غزة  - الرسالة نت
يعتقد أكثر الآباء بأن طفلهم هو الأذكى، والأكثر سحرا، والأسرع تعلّما في الحي بأكمله. ففي مجتمع اليوم، هناك الكثير من الضغوط على الآباء ليكون لديه أطفال متفوقون، حتى أن العديد من هؤلاء الآباء يستثمرون مبالغ هائلة من المال في التعلّيم المبكّر والأدوات التربوية. على أية حال, النبوغ هو صفة فطرية تولد مع الطفل، فلا المال ولا الترتيبات الخاصة ستجعل طفلك نابغة ما لم يكن هو كذلك بالفعل.

الخصائص المميزة للنوابغ
• لاحظ إذا كان للطفل منطق خاص به. على سبيل المثال، قم بإعطاء الطفل عدة طرق وإرشادات لشيء معين، وراقبه كيف يتصرف.
• استمع إلى خطاب الطفل. هل قال كلماته الأولى في عمر مبكّر؟ هل بدأ الكلام بجمل كاملة قبل نظارئه؟ هل كانت لديه مفردات متقدّمة بالنسبة لعمره؟
• اسأل نفسك سواء كان طفلك يحب القراءة أم لا. الأطفال الذين يبدؤون بالقراءة باستقلالية في عمر مبكّر أو الذين يستمتعون بالاستماع إلى القراءة لفترات طويلة قد يكونون نوابغ بالفعل.
• راقّب مؤشرات تعلم وحفظ المعلومات بسرعة وبسهولة. المتعلّمون السريعون يتمتعون بذاكرة جيدة.

مالك فيصل الدندشي
"هم ثمار قلوبنا، وعماد ظهورنا، ونحن لهم أرض ذليلة، وسماء ظليلة، فإن طلبوا، فأعطهم، وإن غضبوا، فأرضهم، فإنهم يمنحونك ودهم، ويحبونك جهدهم، ولا تكن عليهم ثقيلا، فيملوك، ويتمنوا وفاتك"  الأحنف بن قيس. 
الطفل عالم عجيب، ومخطئ من يعتقد أنه لا يفهم، وإنما إدراكه للأمور يكون بشكل مجمل، وللأسف الشديد أن بعض مربي الأطفال والفتيان واليافعين يتعاملون معهم على أنهم غُفْلٌ أو على جهل شبه تام؛ لذلك ينعكس هذا الفهم الخاطئ على تربية الأبناء في المدارس والبيوت؛ ونتيجة لهذا الفهم الخاطئ تقدم للأولاد مناهج وأساليب – ولا سيما في السنوات المبكرة - لا تنفعهم ولا تصنع منهم مهرة في أي شيء. أو بررة مع غيرهم!
ومن القضايا والإشكاليات التي أوقع فيها المربون في البيوت أبناءهم – وكانت نتيجة للتصور الخاطئ عن عالم الطفولة والفتوة و و و و هو تسليم تربية أبنائهم إلى الخادمات والسائقين ولمن هب ودب! غير عابئين بما سيؤثر على نفوسهم وشخصياتهم.
وفي هذا المقال سأتناول قضية إشباع الطفل عاطفيا، الذي يجعل منه إنسانا سويا مطمئنا هادئا مستقرا مرتاحا، يحس بالأمن، والذي يصنع منه شخصية متوازنة قانعة محبة للآخرين، قادرة على التكيف مع الحياة مبدعة لا تشعر بالاغتراب الاجتماعي.

رانية طه الودية
تشتكي الكثير من الأسر من سلوكيات بعض أطفالها، وتنحصر معظم شكواهم في عبارة طفلي عنيد ماذا أفعل؟
لو سلطنا الضوء على معنى العناد، فسنعرفه بأنه الرفض السلبي المستمر سواء كان لمواقف أو لأمر أو فعل، وقد يصل إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة.
وبالملاحظة نجد أنه من أكثر المشكلات السلوكية شيوعا, ولن نبالغ إذا قلنا أنه على رأس الهرم في مشكلات الأسر مع أبنائها.
ومن المهم معرفة أن العناد لا يولد مع الطفل كما يعتقد كثير من الأمهات؛ إنما يتشكل بشكل طبيعي في كل الأطفال في بداية العام الثاني والثالث, وعند المراهقين في بداية مرحلة البلوغ, وما عدا هذين الموسمين لا يعد طبيعيا؛ لأنه امتداد من عناد الطفولة الذي تشكل أصلا عند بدء شعور الطفل بذاته واستقلاليته عن أمه، فامتد بسبب أسلوبنا في التعامل معه في تلك المرحلة.
فالعناد لا يقابل بالعناد إطلاقا؛ لأن ذلك يزيده, بل يقابل بالاحتواء، والحوار، والإقناع.

وسائل الترفيه الشعبية تكسب الصغار مهارات التواصل الاجتماعي
القريات: منى العبدلي 
يشكو الآباء حالة الانطواء التي تصيب الأطفال خلال ممارستهم الألعاب الإلكترونية، خاصة مع ظهور أجهزة خاصة بالألعاب مثل الآي بود، وظهور ألعاب متعددة على أجهزة الاتصالات مثل البلاك بيري والآي فون، حيث يعزل الأطفال أنفسهم أوقاتا طويلة، مستغرقين في هذه الألعاب الجامدة التي تأخذ منهم طفولتهم، في الوقت نفسه حذر اختصاصيون من الأضرار النفسية التي يمكن أن تصيب الطفل بسبب هذه الألعاب، ونصحوا الآباء باختيار الألعاب الجماعية التي تعتمد على الحركة والمشاركة والتفاعل، والتي تنمي القدرات.
تعبر الجدة أم فايز عن خوفها على أحفادها من الانطواء جراء قضاء وقت ليس بالهين مع الألعاب الإلكترونية الحديثة، تقول "أحفادي يمارسون الألعاب الإلكترونية طوال الوقت، فكل منهم يمسك بيده جهازا إلكترونيا، ويلعب مع نفسه، فتارة يبتسم، وأخرى يضرب بيديه على رأسه، وأحيانا يقضم أظافره، ومرات يتحدث إلى نفسه، ويفتح عينيه بقوة ثم يغمضهما، وكأنه أصيب بضرب من الجنون".

تتراجع كوابيس الطفل مع تقدمه في السن، الا أنها ستظل تدمغ حياته خلال السنتين أو الثلاث المقبلة، ثمّ تعود عند حوالي العاشرة من العمر، والكوابيس أسلوب يستخدمه الطفل للتعبير عن مخاوفه وصراعاته الداخلية، وللتخلص منها في الوقت عينه، انها إذن جزء من عملية التطور الطبيعي لنفسية الطفل، ولا تعتبر الكوابيس مقلقة الا حين تتكرر بكثرة، وتولد رعباً حقيقياً للطفل في الليل.
يتوقف التصرف السليم لمواجهة الأمر على قليل من الحكمة، ومما يُنصح به في هذه الحالة: نأتي إلى الطفل في حال حدوث الفزع الذي ينتابه، ونقوده بلطف إلى مكان نومه إذا كان قد تركه، ثمّ نعطيه كأساً من الماء، نضيئ مصباح الغرفة، نبقى معه إلى أن ينام مجدداً، وفي اليوم التالي نقوم بسؤاله عن السبب في إرعابه، وهل يتذكر شيئاً مما رأى في نومه، ورواية الطفل لرؤياه الذي رآه تريحه نفسياً، وهي تقدم لما مؤشرات على بعض الأمور التي تقلقه وتشغل باله.

JoomShaper