علاء الدين عرنوس-دمشق

ما إن يهدأ القصف على حي جوبر الدمشقي، حتى يسرع الناشط أبو غسان إلى المواقع المدمرة، ليس للبحث عن ضحايا، بل لحمايتها من "المعشبين" القادمين من بلدات ريف دمشق إلى الحي.

و"المعشب" مصطلح يطلقه السوريون على من يجمع الأثاث والأدوات المنزلية من تحت أنقاض المباني المدمرة بقصد الانتفاع بها، سواء ببيعها أو مبادلتها أو استخدامها.

ويرى الناشط أبو غسان الذي تطوع لحماية المباني المتضررة من العبث والسرقة أن "التعشيب" بات مهنة ومصدر رزق لعشرات السوريين داخل مناطق ريف دمشق المحاصر.

حلب ــ لبنى سالم

"لا حياة في هذه الحديقة. الأطفال لا يأتون إليها. بائعو الحلوى أيضاً. لم يعد العشاق يقصدونها للقاء بعضهم البعض. سكونها قاتل. لا يجلس أحد على مقاعدها الخشبية بعدما غدا من اعتادوا المجيء إليها تحت التراب". هكذا تصف حنان فضل الله حديقة المعري الواقعة في حيها في مدينة حلب، بعدما تحولت إلى إحدى أكبر المدافن في المدينة.

في السياق، يقول جورج عيدو إن "الحديقة تضم نحو 600 قبر، وقد بدأ الدفن فيها منذ نحو سنتين"، لافتاً إلى أن "الناس في أمسّ الحاجة إلى حدائق. لكنها باتت مهجورة اليوم، لا يرتادها إلا من أراد زيارة قبر أحدهم".

من جهته، يشيرُ المهندس المدني عثمان الأخرس إلى أن "معظم الحدائق في حلب تحولت إلى مدافن. حتى أن البلدية وافقت على تحويل بعضها إلى مقابر نظامية مؤقتة، على غرار حدائق المعري والخالدية وحلب الجديدة. وتبلغ كلفة القبر فيها نحو 50 ألف ليرة". يضيف أن الناس يضطرون إلى الدفن في حدائق أخرى أو المساحات الخضراء المهملة بين الأحياء، إذ لا تتجاوز كلفة القبر عشرة آلاف ليرة سورية. أيضاً، يلفت إلى أن "إحدى المقابر المسيحية القديمة في المدينة باتت مقبرة مشتركة، وتم تخصيص جزء منها لدفن المسلمين". 

سلافة جبور-دمشق

يستقبل طلاب العاصمة السورية دمشق الفصل الدراسي الثاني وسط استياء من واقع تعليمي يتراجع يوما بعد يوم، وفجوة آخذة في الاتساع بشكل كبير بين المدارس الحكومية والخاصة.

فمع تدفق مئات آلاف اللاجئين من مختلف المحافظات والمدن إلى أحياء العاصمة التي لا تزال آمنة ولم تصلها نيران المعارك المحتدمة، اكتظت مدارس دمشق بالطلاب، حيث تشير إحصائيات وزارة التربية السورية إلى استقبال أكثر من ثلاثة وأربعين ألف طالب من خارج العاصمة خلال العام الدراسي الحالي.

وبعد خروج أكثر من مائة مدرسة في دمشق عن الخدمة إما نتيجة الدمار وإما بسبب تحولها لمراكز إيواء، حسب إحصائيات وزارة التربية، لم تجد الكثير من المدارس الحكومية بدا من الرضوخ لواقع الكثافة الطلابية الكبيرة المفروض عليها، وذلك عبر حلول انعكست سلبا على المستوى التعليمي المقدّم للطلاب.

إياد الحمصي-حمص

"الحياة داخل مراكز الإيواء تضطر الإنسان لبيع حذائه وليس فقط ما يحصل عليه من مساعدات" تقول أم علي المسؤولة عن إعالة سبعة أطفال بعد وفاة زوجها في حي الخالدية.

وقد دفع تدهور الوضع المعيشي في حمص، وندرة الحصول على فرص العمل الأهالي، لبيع المساعدات الإغاثية والغذائية التي يحصلون عليها من المنظمات والجمعيات الأهلية والدولية.

وكانت أم علي نزحت مؤخرا إلى مركز إيواء شفيق العبسي في حي الإنشاءات. وتضيف للجزيرة نت أنها كانت تبيع الجيران ما يزيد على حاجتها وأطفالها من المواد التي تحصل عليها شهريا من الهلال الأحمر.

ووفق أم علي، فإن أغلب سكان المركز يقومون ببيع ما يحصلون عليه من مساعدات غذائية ويستغلون ثمنها لشراء الخضار ومواد أخرى لطبخها، فالأطفال لا يمكنهم إدراك الظروف القاسية ولن يستطيعوا تناول الأرز والعدس كل يوم.

لندن: «الشرق الأوسط أونلاين»

مع تفاقم الاضطرابات الأمنية في سوريا والعراق، تسوء أحوال اللاجئين الذين اضطروا لإخلاء منازلهم هربا من مخاوف من أهمها تطرف «داعش». ويتوجه المشاهير الأجانب جراء ذلك لمناشدة حكوماتهم والمجتمع الدولي لمساندة المهجرين. إذ صرحت الممثلة والمخرجة الأميركية أنجلينا جولي بأن الأسرة الدولية لا تؤدي واجبها في حماية المدنيين المتأثرين من النزاع في العراق وسوريا، وذلك خلال زيارة إلى شمال العراق أمس. وقامت جولي وهي سفيرة النيات الحسنة لدى مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين بزيارة إلى مخيم للاجئين السوريين والنازحين العراقيين بالقرب من دهوك في كردستان العراق.

JoomShaper