محمد شلال الحناحنة
ما كان يخطر ببال أبي سفيان بن حرب أنّ في وسع أحد من قريش أن يخرج على سلطانه, أو يخالفه في أمر ذي شأن, فهو سيّد مكّة المطاع, وزعيمها الذي تدين له بالولاء.
لكنّ ابنتَه رملةَ المكناة بأمّ حبيبة، قد بدّدت هذا الزعم؛ وذلك حين كفرت بآلهة أبيها, وآمنت هي وزوجها عبيد الله ابن جحش بالله وحده لا شريك له, (رضي الله عنهم جميعا) وصدّقت برسالة نبيّه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.
وقد حاول أبو سفيان بكلّ ما أوتي من سطوة وبأس, أن يردّ ابنته وزوجها إلى دينه ودين آبائه, فلم يفلح؛ لأنّ الإيمان الذي رسخ في قلب رملة كان أعمق من أن تقتلعه أعاصير أبي سفيان, وأثبت من أن يزعزعه غضبُه.
ركب أبا سفيان الهمّ بسبب إسلام ابنته رملة, فما كان يعرف بأيّ وجه يقابلُ قريشا, وبعد أن عَجَزَ عن إخضاع ابنته لمشيئته, والحيلولة دونها ودون اتباع محمد عليه السلام.
ولما وجدت قريش أنّ أبا سفيان ساخطُ على رملة وزوجها اجترأت عليهما, وطفقت تضيّق عليهما الخناق, وجعلت ترهقهما أشدّ الإرهاق, حتَّى باتا لا يطيقان الحياة في مكة.

بدر محمد بدر
يوم الخميس الموافق 8 من ربيع الأول 1435هـ تمر مئة عام على ميلاد الداعية الإسلامية المجاهدة زينب الغزالي رحمها الله، وفي هذه المناسبة أقدم هذه السطور عن جوانب من حياتها:
ولدت الداعية الكبيرة يوم الاثنين الثاني من يناير عام 1917م، الموافق الثامن من ربيع الأول عام 1335 هـ في قرية "ميت يعيش" مركز ميت غمر محافظة الدقهلية (80 كيلومترا من القاهرة) لأبوين كريمين, الأب هو الشيخ محمد الغزالي الجبيلي, العالم الأزهري وتاجر القطن بناحية ميت غمر, الذي ينتهي نسبه إلى أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه, والأم ابنة عمدة قرية "مسجد وصيف" و"المعصرة" وعدة قرى حولها.
كانت رحمها الله شديدة التواضع, قليلة التكلف, إذا دعت إلى طعام, قامت بنفسها على خدمة الضيوف, ولا تترك أحداً غيرها يقوم بهذه المهمة. وتسعد كثيراً إذا جاء عندها الضيوف.

محمد إلهامي *
اختزنت صفحات التاريخ الإسلامي كثيرا من المواقف الماجدة والمتألقة لإسهام النساء في الحضارة الإسلامية، حتى إن للمرأة في تاريخ الإسلام ما ليس مثله لا قبله ولا بعده، دليل ذلك أنه حين «انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم  إلى الرفيق الأعلى كان تعداد الأمة التي دخلت الدين الجديد وانخرطت في رعية الدولة الوليدة 124.000 من المسلمين والمسلمات.. وعندما رصد علماء التراجم والطبقات أسماء الأعلام والصفوة والنخبة التي تربّت في مدرسة النبوة وتميز عطاؤها في مختلف ميادين العطاء، رصدوا أسماء نحو ثمانية آلاف من صفوة الصفوة، فكان من بينهم أكثر من ألف من النساء. أي إن التحرير الإسلامي للمرأة قد دفع إلى مراكز الريادة والقيادة أكثر من واحدة من بين كل ثمانية من الصفوة والنخبة إبان التحرير الإسلامي في أقل من ربع قرن من الزمان، وهي أعلى نسبة للريادات النسائية في أي ثورة من ثورات التحرير، أو نهضة من النهضات»(2).
ومنذ نشأت دولة الإسلام في المدينة اكتسبت المرأة منزلة جديدة، فبعدما تفاجأ عمر رضي الله عنه  من أن زوجته تراجعه في الكلام، اندهش حين أخبرته بأن نساء النبي يراجِعْنَه أيضا، وقد تغاضبه الواحدة منهن اليوم كله، فكان مما قال: «كنا معشر قريش نغلب النساء، فلما قدمنا على الأنصار إذا هم قوم تغلبهم نساؤهم، فطفق نساؤنا يأخذن من أدب نساء الأنصار» (3).

ياسر محمود
هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، ابنة عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمها فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وأخت علي وجعفر، اختلف في اسمها فقيل: هند، وقيل: فاختة وهو الأكثر شهرة.
زواجها
خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمه أبي طالب في الجاهلية، وكان أبوها قد وعد بها هبيرة بن أبي وهب بن عمرو المخزومي فظفر بها هبيرة، وأنجبت منه: عمرة وجعدة وهانئًا ويوسف وطالبًا وعقيلا وجمانة، وقد ولي ابنها جعدة بن هبيرة ولاية خراسان في عهد الإمام علي.
وأسلمت أم هانئ يوم فتح مكة، بينما فرّ زوجها هبيرة هاربًا.

ياسر محمود
هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، أبوها عبد المطلب بن هاشم سيد قريش بلا منازع في أيامه، وأمها هالة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.
وهي عمة النبي صلى الله عليه وسلم، وشقيقة أسد الله حمزة بن عبد المطلب، وأم حواري النبي الزبير بن العوام.
ولدت في عام 570 ميلاديا، أي قبل الهجرة بثلاث وخمسين عاما، توفي والدها وهي طفلة بعمر التسع سنين، فكفلها أحد إخوانها، والمرجح أنه أبو طالب.

زواج مبارك
نشأت صفية وترعرعت كباقي بنات عبد المطلب الهاشميات، ولما بلغت مبلغ النساء في الجاهلية تزوجها الحارث بن حرب بن أمية أخو أبو سفيان بن حرب، ولما مات عنها تزوجها العوام بن خويلد، فولدت له الزبير والسائب وعبد الكعبة.

JoomShaper