اسرة البلاغ    
في مرحلة الطفولة قد يتمنّى ابن الطبيب أن يكون طبيباً، وابن المهندس أن يصبح مهندساً وابنة المعلّمة مثل أمّها، لكنّ أمنيات الطفولة ليست بالضرورة مشاريع للمستقبل، فقد تتبخر مع تقدّم العمر، فما أن يصل الفتى أو الفتاة إلى سنّ البلوغ حتى يستشعر بشخصيّته المستقلّة التي تبحث عمّا يجعل منها كائناً اجتماعياً ذا وجود نافع بذاته.
إنّ الشباب أو الشابة ينتقلان في هذه المرحلة من "الشخص" إلى "الشخصية" باحثين عن السّبل التي تمنح شخصهما امتيازات جديدة كأن يكونا شخصية أدبية أو علمية أو ثقافية أو اجتماعية أو قيادية أو فنّية وما إلى ذلك، ففي هذه المرحلة لا يكتفي الشبّان والشابّات بالموقع الاجتماعي العادي الذي ربّما تكون الظروف العائلية أو المحلية أو المعيشية قد صنعته ضمن قالبها الخاص..
إنّ الشاب (فتى كان أم فتاة) ينزع إلى أن يكون في الموقع الأنسب الذي يختاره بنفسه ويصنعه بيديه، وهذا طموح مشروع يحقّ لكل شاب أو شابّة أن يتطلّعا إليه، وأن يعملا من أجل الوصول إليه.
فمن الخطأ اعتبار موقعنا الاجتماعي قدراً مقدوراً، بمعنى أنّه يتعذّر علينا تغييره، وكأنّه بناء أثري يصعب هدمه، أو شجرة معمّرة لا يمكن اقتلاعها، ذلك أنّ مستقبلنا بأيدينا، ولعلّ الكثيرين ممّن بقوا يراوحون في مواقعهم لم يبذلوا الجهود المطلوبة للخلاص من هذا الواقع أو ذاك الموقع، وإلا فلو نظرنا حولنا لرأينا كيف أصبح ابن العامل طبيباً وابن الموظّف البسيط محامياً، وابن البقّال مهندساً شهيراً، وربّما ابن الأمِّيّ كاتباً معروفاً وهكذا.

أحمد شعبان الشلقامي :
العولمة كما يرى البعض مرحلة من مراحل تطور العالم، حيث وسائل جديدة خارج ما كان مألوفًا، لما وفرته من أدوات تعتمد على التكنولوجيا أسهمت في تحرير حركة البشر والأشياء دون الاهتمام بالقيود الحدودية الجغرافية أو حتى الثقافية أو الأخلاقية الاجتماعية.
والفكرة الرئيسية لتعريف العولمة تشير إلى تعميم انتشار وتطبيق شيء معين حتى يصل إلى مستوى العالمية، فالعولمة طالت كل شيء.. الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة والرياضة، حتى الوسائل الحياتية المتعلقة بعادات يومية، والأخطر أن التأثير الذي أوجدته على المستويات السابقة ربما كان- في غالبه- تأثيرًا قسريًّا مفروضًا، نظرا لما يعانيه العالم من تقسيم إلى قسمين: قسم مسيطر قادر على التأثير، وقسم آخر ضعيف متدهور قابل للتأثر رغم وجود أجزاء مقاومة، ولأن ما فرضته العولمة يختلف تمامًا مع قيم وعادات وسلوكات المجتمعات غير الغربية، فقد نجد البعض يتحدث عن ما يسمي بضرورة الاهتمام بـ"التربية الروحية" التي من شأنها الاهتمام بأخلاقيات الناس المهددة، ليس فقط بالمهددات التقليدية للأخلاق، بل بمهددات غير تقليدية ومتطورة أطلق عليها "ديانة السوق" والتي باتت تغزو كل بقعة من بقاع الأرض.
فالماديةهي نموذج للقيم التي خلفتها العولمة حيث الإعلاء من الروح المادية مع عدم الاعتراف بالقيم.

منال عبد الكريم
هكذا تحدث عنهن النبي (صلي الله عليه وسلم)، فقال: "لاتكرهوا البنات فإنهن المؤنسات الغاليات"رواه أحمد وغيره وصححه الألباني.  بكل هذا الكم من المشاعر الفياضة أحب (صلي الله عليه وسلم) بناته وأغدق عليهن من عطفه وحنانه فصرن له البنت والأم والصديقة، ولقبت فاطمة الزهراء رضي الله عنها بأم أبيها، وكأنه يلفت انتباهنا ويرسل بأذهاننا إلي رحلة عبر الزمن، نستشرف فيها عمرنا حين يبلغ أرذله، فنضعف من بعد قوة، ونفرغ من بعد شغل، ونعيش الوحدة من بعد العلاقات الكثيرة الممتدة حين نجد أنفسنا وقد انشغل من حولنا بحياتهم وشؤونهم، وبقينا نحن كل في بيته بعد أن كبر الصغار وانفض العمل، حينها نجد هؤلاء المؤنسات الغاليات حولنا يؤنسن الوحدة، ويشغلن الفراغ، ويتفقدن الوالدين بكل مايحملنه من مشاعر متدفقة وحنو أثير.
وهذا لا يقلل من شأن الأبناء الذكور، لكن هذه هي سنة الله في خلقه؛ فقد جبلت الأنثى وخلقت علي المشاعر الفياضة والقلب الحاني، وتربت بفطرتها علي الالتصاق بوالديها وحب المكث في المنزل. قد تترقي في درجات العلم وتلمع في آفاق العمل، لكنها دائماً ما تحن إلي والديها مهما تباعدت بها شواغل الحياة. فطرتها التي جبلت عليها وطبعها الذي خلقت عليه، أما الذكر فمع كل بره واهتمامه بوالديه، يظل طبعه وفطرته هي الغالبة، فينشغل بعمله وإنجازاته العلمية ومسؤولياته الحياتية.

الوعي الشبابي
قاد التفكير في تفسير كلمة "حلال" شابة أسترالية إلى اعتناق الدين الإسلامي على يد مبتعث سعودي بجامعة ECU في غرب أستراليا  وزميله الباكستاني.
الشابة "ساكيرايا" سابقًا و"حليمة "حاليًا، تبلغ من العمر 22 عامًا، كانت قد اعتادت شراء وجبة الإفطار من مطعم بالجامعة يضم أطعمة حلالاً لارتفاع نسبة الطلبة المسلمين بالجامعة الراغبين في شراء الطعام الحلال.
أوضحت أن كلمة "حلال" تكررت على مسامعها من خلال بعض الطلبة المسلمين حين طلب وجباتهم للعاملين بالمطعم؛ الأمر الذي أصرت معه على معرفة معنى الكلمة، وصادف طلب المبتعث السعودي لوجبة الإفطار وزميله الباكستاني، حيث أكدا على كلمة حلال، وحينها طلبت حليمة من الشابين شرح كلمة "حلال".
وقد نصحها المبتعث السعودي بزيارة بعض المواقع المختصة بشرح مفصل عن الدين الإسلامي وبتوافر ترجمة لأكثر من لغة، ومن ضمنها اللغة الإنجليزية.
وأوضحت حليمة أنها عادت لمنزلها، وتصفحت عدة مواقع إسلامية، وكانت تقوم بذلك في الخفاء بعيدًا عن ناظري والديها.
وأضافت أنها كانت تمر بنوبات بكاء متأثرة بما تقرؤه عن الدين الإسلامي؛ الأمر الذي يجعل حالتها النفسية أفضل، وبعد ذلك أصرت مجددًا لقاء المبتعث السعودي وزميله الباكستاني مرة أخرى، وطلبت منهما طريقة الدخول في الدين الإسلامي، حيث تم تلقينها الشهادة في عيد الفطر الماضي بحضور بعض الدعاة في الولاية.

مصطفى كريم
هناك مثل شهير يقول: (أصابع اليد الواحدة لا تشبه بعضها البعض)، وكذلك فكل واحد من البشر له من المبادئ والقيم ما يختلف عن الشخص الآخر، وبالتالي إدراكه للأمور وطريقة نظره إليها تختلف اختلافًا كبيرًا عن الشخص الآخر.
مبدأ بدهي:
إن هذا المبدأ يستمد هذه القوة في التأثير، وهذه الأهمية من شدة بديهيته، فأول شيء بديهي يخطر ببالك إذا أردت أن تتعامل مع أي شخص في العالم؛ أن تتعامل معه بلغته، فإذا قابلت شخصًا إنجليزيًّا لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية؛ ستتعامل معه باللغة الإنجليزية، ولو حدثته بكل مفردات اللغة العربية ما فهمها، ولو صغت له كلمات بليغة ما تذوقها، فكيف تتعامل مع الآخرين بوجهة نظرك؟
حتى مع الأطفال الصغار الذين لا يعرفون اللغات بعد؛ ستجد نفسك تتعامل معهم باللغة التي يفهمونها، وستفاجأ بأنك تفعل أمامهم الكثير من الحركات الطفولية، والأصوات البهلوانية؛ حتى يفهموك ويضحكوا منك.

JoomShaper