سحر المصري
ذبُلَتْ ورودها.. حاولتْ كثيراً أن تثنيَه عمّا تجده مؤذياً لها دون جدوى.. هو يصرّ أن لا بأس بما يقوم به.. وهي تفور وتغلي من هذا التصرّف الذي بات يؤرّقها.. لم ينفع الحوار الذي كان ينقطع من بدايته إثر عاصفة تجتاحهما معاً كلما فتحا الموضوع.. ليعودا لنقطة الصفر.. فيغضب وتحمرّ عيناها! انقطعت السبل.. فبدأت تخطّ النهاية لزواجٍ يانع أخضر!
وفي سكنٍ آخر.. زوجٌ يحبّ زوجته.. ولكنه يريدها كصورةٍ رسمها في خياله.. فهو في دأبٍ ليغيّر ما لا يرضى فيها.. كلامها.. تصرفاتها.. لباسها.. لا يريد أن يتقبّل أنّ كل ذلك جزء من شخصيتها التي اختارها ولم يرغمه أحد عليها! فبات يقف لها عند كل مفرقٍ ليبثّ الضيق ويسطّر الملاحظات.. حتى ضاقت ذرعاً.. وضاق الفضاء!
صورٌ كثيرة نراها في حكايا واقعية تُؤلم وتُبكي.. إذ في أغلبها يصل الزوجان إلى حائط الطلاق الصامت أو الفِعليّ لتبدأ المعاناة في عوائل ما وجد فيها النور له مسكناً! وكان مفتاح القضية كلمة: المرونة!
حين يتشبّث كلّ طرف برأيه ويريد فرض رؤيته على الآخر.. ويعشعش العناد في رأسه.. ويبدأ بالنظر إلى شريكه في الزواج كعدوٍّ يريد تجريده من كل أسلحته لأنّه لم يتّفق معه على رأي.. ويصبح التعصّب سيد الموقف.. ويضيق الأفق ويقصر النظر.. ويتوهّم وتتأفّف.. فينكفئ على ذاته وتبعُد.. يسقط كلٌّ منهما في جبّ الهوى!

أحمد إبراهيم عصر
تُعَد الأسرة في الإسلام عمودَ المجتمع، وركيزته الأساسية التي يقوم عليها، والتي إن استقامت استقام المجتمع كله، وإن اعوجَّت أو مرِضت، تداعى لها المجتمع عن بكرة أبيه؛ فصلاح الأسرة الصغيرة من صلاح المجتمع الكبير بلا أدنى شك؛ فإن الأسرة بمثابة الصرح الإداري الكبير الذي يتألَّف من العديد من الإدارات التي يحتاج كلٌّ منها لمتخصص لديه فنون إدارته؛ كي يصلَ هذا الصرح في نهاية الأمر إلى أهدافِه المنشودة، وإلى غايته العُظمى، والتي تتمثل - في الإسلام - في إصلاح شأن هذا الكيان، وما يترتب عليه بالضرورة من إصلاح شأنِ المجتمع كلِّه.
ومن خلال وضوحِ هذا الدور البارز في الإسلام يتبيَّن لنا مدى أهمية إدارة الأسرة، والتي تعني حُسن أداء العمل داخل الأسرة، وحُسن توزيع المهام بين أفرادها، كل على حسب قدراته ومهاراته، وإذا ما نظرنا إلى تعريفِ الإدارة في الاصطلاح سنجد أنها تعني تنظيمَ وتوجيه الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف مرغوبة، والحديث عن إدارة الأسرة في الإسلام يراد به إدارتها من كافة النواحي، وإدارتها نفسيًّا وماليًّا، ولعل إدارةَ الأسرة ماليًّا من أهم الأدوار التي يجب تنظيمُها داخل الأسرة؛ لِما يترتب عليها من نتائجَ كثيرة، فكلما كانت الأسرةُ مدارةً ماديًّا بشكل جيد، وبشكل يجعلُها بعيدة عن الوقوع في براثن الدَّين، كانت الأسرةُ لديها القدرة على تسييرِ كافة أمورها الأخرى بشكل جيِّد ومنظَّم.

لها أون لاين
قد يحتار المسلم عندما يسمع اختلاف العلماء في الرأي، حول مطالبة بعض العلماء والدعاة إلى تيسير تكاليف الزواج، وبعضهم لا يدعم ذلك، و لا يطالب إلا بعدم الإسراف فيها فقط!.
وتنشط الدعوات باستمرار إلى عدم المغالاة في المهور، والبعد عن الإسراف عند إقامة حفلات الزفاف، والدعوة المتكررة إلى الرحمة بالشباب والفتيات؛ للمساهمة في تقليل عزوف الشباب عن الزواج، ولإبعاد شبح العنوسة عن الكثيرات، وبعضهم يحث الشباب على توفير مصروفات حفلات الزفاف؛ لينفقها الزوج على متطلبات تأسيس عش الزوجية، وهكذا تستمر هذه الدعوات لتيسير الزواج، وتتبناها عدد من الجمعيات، وتشجع هذه المطالبات عدد من المؤسسات، وتقوم بجهود كبيرة لحل مشكلات الشباب، وتشجيعهم على الزواج.

اسلام ويب ( د. خالد سعد النجار )
الضغط، والعجلة، وتكثيف المقررات الدراسية .. كلها محاولات حثيثة يطلق فيها الآباء لأنفسهم العنان من أجل تنمية واستثمار ذكاء أطفالهم، يحدوهم في كل هذا الرغبة العارمة بأن يكون ابنهم متميزا، وأن لا تضيع بواكير الذكاء وأمارات النباهة سدى، في الوقت ذاته لا ينتبهون إلى كونهم أطفالا وليسوا «روبوتات» قابلة للبرمجة وتكديس المعلومات، مع عدم التقدير الواقعي لمرحلتهم العمرية وما تتطلبه من احتياجات وتتمتع به من خصائص وقدرات .. لذا لا غرابة - مع سوء توظيف للطاقة الكامنة بالأطفال- أن نجدهم بعد فترة قصيرة يملون ويفترون، بل ويتمردون ويعزفون عن المعرفة والتعلم بالكلية.

د. مصطفى رجب
من أخطائنا الشائعة في تربية أبنائنا: تلبية كل رغباتهم مهما تكن طاقة الأسرة وإمكاناتها، وأمثال هؤلاء الصغار الذين يُنَشَّأون على الاستجابة الفورية لكل ما يحلمون بامتلاكه، أن يصيروا – إذا تقدمت بهم الأعمار- رجالاً ضعافًا أمام الماديات، يتهافتون على الثراء السريع، ويجعلونه أهم هدف يعيشون به وله. وفي مقابل ذلك تَضمُر في نفوسهم نوازع التميز الأخرى، فلا يعنيهم التقدم العلمي، ولا تجتذبهم أضواء النبوغ الفني، ولا تفتنهم العبقرية. وعلى نقيض هذه النماذج البشرية الغارقة في الملذات والتهالك على الأموال والثروات نجد نماذج أخرى من البشر تمتلك نواحي التميز وأزمَّة النجاح.
وهذه النماذج الأخيرة نشأت [في الأغلب الأعم] في أسر فقيرة أو متوسطة، لكن هذه الأسر امتلكت أهم مفتاح من مفاتيح النجاح في الحياة، وأعني به مفتاح "القدرة على الموازنة بين الرغبة والقدرة".

JoomShaper