانت على ظهور اللاجئين حقائب وأمتعة بالية مربوطة بحبال.
ومع دخول الحرب الأهلية المستعرة في سوريا منتصف عامه الثاني، من المؤسف أن قصة هؤلاء اللاجئين متطابقة، إذ أن ما يربو على ثلث الشعب السوري هجَروا منازلهم التي كانوا يعيشون فيها قبل الحرب، ولم يلتحق أطفالهم بالمدارس، والآباء لا يعملون.
وهناك ما يزيد على مليوني لاجئ فرُّوا عبر الحدود إلى دول مجاورة، خصوصاً الأردن ولبنان، في حين أن أكثر من أربعة ملايين شخص هُجّروا داخل البلاد، بينمايتم توزيع كميات ضئيلة من المساعدات الغذائية والطبية بصورة غير منتظمة.معرض "فنون سورية ـ بيروت" لدعم الأطفال اللاجئين..أن نبيع لوحة لنمحو عاراً
- التفاصيل
تهامة الجندي
ربما تكون الثورة السورية، هي الوحيدة في العالم التي أشعل فتيلها الأطفال، وسجّلوا مشاركتهم في مختلف مراحلها... الثورة التي بدأت بمشاكسات صبية، تتراوح أعمارهم بين العاشرة والخمسة عشر، خطّوا على جدران درعا نداء الحرية، وكان عقابهم أن اعتُقلوا وضُربوا واقتُلعت أظفارهم، فخرج أهلهم إلى الشارع مطالبين بقصاص الجاني، ليخطوا بذلك أولى علامات الفصل بين زمن الخوف والصمت، وزمن الرفض والاحتجاج. مذ ذاك التاريخ وحتى اليوم، قدّمت البلدة لوحدها سبعمائة وسبعين من أرواح فتّيتها، وسُلب الأطفال السوريون جميع حقوقهم بالحماية والرعاية، وباتوا يعيشون في مرمى الخطر، يُقتلون ويُسجنون، يفقدون أهلهم، بيوتهم ومدارسهم، يتشردون، يجوعون ويمرضون، حتى بات حالهم وصمة العار التي تدمغ جبين القرن الحادي والعشرين.شلل الأطفال.. جرس إنذار من سوريا
- التفاصيل
سلام الفيل- أبوظبي- سكاي نيوز عربية
اعتاد العالم أن يحتفل باستئصال مرض شلل الأطفال في جميع أنحاء المعمورة في شهر أكتوبر من كل عام. ورغم أن المعنيين بالقضاء على هذا المرض، الذي ينتقل بسرعة بين الأطفال، احتفلوا الشهر الماضي بالقضاء عليه في أكثر البلدان إصابة به على القائمة وهو الهند، إلا أنهم لم ينتبهوا إلى أن خطرا كبيرا بات يهدد الطفولة ظهر على السطح، ملوحا بوباء قد يصيب حتى البالغين، منطلقا هذه المرة من سوريا.
فأطفال سوريا الذين يواجهون هذه المعاناة التي بدأت العام الماضي، دقوا ناقوس الخطر، ما دفع دولا ومنظمات دولية إلى تسليط الضوء على هذا النوع من الأمراض القاتلة التي تهدد بشلل جيل كامل، وتعطل أحلامهم ومستقبلهم.
في الشهر الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية، على لسان المتحدث باسم برنامج القضاء على شلل الأطفال، من تفشي المرض بعد التأكد من عشر حالات إصابة به من أصل اثنتين وعشرين حالة لأطفال سوريين، أعمارهم لم تتجاوز العامين، ما يدل على أن شرائح واسعة من أطفال سوريا لم تتلق اللقاح اللازم لمنع هذا المرض وغيره، منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من عامين ونصف العام.شتاء سوريا .. معاناة بلا نهاية!
- التفاصيل
الإسلام اليوم/ نيويورك تايمز
بإضافة تفشي مرض شلل الأطفال المحتمل إلى التهديدات التي تواجه المدنيين الأبرياء الآن في الحرب الأهلية السورية, وهو جزء مما يقول المسئولون الأمريكان إنه ربما يكون أسوأ كارثة إنسانية منذ التطهير العرقي في راوندا عام 1994 والتي أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 800000 شخص.
وبرغم أن المأساة تتضح على مرأى ومسمع من الجميع, فإن العديد من الدول بما فيها روسيا والصين, لم تُقدم أي شيء يُذكر لحملة الأمم المتحدة لتلبية الحاجات الأساسية للسوريين, حيث أن المدنيين يدفعون ثمنًا باهظًا منذ أن استخدم الأسد القوة المفرطة لسحق الاحتجاجات السلمية التي اندلعت عام 2011, والتي وصلت إلى مستوى حرب أهلية شاملة, كما يُقدر المسئولون عدد القتلى بما فيهم المقاتلون بما يزيد عن 11500.أهالي معضمية الشام: صمودنا لا يبرر تخاذلكم
- التفاصيل
سلافة جبور-دمشق
بعد الحملة الإعلامية المكثفة التي استهدفت لفت الأنظار للحصار الذي يفرضه النظام القائم بسوريا على معضمية الشام منذ ما يزيد على عشرة أشهر، وما تبع تلك الحملة من إجلاء حوالي ثلاثة آلاف مدني منها معظمهم من النساء والأطفال، عادت أخبار تلك المدينة المنكوبة لتصبح أنباءً يومية اعتيادية لا تثير أي ضجة ولا تتصدر العناوين الرئيسة لوسائل الإعلام.
قصف يومي، حصار وتجويع، اقتراب فصل الشتاء إضافة إلى قيام قوات النظام بقطع آخر خط مياه يغذي المدينة، كل ذلك لم يترك لليأس مجالاً كي ينال ممن تبقى من السكان ويقدر عددهم بحوالي ثمانية آلاف مدني، فهم لا يزالون مصرين على إيصال صوتهم للعالم رافضين الموت بصمت، ومنددين بالتخاذل العربي والدولي عن نجدتهم.