المرأة في الأدب الإسلامي المعاصر: الشعر نموذجا (1من2)
- التفاصيل
آمال لواتي
تطرق الشعراء الإسلاميون عند حديثهم عن المرأة عن إطار حقها في الحياة والحرية والكرامة، فهي كالرجل لها أشواقها وآمالها، تنتابها عوامل القوة والضعف، والنصر والهزيمة، والاستقامة والانحراف، لها مشاكلها الذاتية والاجتماعية، ولها رسالتها التي ترتبط بواجباتها الزواج والأمومة ومجالات الحياة الأخرى، بحيث لم يتجاهلوا المرأة الأم والزوجة والابنة والأخت، والمرأة العالمة والأديبة والطبيبة والممرضة والمعلمة والمجاهدة والمصلحة وغير ذلك من المواقع المختلفة.
كما لم ينظروا إلى انحراف المرأة على أنه لعنة أبدية، بل نظروا إليه كمرض اجتماعي وكلحظة ضعف، مما يجعل المرأة تحتاج إلى من ينهض بها أو يقويها حتى تبرأ من آثاره الوخيمة عليها وعلى مجتمعها.
كما نقدوا آثار تحرير المرأة والدعوات التغريبية التي أحدثت تغيرات مضطربة ومتناقضة في موقع المرأة الاجتماعي بما لا يتوافق والمبدأ الإسلامي. وصوروا في القابل أزمة المسلمة الملتزمة بدينها ـ سلوكا وفكرا ـ في ظل تلك التغيرات التي جعلتها عرضة للتهكم والاضطهاد حتى تساير ركب التعريب. فكشف شعرهم عن نماذج نسائية مختلفة:
عائشة التيمورية تدافع عن الرجال والحجاب.. وتدعو للتأمل
- التفاصيل
صفاء البيلي
أسماها أبوها إسماعيل تيمور باشا "عائشة" تيمنا بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما روي عنها من بلاغة وفصاحة وبيان، وحينما كبرت وكانت تسمع جلسات الأدباء في بيتهم من وراء حجاب اقتسمها أبوها من أمها على أن يعلمها القراءة والكتابة ويترك لأمها أختها الثانية لتعلمها فنون الطبخ والمنزل. تفجرت ينابيع الشعر وتألقت في ردهات روح شاعرتنا الرائدة عائشة التيمورية وهي ما تزال فتاة صغيرة، فحوى ديوانها المطبوع في طبعات عديدة والمسمى بـ"حلية الطراز" أشعارها المتزنة التي تنوعت لتشمل معظم أغراض الشعر، فتارة تأخذك أبياتها عبر لغة رصينة قوية لتحدثك عن حدث سياسي، وأخرى تنعي عزيزا فقدته وثالثة تعبر عن فرحتها بشفاء عينيها من رمد قد أحل بها فكانت لا تستطيع القراءة أو الكتابة:
أجمل ما كتب عن المرأة الفلسطينية
- التفاصيل
هي سيدة العالم
على الرجال أن يخجلوا منها، وعلى القمر أن يتوارى..
أنحني وأقبل يد كل امرأة فلسطينية..
الفقيرة اليتيمة الأرملة الثكلى أم الشهيد والجريح والأسير..
عندما انهار الاتحاد السوفيتي امتلأت علب الليل بنساء جئن من هناك ليرقصن على أشلاء الوطن..
ضدَّان يا أختاه ..
- التفاصيل
شعر : د. عبدالرحمن صالح العشماوي
هذي العيونُ ، وذلك القَـدُّ والشيحُ والريحــــان والنَّدُّ
هذي المفاتنُ في تناسُقهـا ذكرى تلوح ، وعِبْرَةٌ تبدو
سبحانَ من أعطَى ، أرى جسداً إغراؤه للنفس يحتدُّ
عينانِ مــا رَنَتــا إلى رجل إلا رأيتَ قُواه تَنْهَدُّ
رجال يبكون فراق نسائهم!
- التفاصيل
صفاء البيلي
قد يظن البعض أن الوفاء والبقاء على العهد: سمة تختص بها المرأة وحدها دون الرجل، فكما أوضحنا في مقال سابق أن هناك نساء كثيرات بكين لفراق أزواجهن.
والأدب العربي ما يزال يفتح تراثه الزاخر ليخرج لنا جواهر الشعر ولؤلؤ القصيد، مما تمتلئ بها مراثي الرجال وفاء وحبا واعترافا بقيمة وجميل زوجاتهم الراحلات.. فبكوا مع الدمع شعرا تعتصر له القلوب، فها هو جرير يرثي زوجته الراحلة "خالدة أم ابنه البكر حرزة" بقصيدته: " الجوساء" (1) والتي زلزلت كلماتها الوجدان العربي والتي فيها يقول: