* فاطمة عمر
قد تتحوّل أنانية الطفل، في بعض الحالات، إلى مشكلة تعجز محاولات الأهل في الحدّ منها، لتتّخذ مع تقدّمه في السن أبعاداً أكثر عمقاً. ما هي الأسباب المسؤولة عن أنانية الطفل؟ وكيف يمكن الحدّ منها؟ تُجيب عن هذين السؤالين الإختصاصية في علم النفس والتقويم التربوي ناهد السعيد.
الطفل الأناني امرؤ خائف يشعر بالضعف، ولا تعدو الأشياء التي يستميت من أجل الإحتفاظ بها سوى كونها أدوات تمنحه القوّة والثقة. ويُخشى ألا يثق بنفسه ويصبح بخيلاً ولا يقبل على العطاء أو يعرف التضحية عندما يكبر، علماً أن علاقاته الإجتماعية تضيق حتى حدود هامشية لأنّه يركّز على ذاته، ما يبعد الآخرين.
- مراحل عمرية:
ورغم أنّ الأنانية وحب الذات هي من الغرائز الفطرية التي تولد مع الطفل، إلا أنها تمرّ بمراحل تطور قبل أن يتم التخلّص منها، فمنذ اللحظة الأولى من ولادته وحتى سن العام ونصف العام، يعتقد الصغير أنّه يمتلك كل شيء من حوله. ولكن في عامه الثاني، وحين يتمّ تدريبه على العطاء، يمكن أن يتنازل عن بعض ممتلكاته لأبويه ومع عامه الثالث يمكن أن يتنازل لإخوته، ليسمح في عامه الرابع لأقرانه أن يشاركوه في ألعابه وممتلكاته.

- محمد صفوت
من اهم واجبات الآباء والامهات تجاه ابنائهم ضمان نشأة الطفل نشأة صحية سليمة ولا نعني الصحة البدنية فقط وانما النفسية ايضاً.
ان البيئة المستقرة والجو المريح والمعاملة الحسنة من اهم العوامل التي تضمن للطفل استقراراً نفسياً يشجعه على النمو الصحيح بعيداً عن المتاعب والتوترات, ومن الطبيعي ان يكون لذلك مردوده الايجابي بالنسبة للطفل عندما يكبر ويدخل مرحلتي المراهقة والنضج.
وفي هذه الحالة نجده متزناً خالياً من العقد يعامل الناس معاملة حسنة مثلما كانت المعاملة وهو صغير, كما نجده اقرب الى الانشراح والمرح وابعد عن الاكتئاب والترح.
هذه الراحة النفسية وذلك التوازن الشعوري ضروريان لنمو الطفل في بيئة صحية, ومن واجب الوالدين الاهتمام بهذا الجانب اهتماماً خاصاً, كما ان عليهما مراقبة الطفل للتأكد من انه في حالة نفسية طبيعية بعيداً عن الاكتئاب والضغوط النفسية.

*هبة لوزة
"أنا طفل لكن لي حقوق.. ومن حقي ان تستمعوا إلي"هذه العبارة يمكن ان ترد في اذهان بعض الأطفال‏ لكن كم طفلا بالفعل يسمح له والداه بإبداء الرأي في المسائل الأسرية التي تخصه.
وكم طفل يسمح له بالمشاركة بالرأي في المناهج الدراسية التي يتلقاها أو البرامج التي توجه له..؟ نعم هناك عدد لا بأس به من الأسر المثقفة التي تسمح للأبناء بمناقشتهم والتعبير عن آرائهم بحرية, ولكن في مقابلها هناك عدد اكبر من الأسر التي ترفض هذا المبدأ تماما وتعتبره تدخلا في شئونها الخاصة، مما يجعل هذه المشكلة حالة مجتمعية شبه عالمية لأنه اذا كان الطفل العربي قد حصل اليوم علي معظم حقوقه الأساسية من حيث الحق في ان يكون له شهادة ميلاد والحق في الرعاية الصحية والتعليم; فإن حق المشاركة بالرأي والاستماع اليه مازال غير مفعل بالنسبة لنسبة كبيرة من الأطفال, خاصة الفئات الأقل حظا والفتيات.

يعرّف الإبداع بأنه مزيج من الخيال العلمي المرن، لتطوير فكرة قديمة، أو لإيجاد فكرة جديدة، مهما كانت الفكرة صغيرة، ينتج عنها إنتاج متميز غير مألوف، يمكن تطبيقه واستعماله.وتعتبر السنوات المبكرة في حياة الطفل هي الأكثر حرجاً، ففيها تبدأ عملية تشكيل المراحل الأساسية للجهاز النفسي، وتتضح عناصر التفكير وتكتسب الشخصية قوامها وانسجامها، وتلعب الأسرة والمدرسة والبيئة دوراً كبيراً في تشكيل شخصيته وتفكيره الابداعي عن طريق التعرف على ما يمتلك من قدرات وتوظيفها مستقبلاً في أعمال وأفكار ابداعية. وإن عملية التعرف على إبداعات الأطفال من قبل الشعوب المختلفة ومن قبل الآباء والأمهات والمدرسة، يلعب دوراً مصيرياً في تنمية قدرات الطفل الإبداعية على النحو الذي يجعلها نقاط انطلاق لبناء شخصيته القادرة على إبداع الحياة في صورها المتطورة بشكل دائم.

البيئة والوراثة

أثبتت الدراسات أن العوامل البيئية تلعب دوراً أهم بكثير من العوامل الوراثية في تكوين الطفل المبدع .. فليس المطلوب أن يكون الطفل عبقرياً حتى يكون مبدعاً .. فالإبداع ليس موهبة محصورة في نخبة من الناس ، بل هي موجودة بصورة كامنة عند كل الأفراد لذلك بمقدورنا التأثير في أطفالنا، ونستطيع أن نصل بهم إلى مستوى إبداعي مناسب. ولكي يكون الطفل مبدعاً يكفي أن يتمتع بقدر من الذكاء، ومعنى ذلك أن الإبداع لا يعتمد علي الذكاء وحده بل يعتمد علي الكثير من العادات الذهنية والسمات التي تلعب الأسرة والمدرسة دوراً أساسياً في تكوينها. 

* د. بكري اليمني
يعرّف الدكتور بكري اليمني الذكاء بـ"القدرة على التعلّم وإكتساب المعرفة أو الخبرة الجديدة أو التكيّف مع البيئة أو أيّة أنماط سلوكيّة أخرى تدلّ على قدرة الفرد على التوافق مع معطيات جديدة والتطوّر والتغيّر مع تبدّل هذه المعطيات". ويقول: "يمكن فهم الذكاء في إطار عملية التفكير والمحاكاة العقلية وعلاج الموضوعات والمشكلات بصورة مناسبة. وكذلك في القدرة على الإدراك المجرّد للعلاقات والمتعلّقات".
ويترتّب على الأُم مسؤولية كبيرة في تنمية ذكاء طفلها، تبدأ منذ اليوم الأوّل لولادته، من خلال إرضاعه في أركان مختلفة من البيت ما ينمّي حواسه المختلفة ويعزّز ملاحظته ويحثّه على إدراك الأنواع المختلفة من الأشكال، كما التحدّث إليه في مراحله العمرية الأولى. ولاسيّما في الثانية والثالثة.
وللتربية دور فعّال في تحقيق توازن الصغير النفسي، خصوصاً حين يستشعر الحب من أبويه حتى في حالات العقاب. فالتشجيع الدائم له عندما ينجز الأفعال الإيجابية وإحتضانه والتصفيق له والإهتمام به يرفع من درجة ذكائه ويزيد من مهارات الذاكرة لديه. وفي هذا المجال، يمكن تشبيه الحنان بـ"مستودع ذكاء الطفل".

JoomShaper