محمد السيد عبد الرازق
يقول صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا)[صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2344)]، فإن الله عز وجل رازق عبده وكافله في كل مراحل حياته.
فتأمل يوم أن كنا أجنة في بطون أمهاتنا، فأمدنا بغذاء ينطلق من الأم إلى جنينها، ثم خرج الجنين ليبكي؛ خشية أن ينقطع عنه رزقه، ولكن الله عز وجلكفاه من ثديي أمه ما يطلب من الطعام والشراب، ولما فُطم الطفل بكى؛ مخافة أن ينقطع عنه السبيل، فأمده الله عز وجل بطعام وشراب وخيرات من عنده.
فسبحان الله، كأنه سبحانه وتعالى يريد أن يقول للبـشر أن يكفوا عن التعلق بالأسباب، ونسيان مسببها، فيقول المولى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة: ٥١].
فما أعظم ما يـضيء شموع السعادة، وهو ركون الواحد منا إلى مولاه، وتوكله على رازقه، واكتفاؤه بولاية ناصره ورعايته وحراسته سبحانه وتعالى؛ فكما يقول رب الأرض والسموات: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: ٦٢].

محمد السيد عبد الرازق
1. التقنيات الحديثة:
لقد باتت التقنيات الحديثة أمرًا ضروريًّا في الحياة، حيث أصبح العالم مجتمعًا للمعرفة، وهو المجتمع الذي (يقوم أساسًا على نشر المعرفة وإنتاجها، وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي، وصولاً إلى إقامة التنمية الإنسانية) [تقرير التنمية الإنساني العربي 2003م، البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ص(39)، بتصرف واختصار].
مميزات الحاسب الآلي والإنترنت في التعليم:
1.   وسيلة إيضاح سهلة تساعد الطلبة في فهم دروسهم وإدراك المعلومات بأسلوب مشوق وممتع.
2.   الحصول على معلومات متعلقة بالمواد الدراسية بوسيلة سهلة وميسرة.
3.   تعلم الطلبة لعلم الحاسوب يفيدهم في حياتهم العلمية المستقبلية ليكونوا بناة فاعلين آخذين بمعطيات العصر.
4.   التعرف على أحدث التقارير والدراسات والإحصاءات في مختلف المجالات.
5.   الاستفادة منها في عمل الأبحاث العلمية.

محمد السيد عبد الرازق
كم مرة كنت في مأزق، وشعرت بالحاجة الشديدة لتحكي لشخص ما عن الظروف التي تمر بها؟ كم مرة كنت مريضًا، وأحسست أنك تشتاق لزيارة أصدقائك وأقاربك؟ كم مرة أنجزت إنجازًا ضخمًا، وكنت ترغب رغبة شديدة أن تبلغ أحبابك بهذا الإنجاز؟
أليس الدافع وراء كل هذه الأعمال هو الشعور بتعاطف الآخرين معك؟ هو البحث عمن يحس بك ويرعى مشاعرك؟
ذلك لأن إحساس الواحد منا بحب الآخرين له وتعاطفهم معه شعور لا يضاهيه شعور آخر، فكما يقول الدكتور أرثري جيش: (التعاطف هو الشيء الذي يتوق له الجنس البشري عامةً) [كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس، ديل كارنيجي، ص(207)]، ولكن منحه للآخرين أعظم، فكما يقول ويليام شكسبير: (البحث عن الحب شيء جيد، ولكن منحه هو أفضل الأشياء) [أفضل ما قيل في النجاح، كاثرين كارفيلاس، ص(93)].

محمد السيد عبد الرازق
ليست الهمة المتعلقة بمعالي الأمور شعلة تضئ درب النجاح والتميز، بل هي همة لا تحدها الأرض باتساعها، ولا السماء بامتدادها، فهي ناطحة تزاحم السحاب في السماء بحثًا لها عن موضع قدم.
تمامًا كما كان ذلك القائد الداهية أبو مسلم الخراساني، الذي أسقط دولة بني أمية ووطَّد أركان الدولة العباسية، كانت له طموحات عظيمة تدفعه إليها همته العالية، حتى أنه عندما كان صغيرًا كانت أمه تراه يتقلب على فراشه فتقول له: (أي بني ما بك؟)، فيقول: (همة يا أمي تناطح الجبال) [وننبه هنا أنه رغم كون أبي مسلم كان سفَّاكًا للدماء، إلا أنه ما يعنينا هنا من سيرته هو علو همته].
ومعالي الأمور لا يقدر عليها إلا من رزقه الله علو الهمة، تلك الهمة التي يصفها الصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيقول: (علو الهمة من الإيمان) [مرقاة المفاتيح شرح المفاتيح، (8/79)].

أتمثله شامخ الرأس، شديدَ البأس، عزيزَ النفس، مُفتخرًا بدينه، مُحبًّا لعقيدته، يحيا بالتوحيد، ويتغذَّى بالذكر والتفريد، قلبُه معلق بالله، لا يعبد إلا إياه، ولا يرجو سواه، إن تكلم فعن الله، وإن سكت فلله، وإن سعى فبالله، وإن أحب ففي الله، وإن أبغض فلله، حياته كلُّها عبادة، ونصيبُه من الدنيا التألُّق والريادة، يغتنم كلَّ ساعة؛ ليجعلها طاعة، فإن همَّ بحسنة أخلص النية لله، وإن مُهِن في مشاغل الدنيا أتقن وأبدع، فَبَزَّ الأقران، وبلغ الغاية في الإتقان مُستحضرًا حديثَ سيد ولد عدنان؛ ((إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)).
هكذا هُمُ الرجال، ألا هل من رجال؟!
في مثل هذا يَفْنَى الشباب، وإلا فالخُسران والخراب!

JoomShaper