ناصر هلال
 كعادتهم , في مثل هذا الوقت الخصيب .. الطالع رشيماً ندياً من بكارة الأرض .. مجدداً زهو الاخضرار في يابس الأشياء . كعادتهم في كل استنهاض أو قيامة لمدافن التراب وإحياء الرميم .. يسألني برعم الريحان / خالد / وتسألني زهرة الخزامى , وتسألني امرأتي , عن هذا الذي يغيّرني , ويبدلني , ويدخلني في عذوبة الوقت .. كأنهم ماعرفوا, ولا أحسوا , بأنني أنا الرجل المرّمد بكهولته , كسارية مهشمة , ما زلت قادراً على استنساخ أوقاتها في ذاكرتي وقتاً وقتاً , وما زلت ذاك الطفل المشاغب على صدر امه , أعض الحلمة , , وأهبش الثدي , وأنام بالهدهدة على صوت الغناء الشجي , وما زال ذاك التراب المجبول بدموعي يعرفني , ويرأف بقلبي , ويفتح لشفتي نعش أمي .. فأركع بخشوع عابد , ولهفة عاشق وأقرأ فاتحة الاقتراب من روح الطين , المتضوع برائحة جسدها , وكعادتهم دائماً في مثل هذا الوقت المتخمر بصدى الأيام البعيدة قالوا : كيف تقبّل يد أمك في عيدها , وهي النائحة في سرير مجدها الأبدي .. منذ أحد عشر وقتاً من حزن وفراق ؟ أي منذ أن قلت : هنيئاً لكل من ينادي يا أمي .. وترد . قلت : عندما في السماء تضحك شمس آذار .. وتفرد أجنحتها البيضاء أشجار اللوز والدراق , وتنتشر الفراشات الملونة . كأسراب الضوء .

ماشان أم المؤمنين وشاني** هدي المحب لها وضل الشاني
إني أقول مبينا عن فضلها ** ومترجما عن قولها بلساني:
يا مبغضي لا تأت قبر محمد** فالبيت بيتي والمكان مكاني
إني خصصت على نساء محمد ** بصفات بر ٍتحتهن معاني
وسبقتهن إلى الفضائل كلها ** فالسبق سبقي والعنان عناني
مرض النبي ومات بين ترائبي ** فاليوم يومي والزمان زماني

أ.د.  ناصر أحمد سنه
قتلوا الحمائم، وهي بأيدينا

فبكت لها قلــــــوبنا ومآقينا.

قتلوا الحمائم، ولا حيلة لها

شُلت أيادي الظـــــــالمينا.

طغاة، قساة ، يا بطشة

أ.د. ناصر أحمد سنه

أشرقت يا لإشراق مُحياها

تبعث السرور حين أراها.

رأيتها بروحي.. أعرفها

هي، هي لا أحد سواها.

كم بت أحلم بها، و تهفو

روحي إلي لقياها.

نزار شهاب الدين

الصورة الأولى

كقطرةٍ من القمرْ
أحملُِها على يدِيْ كقطرةٍ من القمرْ
تقبضُ فوقَ إصبعي بكفِّها فتنبِضُ النجومُ
تنبتُ الطيورُ
يرقصُ المطرْ
لم يبدُ في الصورة قلبيْ
وهْو – راقصًا –  يُعيدُ خفقَهُ من حيثما ابتدَا
ولا دميْ الذي أضاءَ بالحنانِ والنِدَا
لكنْ بدَا
مِنَ اختلاجِ الرُّوحِ في الأشياءِ حولهَا
أنّ اسمَها: ندى

JoomShaper