التربية السوية أحد العناصر المهمة لتنشئة طفل سوي نفسياً واجتماعياً ، لذلك تنعكس علاقة الأم والأب مع بعضهما البعض داخل وخارج المنزل علي الرغم سلوك الأطفال لتشكل حاضرهم ومستقبلهم  الأطفال, بل تحدد نوعية اختيارهم لشريك الحياة, والأكثر من ذلك مدي نجاح أو فشل حياتهم الزوجية فيما بعد.
وتشير د. هبة محمد وجيه قطب إلى أن الأم تحاول تربية طفلها بنموذج عكسي , فمثلا إذا كان أبوه عصبيا في تربيته يقرر أن يكون هادئا مع أولاده. ولكن المشـكلة التي تقـررها د. هبة هي أنه مهما حاول الشخص أن يكون مختلفا عن أسلوب تربيته فسيفاجأ بأنه ــ بطريقة تلقائية ــ يتعامل مع ابنه بنفس الأسلوب الذي تربي به بل ويقول نفس الكلمات التي كان يسمعها من أهله ويكرر نفس الأخطاء. فإذا تربي أب في بيت عصبي وقرر أنه سيكون هادئا مع أولاده وأصرعلي ذلك ودرب نفسه فسينجح مادام الوعي موجودا أما لو تعرض لموقف أو مشكلة ما فسنجد لاشعوريا العصبية هي أول رد فعل طبيعي له.

الکاتب : سابين رزق  *  
عندما نتيح المجال أمام أولادنا ونطلب إليهم مساعدتنا على القيام بالواجبات المنزلية اليومية، فإننا ندربهم على الإهتمام بأنفسهم وبعوائلهم مستقبلاً، والأهم من ذلك نمضي معهم وقتاً قيّماً وحميماً.
مع تسارع إيقاع الحياة العصرية في الألفية الثالثة، لم تعد غالبيتنا تجد متسعاً من الوقت للموازنة بين متطلبات عملها واحتياجات منزلها وضرورات الحياة، وفي نهاية المطاف أداء المهام والواجبات المنزلية، علماً أنّ هذه الأخيرة تتشكّل فرصة قيّمة لا تثمن لضرب عصفورين بحجر واحد، إذ أنّها تشكّل منجماً من الوقت القيّم الذي يمكن أن نضميه مع أولادنا في أداء أمور تفيدنا وتفيدهم.
وفي هذا السياق، يرى كثيرون أنّ هذا الأمر هو جزء من واجباتهم تجاه أولادهم، فمن الحري بكلّ منّا تدريب بنيه وبناته على الإهتمام بشؤونهم وبالمنزل، ففي هذا الأمر خبرة لا تقدّر بثمن تهيئهم للإهتمام بأنفسهم وبعوائلهم يوماً ما.

الدستور - اسراء خليفات
هناك الحب الروحي ويقابله ايضا الطلاق الروحي بين الأزواج. و نجد ان بعضا منهم يسهران معا ويخرجان في المناسبات الاجتماعية برفقة بعضهما، ولكن من
الناحية الروحية هما اغراب عن بعضهم بعضا لاتجاور روحه روحها وهي بالمثل. وإنما لكل روح غرفة يقضيان اوقات فراغهما فيها . تأتي لحظات فتور وبرود وصمت وان زاد الامر عن حده يصل الامر الى ان يعيش كل منهما تحت سقف واحد ولكن من دون شعورهما ببعضهما ويكون الابناء بينهما الوسيط في الاستمرار فقط.
يقول منصور معاذ: لو ان اتباع الصمت بين الازواج قد يؤثر على حياتهما الخاصة فقط لكان حله امرا بسيطا ، وانما الخوف من ان يعاني الأبناء من الاكتئاب في
بداية الأمر وان كان هناك مراهقون تكون المشكلة اكبر. حيث قد يؤدي ذلك الى انحراف الابناء للبحث عن الهناء والود الذي فقدوه بين ابويهما والاستقرار العاطفي.

وسف إسماعيل سليمان
بعض الزوجات والأزواج يعلقون أسباب عدم استمرار المحبة والهناء في بيوتهم إلى أنّ كليهما لا يفهم الآخر، وغير قادر على استيعابه.
وهذا الكلام على الرغم من صحته في جانب كبير منه، إلا أنه يشكل عقبة وهمية أمام الطرفين، تمنعهما من الاستمتاع بحياتهما، واستيعاب كليهما للآخر، وعلى افتراض أنها عقبة حقيقية، فيسهل إذابتها وتفتيتها بقليل من الوعي والنضج، ودون كبير مجهود أو قلق أو ألم، ولا أبتعد كثيرًا إن قلت: إنه يمكن تحويل هذه العقبة إلى قاعدة جيدة للانطلاق إلى حياة أكثر تناغمًا وانسجامًا وتوادًا وتكاملاً. فكيف ذلك؟
قال تعالى: (وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى)سورة آل عمران: من الآية 36.
فما الذي تعنيه الآية؟ إنها تعني أن طبائع الرجال مختلفة عن طبائع النساء، وهذه حقيقة لا يماري فيها أحد، ولكن البعض رغم يقينه بها يتجاهلونها أو يتغافلون عنها في علاقاتهم بزوجاتهم، فيتعاملون مع زوجاتهم دون مراعاة لهذه الحقيقة (التي لو روعيت لنَعِم كلٌّ منهما بتمايزه الفطري عن الآخر)، أعني لا يراعون مظاهر أو نواتج أو تطبيقات هذه الحقيقة، والتي تتضح في أمور.

القاهرة ـ لها أون لاين
أكدت الباحثة المتخصصة في الشؤون الأسرية والعلاقات الزوجية الدكتورة هبة قطب أن الاهتمام بالاحتياجات النفسية، والحرص على  تحقيق الدفء الأسري، يجب أن يكون رأس أولويات رب الأسرة تماما، كحرصه على تأمين الحاجات الأساسية من غذاء وكساء.
وأشارت أن الاستقرار الأسري من الاحتياجات الضرورية للأبناء، وأن علاقة الأم والأب مع بعضهما البعض داخل وخارج المنزل، تشكل حاضر ومستقبل الأطفال، بل وتحدد نوعية اختيارهم لشريك الحياة، والأكثر من ذلك مدي نجاح أو فشل حياتهم الزوجية فيما بعد.

JoomShaper