عمان - الدستور
يعتبر شهر رمضان المبارك أسلوب لبدء حياة صحية وروحية أفضل كما قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): صوموا تصحوا. فهذا الشهر الكريم الذي ننتظره كل عام فرصة ثمينة لتنظيم سلوكيات حياتنا اليومية وتغييرها نحو الأفضل.كما أنه يعمل على تحقيق التوازن النفسي والجسدي.
وبحسب أخصائية التغذية هبة عاكف رصاص للصوم فوائد متعددة فله تأثير وقائي وعلاجي للعديد من الأمراض، فهو مفيد لصحة الجهاز الهضمي: فالصيام يعمل على تنظيف أجسامنا من السموم المتراكمة داخله وتنقيتها(Detoxification). فالصيام لساعات طويلة يحسن من عملية إفراز الأنسولين في الدم «Insulin sensitivity» ويؤثر على عمليات الأيض التي تحدث داخل أجسامنا بما يحقق الفائدة والمنفعة لنا.
ويحمي الصوم من الإصابة بمرض السكري: فهو يخفض نسبة الإصابة بهذا المرض بمعدل 40% بسبب ارتياح عمل البنكرياس المسؤول عن إفراز هرمون الأنسولين الذي يعمل على تحويل السكر إلى مواد نشوية ودهنية تختزن في أنسجة الجسم «فعند زيادة كمية الطعام المتناولة عن كمية الأنسولين المفرزة فإن البنكرياس يصاب بالإرهاق والإعياء ثم يعجز عن القيام بوظائفه فيتراكم السكر بالدم ويظهر مرض السكري».

مستشار الامراض النسائية والتوليد والعقم
د.  سميح خوري -  حكمة الصوم ان يرتفع الانسان فوق مستوى الجسد ويرتفع ايضاً فوق مستوى المادة.
واذا عرفنا فوائد الصوم, نجد أنه هبة من الله. نعم ليس الصوم مجرد وصية من الله, انما هو هبة الهية, انه هبة ونعمة وبركة.. ان الله الذي خلقنا من جسد ومن روح, اذ يعرف اننا محتاجون الى الصوم وان الصوم يلزم حياتنا الروحية لاجل منفعتها ولاجل نمونا الروحي وابديتنا, لذلك منحنا ان نعرف الصوم ونمارسه واوصانا كأب حنون وكمعلم حكيم.
يختلف الناس في درجتهم الروحية, فهناك المبتدئ الذي لا يستطيع ان ينقطع طويلاً, ويليه المتدرب الذي يستطيع اكثر, يفوقهم الناضج روحياً الذي يمكنه ان ينقطع عن الطعام لفترة طويلة. ويختلف الصائمون في سنهم, فمستوى الطفل او الصبي في الصوم, غير مستوى الشاب أو الرجل الناضج وغير ما يستطيعه الشيخ أو الكهل, ويختلف الصائمون في صحتهم, فما يحتمله القوي غير ما يحتمله الضعيفون كما ان المرضى قد يكون لهم نظام خاص, او يعفون من الانقطاع حسبما تكون نوعية امراضهم وطريقة علاجهم, ويختلف الصائمون كذلك في نوعية عملهم. فالبعض يقومون باعمال تحتاج الى مجهود جسدي كبير, والبعض اعمالهم مكتبية مريحة, واحتمال هؤلاء للانقطاع غير احتمال اولئك.

عمان - الدستور
هل بامكان مريض القلب ان يصوم رمضان؟ وهنا نقول انه بامكان مريض القلب الصيام. ولكن ينبغي عليه الانتباه للامور التالية: اذا كان وضع مرضه القلبي غير مستقر، كالمريض المصاب بضيق الشرايين القلبية ولديه ازمات قلبية متكررة على الجهد الخفي او اثناء الراحة او لديه قصور في وظيفة عضلة القلب ويشكو من ضيق في التنفس. وعن ذلك يؤكد الدكتور محمد احمد حوامده استشاري الامراض الباطنية والقلب، فهؤلاء المرضى وضعهم غير مستقر وهم بحاجة لمراجعة الطبيب لمعرفة امكانية صيامهم بعد استقرار وضعهم الصحي. اما اذا كان وجع المريض القلبي مستقرا كما هو حال المريض المصاب بضيق في الشرايين القلبية او بعد اجراء قسطرة قلبية علاجية او ما بعد العمل الجراحي وكان وضعه مستقرا ولا يشكو من آلام صدرية او ضيق في التنفس اثناء الجهد الاعتيادي فهؤلاء المرضى لا مانع من صيامهم ونقدم لهم بعض النصائح الطبية.
-1 تناول الادوية بانتظام وحسب ارشادات الطبيب، فاكثر الادوية حالية تؤخذ مرة او مرتين يوميا وبامكان المريض ان يأخذ ادويته وقت الافطار وعند السحور ولا يجب باي حال من الاحوال ايقاف هذه الادوية بسبب الصيام الا حسب ارشادات الطبيب المعالج.

-2ينصح المريض بعدم الافراط في تناول الطعام والشراب، وتجنب الاطعمة الدسمة والزائدة الملوحة عند الافطار ومن الافضل تقسيم وجبة الافطار الى وجبتين خفيفتين بدلا من وجبة واحدة.

الصيدلي ابراهيم علي ابورمان.
مثلما فرض الله الصوم على المسلمين روعي مبدا لاضرر ولا ضرار وهو ان لا يلحق الصوم الاذى بالصائم فكان من اهم  مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة هو الحفاظ على النفس البشرية وصيانتها من الضرر، يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: (وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً) (النساء: من الآية29)، ويقول سبحانه: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: من الآية185)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى عزائمه».
ورغم أن الله سبحانه وتعالى فرض علينا صوم رمضان المبارك، إلا أنه  مع ذلك رخّص للمريض والمسافر والعاجز الإفطار، وهناك كثير من الأمراض التي تتعارض مع الصوم، فإذا صام ذلك المريض ازدادت حالته سوءاً، أو حاق به ضرر.
ومن بين الأمراض التي يقرر الأطباء والعلماء أنه مبيح للإفطار خلال شهر رمضان المبارك، الحالات التالية:
1 – الإسهال الحاد:
يعتبر الإسهال الحاد والشديد، مبيحاً لإفطار الصائم، لأن المريض في مثل تلك الحالة في حاجة ماسة إلى السوائل والأملاح لتعويض ما يفقده منها وإلا أصابه ضرر كبير ناتج عن فقدان السوائل والاملاح ومنها  الفشل الكلوي المميت أو الفشل في الدورة الدموية، فضلاً عن أن هذا المريض يحتاج إلى بعض الأدوية المتكررة الضرورية.
ويضاف إلى ذلك حالات القيء التي تؤدي إلى فقدان السوائل وكذلك الأملاح.

د.محمد عبد الكريم الشوبكي
مستشار الأمراض العصبية و الطب النفسي
من الحقائق العلمية ان  الحيوانات البرية تمتنع عن الطعام حينما تمرض , وهذا الامتناع غرائزي لحفظ الذات والوجود و لو لم تحجب نفسها عن الاكل وما ينتج من الهضم والتمثيل الغذائي (عملية الهدم والبناء- الأيض ) المفرز للفضلات والسموم والمواد الكيميائية السامة لترسبت في  المناطق الجسدية المصابة بالمرض او الالتهاب .
بهذا الامتناع عن تناول الطعام ، الجسم يمنح فرصة قوية لإزاحة المواد السامة الناجمة عن المرض وبالتالي سرعة الشفاء   , ونحن كبشر لدينا هذه الغريزة ايضا وحينما نمرض نفقد الشهية والرغبة للطعام , تلك هي اشارة نافعة للامتناع عن الاكل واستخدام (الطاقة الذاتية) لتنظيف الجسم من سموم المرض وبالتالي الشفاء .
وكما يقول الفيلسوف والعالم هيبوقراط ، الأب الأكبر للطب « كل إنسان لديه طبيب داخلي وما علينا الا فقط مساعدته ليعمل , وان القوى الشفائية الطبيعية موجودة فينا بشكل قوي  , ان غذاءنا هو دواؤنا , وان دوائنا يجب ان يكون من خلال غذائنا وأننا حينما نأكل ونحن مصابين بالمرض فإننا نغذي المرض « .
ويقول العالم جول فارمان صاحب كتاب « الصوم والطعام للصحة « ( ان الصوم يعمل على حفاظ التوازن الفسيولوجي للجسم وهذا هو الذي يؤدي الى إزاحة المرض ) .

JoomShaper