إليك أيها الأب
- التفاصيل
حديثي إليك أيها الأب الغيور عن نعمة قد تنقلب نقمة! وعن منحة قد تنقلب محنة، وعن عطاء قد يكون شقاء! إنهم الأبناء!! هذه البراعم الناعمة، والأكباد التي تمشي على الأرض، التي إن لم نحسن رعايتها فلربما تمنى الأب أنه لم يرزق بهم وأنه كان عقيماً -نسأل الله السلامة والعافية...
أكتب ذلك ليس من باب التشاؤم ولكنه من باب الواقع المشاهد، فكم من أبٍ لم يكن يعرف طريق الشرطة، لم يدخله مراكزها إلا فلذات كبده. وكم من أبٍ لم تخرج دمعته ذلاً وهواناً أمام الرجال قط، لم يخرجها إلاّ أبناؤه، بل كم من والد أدخله أبناؤه زنزانات السجون - نعوذ بالله من عقوقهم-...
أسرة خليفة عادل
- التفاصيل
الوفاء هو نبض القلوب المحبة، هو ذاك العبير الذي ينبعث من جنبات الأسر السعيدة، فالحياة الزوجية التي تخلو من الوفاء كالجسد بلا روح، ولقد بات الوفاء عملة نادرة قلما تجده بين زيجات هذه الأيام ، وبطلة حكايتنا سطرت في قصة زواجها سطورًا من الوفاء النادر، حيث عاشت مع زوجها حياة لا تستطيع أن تصبر عليها زوجة في عصرنا الحالي، ولكنها صبرت واحتسبت وفاءً لزوجها وطمعًا فى ثواب ربها، إنها فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان، وزوج الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، والتي حينما خيرها زوجها بين أن تعيش معه على شظف من العيش، أو أن يسرحها سراحًا جميلاً آثرته وزهدت في نعيم الدنيا وزخارفها، ولم يقف وفاؤها لزوجها عند عتبة الحياة الدنيا بل ضربت أروع مثال في حبها لزوجها ووفائها له بعد مماته.
مهلاً أيها الزوجان
- التفاصيل
في خضم هذه الحياة الطويلة وعبر صفحاتها المليئة بالأحداث تحدث قضايا تتطلب الصمود أمامها بحزم وحنكة، وروية وحكمة؛ لأن الإنسان قد ينسى نفسه وهو يخوض في غمار تلك الأحداث، وينسى من باب أولى أهله وولده، لذا كان لزاماً على الزوجين أن يكون بينهما تنسيق وتنظيم؛ فيتعاونا جميعاً في سد الثغرات، ويضحي كل واحد منهما ببعض حقوقه، ويتغاضيا عن بعض التقصير الحاصل بسبب كثرة التبعات الملقاة على كاهل الزوجين الكريمين اللذين يخوضان غمار الدعوة، ويسبحان في بحرها العميق.
فالبيت له متطلباته وحاجاته، والأولاد لهم ما لهم من التبعات والمستلزمات، وكل من الزوجين له حقوق وواجبات، هذه الأمور في كفة، وأمور الدعوة وقضاياها المصيرية للأمة في كفة.. وكلا الكفتين تحتاج إلى بذل وعطاء وتضحية وفداء. والتقصير الكبير في أحدهما إيذان بعدم استقرار الجو الأسري. لذا كان لزاماً على الزوجين أن يجلسا لتنسيق الأعمال، وترتيب الأوراق، وتقاسم المهمات.. بهذه الطريقة تحصل النتيجة، وتنال الثمرة .
الأسرة المسلمة منبع الوجدان
- التفاصيل
إذا كانت أهداف التربية الإسلامية السامية هي بناء "المؤمن الصادق" و"المستخلف الراعي" و"القوي الأمين" فّإنّ هذه الأهداف لا تأتي إلا بطاقة قناعة الإيمان، وحس مسؤولية الاستخلاف، وشجاعة القلب، ونبل الصدق والأمانة وإحسان الأداء وإتقان العمل، وهذه معالم تبنى في الطفولة، وتتشكل في أساس التكوين الوجداني، ولذلك كانت الأسرة وسلامة العلاقة الأسرية هي القاعدة الأساس للنهج التربوي النبوي للطفل، وغاية خطابه، وذلك لأنّ الأسرة هي المحضن الأول والأهم للطفل البشري، نفسياً ومادياً، فالطفل البشري يولد غير قادر على تحصيل حاجاته وحماية نفسه دون عناية أسرته التي توفر له الحاجات المادية والنفسية وترعى طفولته، ولذلك كان بناء الأسرة ونوعية علاقاتها من أهم الأبعاد التربوية الإنسانية التي يتوقف عليها نوع بناء الشخصية الإنسانية، وقد أولى الإسلام والقرآن الكريم ونبي الإسلام الأسرة
طباع الزوجين وجمال العلاقة بينهما!
- التفاصيل
من الطبيعي أن يبدو كل من الزوجين للآخر، في بداية الزواج، بأفضل وضع، وأروع سلوك. لكن من الطبيعي – أيضاً – أن الزوجين سيهبطان من رحلتهما العاطفية الحالمة، بعد عدة أشهر أو عام، ليصبحا زوجين يعيشان على الأرض، مثلهما مثل أي زوجين، يجري بينهما بعض الخصومات العارضة، ويختلفان على بعض الأمور؛ لأن كلاً منهما نشأ في بيئة مختلفة عن الآخر، وثوب المجاملة الذي كان يرتديه، في الأشهر الأولى، يظل يضايقه، ولا يشعر براحة حتى يخلعه ويرتدي ثوب سجيته !!..
ولا يعني هذا أن الزوجين بدأ يملّ أحدهما من الآخر، لكنهما، وهما يستعدان لخوض معركة الحياة معاً، لابد أن يستوعب كل منهما الآخر على طبيعته الأصلية، لكن الآخر من واجبه أن يجتهد في (تقصيص) ما يزعج صاحبه من (حواشي) طبائعه، وعلى الآخر ترويض نفسه على التعايش مع بعضها، مما يصعب على صاحبه التخلص منه، فقد ارتضيا أن يمضيا حياتهما، وسط بحر الحياة الصاخب، في زورق واحد.