الاتحاد
علينا أن ندرك أن تربية الأبناء في هذا العصر أصبحت عملية صعبة ومعقدة، حيث يرى كثير من رجال الفكر التربوي وغيرهم بأنها علم وفن، فهي بلا شك تتطلب الكثير من الجهد والعلم والمعرفة والإدراك والإحاطة والحكمة والصبر. فتربية الأبناء قبل عشر سنوات ربما كانت أسهل بكثير من تربيتهم اليوم، وذلك نتيجة لصعوبة الحياة وتعقيداتها وتأثير متغيرات كثيرة فرضتها معطيات العصر وتحدياته.
فأحياناً يستفز الطالب المدرسين، ويتذمر من المدرسة والمدرسين، وتتسم سلوكياته باللامبالاة بالدراسة أوبالآخرين ...الخ ، ومع ذلك، فإن ثمة سلوكًا وتصرفات، غالبًا ما تكون متوقعة لدى كثير من الأطفال، حيث يكون لديه الميل نحو التمرد أوعدم الانصياع للأوامر أو النظام. لهذا فمن الصعوبة بمكان استمرار الابن بنفس الوتيرة والطباع التي كان عليها في الأسرة دون التأثر والاستجابة للمتغيرات التي طرأت على حياته، سواءً الفسيولوجية منها أو العقلية، أو الاجتماعية ..الخ، الناتجة عن انتقاله إلى البيئة المدرسي كأهم وأخطر محطات حياته، حيث تتشكل ملامح شخصيته، وتتبلور فيها جوانب عقليته.

سعد العثمان 
من خلال الدِّراسات التي أجراها علماء التَّربية، وعلم النَّفس، للأوضاع الأسريَّة في مختلف البلدان، قد وجدوا أنَّ هناك اختلافات كبيرة، بين الأوضاع الاجتماعيَّة لهذه الأسر، تتحكَّم فيها الظُّروف التي تعيش فيها كلُّ أسرة، والعلاقات السَّائدة بين أفرادها، وبشكل خاصٍّ بين الوالدين، وأنَّ هذه الاختلافات، والعلاقات، تلعب دوراً خطيراً في تربية الأطفال، وتنشئتهم، فهناك أنواع مختلفة من الأسر، وتبعاً لذلك نستطيع أن نحدِّدَها بما هو آت:
1 ـ الأسر التي يسودها الانسجام التَّام، والاحترام المتبادل بين الوالدين، وسائر الأبناء، ولا يعانون من أيَّة مشكلات سلوكيَّة، بين أعضائها الذين يشتركون جميعاً، في القيم السَّامية التي تحافظ على بناء، وتماسك الأسرة، وتستطيع هذه الأسر تذليل جميع المشاكل، والصُّعوبات، والتَّوترات الدَّاخلية التي تجابههم، بالحكمة والتَّعقل، وبالمحبَّة والتَّعاطف، والاحترام العميق لمشاعر الجميع صغاراً وكباراً.

الكذب الهدام:
هذه قصة واقعية يرويها أحد الأبناء ويشكو من التعامل السائد بين والده ووالدته، ففي إحدى المرات رأت الزوجة زوجها بأنه ذاهب ولابس أجمل الثياب، فسألته عن وجهته، فأخبرها أنه ذاهب لمقابلة خاصة بعمله، وفي الحقيقة كان الزوج ذاهب لحفل زفاف أحد أصدقائه، وقد علمت الزوجة بعد ذلك عن طريق الصدفة، وعرفت أن زوجها كان يكذب عليها في ذلك الوقت.
إن الصدق هو عماد العلاقة الزوجية، وأما الكذب فهو الطريق إلى انعدام الثقة بين الزوجين، وزرع بذور الشك بينهما حتى يصبح الشيطان هو من يدير أمر الأسرة.
أخي الزوج، أختي الزوجة:
لا داعي لمزيد من الجهد، من أجل تبرير الخطأ وتفسيره لشريك الحياة، لأن هذا يمنع من تعلُّم أسباب الوقوع في الخطأ، لأن الطاقة الزوج أو الزوجة موجهة بكاملها لتبرير الخطأ لا علاجه.

خدمة الزوجة لبيتها.. واجب أم تطوّع؟!
نضال العبادي
كان عنوان لقائي السابق معكم هو: “إنما الطاعة بالمعروف”، وقد نشر في العدد الذهبي (100)، وعرفنا فيه بالأدلة الشرعية الثابتة؛ أن الزوجة ليست أَمَةً ولا جاريةً ولا مِلْكَ يمين، وأن الطاعة الزوجية ليست طاعةً مطلقةً ولا متعسفةً ولا طالبةً للمستحيلات ولا المعجزات، وإنما هي طاعةٌ مُقَنّنةٌ مُنَظّمَةٌ مُنْضَبِطَةٌ مُقَيّدَةٌ مُحَدّدَةٌ: بطاعة الله ورسوله، وفي غير معصية، وبالمعروف الذي تعارف عليه المسلمون مما لا يتعارض مع الشريعة الغرّاء، وبقوانين الأسرة الشرعية المرعية، وضمن إمكان قدرة الزوجة واستطاعتها، وأنها طاعة للزوج وحده دون غيره من أهله.
أما مقالي هذا فتسلسله الخامس والعشرون في سلسلة الأسرة والزواج، وهو سادس مقالات “الطاعة الزوجية… أمان وإيمان”، وسأتناول فيه وفي المقال الذي يليه بإذن الله تعالى موضوعاً حيويّاً هو “خدمة الزوجة لبيت الزوجية”، لنرى هل هذه الخدمة داخلة في الطاعة الزوجية أو غير داخلة، وسأجيب فيه على أسئلة متعددة، منها:

الدستور- نسرين الحموري
الأسرة، هي مؤسسة اجتماعية تنشأ من الاتفاق المتبادل بين الرجل والمرأة لعقد اقتران بينهما،يحمل بين سطوره عدة شروط يظنها البعض كفيلة بأن تجعل الحياة الزوجية مستقرة وسعيدة.. لكن في حقيقة الأمر إن هذا الاقتران يخفي وراء تلك السطور أمورا في بالغ الأهمية.هذا ما يستدعي لأن تكون تلك الأمور هي الأساس الأول والأخير لنجاح الحياة الزوجية.
وهي اللبنة الأساسية التي بقوامها يقوم المجتمع..لكن هذا القوام ليس المقصود به هو فقط حدوث الزواج وإنجاب الأطفال وتكوين ما يبدو في ظاهره على أنه أسرة..فالأسرة الحقيقية هي ذلك المأوى الدافئ الذي يحتضن بين أكناف حنانه كل تعابير الأمن والحب والسكينة..والذي يفرش أرضه بأسمى صور الهدوء والطمأنينة والولاء..

JoomShaper