ميرفت عوف
"أزمة منتصف العمر"  ظاهرة طبيعية تنتشر لدى الرجال والنساء، وإن كانت تنتشر أكثر وسط الرجال، ويختلف توقيت حدوثها من فرد إلى آخر. في هذه المرحلة ينتاب الإنسان تغيير نفسي ينعكس على سلوكياته الاجتماعية، لتصل إلى معاناة شخصية في مختلف جوانب حياة الإنسان، وسوء توافق الفرد مع التغيرات البيولوجية و الشخصية والمهنية، يجعل المجال مفتوحا نحو السلبية على الحياة الزوجية، فتعاني الزوجات كثيرًا من أزمة منتصف العمر عند الرجل، وهو ما يوقع الزوجة في جو من الحيرة والارتباك والتردد في اتخاذ أي قرار تجاه الزوج، حين يقوم الرجل بتغييرات جذرية على مظهره الخارجي، ويعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من ذكرياته، و يفقد اهتمامه بزوجته ويقضى وقتاً أقل مع عائلته، ويجلس ليتصيد عيوب الزوجة، ويختلق المشكلات، وينظر لها نظرة دونية.
"لها أون لاين" تحاور رئيس قسم الصحة النفسية في وزارة التربية والتعليم عبير الشرفا للوقوف على أسباب أزمة منتصف العمر وآلية التغلب عليها.
- كيف تنشأ أزمة منتصف العمر؟ ومتى؟
الحياة الزوجية هي رباط مقدس، وعلاقة قائمة على المودة والرحمة، تبدأ بتعود كل من الزوجين على الآخر، وبالحب والمودة تستمر الحياة، ويتم التغلب على بعض المشكلات التي تواجههما، وحتى يمتد العمر بهما للوصول إلى بداية الأربعينات ونهاية الخمسينات هنا تبدأ الأمور بالتغير، فالأبناء منشغلون في العمل والدراسة أو الزواج، ويبدأ الشعور بالفراغ وبالوحدة  لدي الزوجين.

عبدالكريم الملا
عندما نصل إلى طريق مسدود في حياتنا الزوجية يعني أننا في بداية دخولنا لعالم الجمود بين الزوجين، وقد تكون البداية أنك ترغب في الخروج من المنزل وهي لا ترغب في ذلك لأنها "بيتوتية" أو العكس، أو أنها ترغب في إنجاب الأطفال وهو لا يرغب في ذلك، أو أنها تريد تغيير أثاث المنزل وهو في المقابل لا يريد ذلك، أو أنه لا يستطيع بسبب الوضع الاقتصادي، وهكذا كلما طرح أحد الزوجين موضوعا جديدًا وصلت الأمور إلى طريق مسدود، لا حلول للمشكلة ولا أنصاف الحلول ولا شيء من التنازل، بل رفع للصوت وتجاهل للطرف الآخر.
هذا الجمود يؤدي إلى ابتعاد كل واحد عن الآخر وانشغال كل طرف عن الطرف الآخر، فنجد الرجل يدخل إلى المنزل فيتناول وجبة العشاء أو الغداء ويشغل نفسه بالهاتف أو الحاسب..الخ ويستمر باشغال نفسه لساعات طويلة، وكلما توجهت الزوجة للحديث معه يتعذر بأنه مشغول وأن الأعمال كثيرة، تقول إحدى الزوجات في أيام الخطوبة من كثرة كلامه كنت أضع يدي على إذني وأقول "بسك كلام" أما الآن فأنتظر منه جملة أو كلمة يقولها. وفي المقابل نجد أن الزوجة تشغل نفسها أيضًا بأطفالها أو بأعمال المنزل وغير ذلك، قكلما دخل الزوج للمنزل لا يجدها أو لا يستطيع الكلام معها.

بقلم : عدنان بكيرة
يقول الله تعالى في سورة النساء:
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)
أولاً – الآيتان تتحدثان عن الوقاية من إشكاليات الحياة الزوجية في حالة كانت القوامة للرجل، والتي تنقسم لمجموعتين من المشاكل : النشوز ومن ثم الشقاق.
- "إن خفتم" تعني وجود دلائل على المشكلة، وبالتالي فإن الآية تطرح إجراءات وقائية لمنع هذه المشاكل.
- الوقاية من نشوز الزوجة ومفتاح الحل في يد الرجل بإقناع المرأة (فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ) ، والوقاية من الشقاق بتدخل حكم من أهل الزوج وحكم من أهل الزوجة والطرفان هنا يتساوان بالمشكلة (إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا) لأن الرجل فشل بإقناع المرأة .. فالشقاق هو درجة أعلى من مشكلة النشوز.

أحمد الشايب
لا شك أن الأسرة عليها عامل كبير - إن لم يكن العامل الأكبر - في عملية التنشئة العلمية الصحيحة لدى الأفراد، ولا يمكن إنكار أن الأسرة يقع عليها العبء الأكبر في تنمية قدرات الطفل، من خلال دورها المهم أيضًا في رفع مستوى التعليم، ومن هذا الصدد نطرح بعض الأسئلة التي ننتظر الإجابة عنها: ما هو دور الأسرة في صناعة العلماء؟ وذلك من خلال الاهتمام بتعليم الطفل منذ الصغر، وهل يؤثِّر عمل المرأة على المستوى الدراسي للأبناء؟ وما هي أهم الواجبات التي تقع على الأسرة ككل تجاه الاهتمام بواجبات الطفل، وعملية التنشئة العلمية له في مراحله الأولى؟

الأسرة منبت لصناعة العلماء:
من جانبه، يؤكد الدكتور أحمد الأمير - أستاذ بكلية التربية بجامعة القاهرة -: على دور الأسرة المهم في صناعة العلماء منذ طفولتهم؛ لأن الأسرة هي أول ما يقابل الفرد منذ نشأته، وبالتالي تقع عليها مسؤولية كبيرة منذ اللحظة الأولى تجاه أبنائها، فمن الممكن الاهتمام بهؤلاء الأطفال، ومساندتهم حتى يصبحوا علماء؛ لكي يستفيد منهم المجتمع

هناء المداح
نكرانُ الجميلِ من الصِّفاتِ المذمومةِ التي إذا الْتصقتْ بأيِّ شخصٍ كانت دليلاً دامغًا على لُؤْمِ وخِسَّة نفسه ومرضِ قلبه ونقصانِ إيمانه.. فالمعروفُ عند ناكر الجميل  ضائعٌ، والشُّكرُ عندَه مهجورٌ، وغالبًا ما يتناسَى ويُحقِّر من كلِّ جميلٍ أو معروفٍ يُقَدَّم إليه حتى لا يشعُرَ صاحبُ هذا المعروفِ بأنه ذو فضلٍ وكرمٍ ونُبلٍ!..
وقد عرَّف العلماءُ نكران َالجميل بأنه: " ألَّا يعترفَ الإنسانُ بلسانِه بما يقرُّ به قلبُه من المعروفِ والصَّنائعِ الجميلةِ التي أأُسديَتْ إليه"..
قال بعضُ الفضلاء: الكريمُ شكورٌ أو مشكورٌ، واللئيمُ كفورٌ أو مكفورٌ..
فالنفسُ البشريَّةُ السَّويَّةُ تحبُّ وتقدِّر بطبيعتِها كلَّ مَن يقدِّم لها معروفًا ويُحسن إليها بل إنَّ الإحسانَ يقلب مشاعرها العدوانيَّة إلى موالاةٍ حميمةٍ، كما أخبرنا جلَّ شأنه في كتابه العزيز:
{ادفعْ بالتي هي أحسنُ فإذا الذي بينك وبينه عداوةٌ كأنه وليٌ حميمٌ} فصلت: 34
ويُسمَّى هذا الأمرُ في حقِّ الله: "كفران النِّعم وجحودها".. 

JoomShaper