قد يأتي إليك طفلك الصغير ويروي لك قصة كاملة لم تحدث في أرض الواقع..
بل هي من خياله البحت ولكنه في أحيان أخرى أيضاً يروي لك أحداثاً
قد تعتبرها كذباً كأن يشي بإخوته أو أقرانه في المدرسة كذباً..
فكيف يمكن لك أنتفرق بين الخيال والكذب في حديث ابنك؟

لوسي عيسى
إن الطفل يتعامل مع مُحيطه في السنين الأولى بناءً على غريزته وإشباعاً لحاجاته والتي هي أساسية في عملية نموهِ العقلي والنفسي والاجتماعي وتكون قدرةُ الطفل على فك الرموز المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية وخاصة بالمحيط ضمن علاقته بأبويه أو حتى بمعلمه وأصدقائه بآلية الردود الفطرية البدائية, ومن خلال التأثيرات الكاملة للبيئة التي يتم تعلمها عبر سلسلة من المعطيات والتي تبدأ بالاكتساب والتعلم وتنتهي بالإشباع أو أحياناً بالإحباط.
ليس لدى الطفل أدنى شك بأنَ ما يحتاجهٌ لا يؤجل خاصةً إذا كان الأمر متعلق بحاجة فيزيولوجية أو حاجة نفسية كالأمان والحب مثلاً أو اجتماعية كاللعب مع الآخرين بالدرجة الأولى, ومن ثم نسأل أنفسنا إن كنا قد راعينا هذه الآلية التي تشبه (قول الطفل أريد وربما تكون ردة الفعل متمثلة بمسموح أو غير مسموح أو ربما لا يحق لك على حسب ما تصرفه الطفل).

يعاني الكثير من الآباء من مشكلة الخوف التي يواجهونها ويلحظونها على أبنائهم في مراحل العمر المختلفة ، وهنا نبسط بعض الأسباب المؤدية إلى الخوف والعلاج ، بعد أن نوضح مفهوم الخوف..

مشكلة الخوف:

هو حالة شعورية وجدانية يصاحبها انفعال نفسي وبدني تنتاب الطفل عندما يتسبب مؤثر خارجي في إحساسه بالخطر، فالخوف حالة انفعالية طبيعية يشعر بها كل كائن حي،ومن الطبيعي أن يولد الطفل يخاف مثلا من الضوضاء العالية،إلا اذا احتضنتهم الأم في حنان،وبخاصة عندما يكون على غير مقربة من الأم،أما الخوف غير الطبيعي فهو شاذ مبالغ فيه ومتكرر وشبه دائم.

لكي أضمن السلامة النفسية لأي إنسان [وخاصة الأبناء]، لا بد من التعرف على مراحل النمو النفسي الاجتماعي وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة.
ولا يختلف اثنان أن الدور الأول والأساسي للأم هي تربية وتوجيه أحبابها وفلذات أكبادها، فلا يستطيع إنسان أن يكبر وينمو ويصل لمرحلة من السواء في النمو والشخصية إلا إذا كان هناك توجيه صحيح، ولذلك يحتاج الأبناء دائمًا إلى توجيه في مراحل نموهم المختلفة، وهذا التوجيه يختلف باختلاف العمر والجنس.
والأم الناجحة التي نرجوها هي التي تفهم الشخصية التي أمامها، وسيكولوجية المرحلة العمرية التي يمر بها أحبابها، فالأم التي رُزقت بالبنات تختلف طريقتها عن التي رزُقت أولاد، ومن رُزقت النوعان تختلف طريقتها في معاملتها بين الولد وبين البنت وهكذا.

عادل بن سعد الخوفي
سألتني فتاة العشرين :
كيف لي أن أحضن أمي وأبي وإخوتي !؟ كيف أستطيع تقبيلهم ! أريد أن يكون ما بيني وبين والِدَيَّ وإخوتي غيثاً مدراراً ، وابلاً صيبا ، يعمر قلوبنا بالحب والتواصل ، إنني في حاجة إلى هذا التقارب ، أريده واقعاً في أسرتي ، فكيف الوصول إليه ! إن الحياء يمنعني من تحقيقه وإن كنتُ شغوفة به .
أختي يا رعاك الله : قد طلبتِ حقاً مستطاعاً ، فالعاطفة الحانية في الأسرة مدعاة للثقة بالنفس ، واستقرارها لدى الفرد ، فهي بريد النجاح والإبداع لدى أفراد الأسرة كما يقول علماء التربية ، ولا يكون ذلك إلا بإشباع حاجاتهم النفسية ، والفطرية ، والفسيولوجية ، وتأمين متطلبات نموهم ، مع سلامة المقومات الأساسية لمعيشتهم ؛ بحيث يكون أحدهم في حالة استقرار عاطفي ، وتأقلم مع البيئة المحيطة به ، مع التحرر من مشاعر الخوف والغربة والضعف التي قد تنشأ في نفسه لسبب هنا أو هناك . إن أولادنا في حاجة لتوظيف همساتنا ، ونظراتنا ، ولمساتنا، وكلماتنا ، وقبلاتنا ، وابتساماتنا ، وعناقنا ، مع تهيئة أجواء الأسرة بالحب ، والملاطفة ، والألفة الجماعية ، والعلاقة الحميمة بين الأبوين من جهة ، وبينهما مع الأولاد من جهة أخرى ، مع تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم ، واستقلالية شخصيتهم ، لنرسم مسيرتهم الواثقة ، ولنحفظ عاطفتهم المتدفقة ..

JoomShaper