يحيي البوليني
وبعد انقضاء شهر رمضان الكريم وفي مثل هذه الأيام من كل عام تأتي أيام عيد الفطر المبارك الذي يأتي عقب الطاعات من صيام وصلاة وتلاوة للقران وصلة الأرحام وصدقات السر والعلن , فحُق للمسلمين أن يفرحوا بأن أتم الله عليهم طاعتهم ويسألوه سبحانه أن يتقبلها منهم وأن يعيدها عليهم أعواما عديدة وأزمنة مديدة .
لكن عددا غير قليل من الناس وخاصة من الشيوخ كبار السن ينتظرون هذه الأيام بحلول المناسبات كيوم العيد لكي ينالوا قسطا من السعادة التي ابتعدت كثيرا عنهم , ويحاولوا أن يتلمسوا لحظات من سعادة – حتى لو لم تكن حقيقية أصيلة – ويحاولون أن يرسموا بسمة على وجوههم ابتهاجا بهذه المناسبة , رغم أنهم قد يوفرون لغيرهم الكثير من أسبابها لكنهم رغم ذلك يجدونها تأخذ في الابتعاد عنهم يوما بعد يوم , ويزداد يقينهم – وأنا منهم ومعهم- بأن السعادة المنشودة والمرجوة صارت أصعب في طرق الوصول لها بمرور الزمن وربما يشعر أكثرنا أنها باتت ذكرى غالية لا سبيل لاستعادتها مرة ثانية.
فلم يكن هذا بالطبع أول عيد يمر علينا فقد عشنا قبله أعيادا كثيرة , عشناها وتمتعنا بها ونحن صغار بجهلنا الطفولي المحبب قبل أن ندرك أن تقدمنا في الحياة يخصم دوما من رصيدنا من الفرحة والسعادة , والآن يعيش أكثرنا نفس المناسبات والأعياد ونحن كبار على أطلال أيام مضت وذكريات خلت , فَرُحنا ننقب عن الفرحة والسعادة الغائبة أو المفقودة في أعين ووجوه من نحب , فنتلمسها في نظرة ابن أو حفيد يفرح بلعبة جديدة مرتديا الملابس الزاهية فرحا بها أو ربما ينام محتضنا لعبته أو ملابسه الجديدة بعد أن أنهكه السهر , فلم يكن يريد أن ينام انتظارا ليوم العيد .

وائل حافظ خلف
(الحلقة الأولى)
(الوصايا من 1 إلى 5)
الوصية الأولى
وصية أم الإمام محمد بن المنكدر له في ترك المزاح
قال شيخ الإسلام محمد بن المنكدر (رحمه الله): قالت لي أمي وأنا غلام:
((لا تمازح الغلمان؛ فتهونَ عليهم، أو يجترئوا عليك)).
["روضة العقلاء"].
♦   ♦   ♦

الوصية الثانية
وصية أم الإمام سفيان الثوري له
قال وكيع بن الجراح: قالت أم سفيان الثوري لسفيان:
((يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك من مغزلي.
يا بني، إذا كتبت عشرة أحاديث (وفي رواية: عشرة أحرف) فانظر هل ترى في نفسك زيادة في مشيك وحلمك ووقارك؟ فإن لم تَرَ ذلك فاعلم أنه لا يضرك ولا ينفعك)).
["تاريخ جرجان" للسهمي رَقْم (743)، و"صفة الصفوة"].

د. بشرى بنت عبد الله اللهو
تزور منتجعات سياحية تأسر الألباب، وتجعلك تفغر فاهك متعجبا من بدائع صنع الله، ولا تملك إلا أن تردد: سبحان الله! سبحان الله! فإذا كان هذا حسنك يا دنيا فكيف سيكون جمالك يا  جنة!!.
‫         وتتأمل اللوحات الطبيعية التي أمامك،  والتي صورها الخالق في أحسن صورة، فلا تدري هل تراقب السماء  الصافية، أم الخضرة  و قد مدت مد البصر؟! ، أم تلاحق الحيوانات من طير وفراش، أم ترقب زهوراً كحلوى شهية  قد صفت بطريقة تسرق اللبـ فتزيد مذاق المنظر روعة، أم ترقب البحر،  فترى  مناظر كثيرة أكثر  أن تحصيها قدرة بصرك  في لحظة واحدة.
‫          وتغبط سكان هذا البلد على ما هم فيه من نعم، وتترحم على سوء حظك وتتمنى لو عشت في هذا ‫المكان طول العمر.
‫          بينما سكان هذا البلد يحسدونك على ثرائك الفاحش حتى لو أنك اقترضت هذا المال لتتمتع به في هذه الرحلة السياحية.
‫          وقد تغير خطتك، فترغب  في أن تمكث فترة  أطول عما كنت مخططاً له  لتستمتع  بجنة هذه الدنيا  فوق الجدول المحدد،  لكنك  تكتشف في اليوم الثاني أنه بدا أقل جمالا عن اليوم الأول، وفي اليوم الثالث تبدأ بالتساؤل بينك وبين نفسك: وبعدين؟! المنظر وألفته. فتتمنى لو يُنادى عليك بالرحيل، ويحقق الله أمانيك وتذهب إلى منظر يفوق المنظر الذي ألفته  أضعافا مضاعفة، حيث تجد الشلالات وقد  شقت الصخر، وانهمرت مستعجلة لتضرب الصخر، فتكون  بركة في  وسطه، ثم تندفع إلى الأسفل في مجرى  ملتوٍ  كالأفعى، لتسقط  كشلال في الجهة الأخرى.

أم زعزع وصويحباتها..
سلام نجم الدين الشرابي
حين عرفت أم زعزع بخبر طلاق منى هاتفت صويحباتها، وهرعت إلى بيت والدة منى، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب، لم تنتظر طويلاً في غرفة الضيوف حتى اقتحمت غرفة منى، وألقت بها مرغمة في أحضانها. وهي تصرخ وتندب: حبيبتي منى تطلقت. لم أكن أتوقع أن نهايتك ستكون بهذه البشاعة.
لحق بأم زعزع من لحق من صويحباتها. يشاركنها الندب والعويل. طلقك ابن اللذينا! كيف تجرأ على فعل ذلك، لو كان أبوك لا يزال على قيد الحياة لما تجرأ على فعلته الدنيئة.
منى التي كانت تحاول لم شعث نفسها، لم تستطع الرد أمام سيل أسئلتهن، ونظرت بعين العتب إلى أمها وأختها كيف سمحن لأم زعزع باقتحام غرفتها، ولكن من يعرف أم زعزع حق المعرفة، يعرف أنها تستطيع الدخول ولو من خرم إبرة ولا شيء يحول بينها وبين تنفيذ ما تريده.
استطاعت الأم إخراج أم زعزع من غرفة منى، بعد أن دعتها إلى شرب كوب من الشاي، وتقديم صنف الحلويات التي تحبه. ولكن أم زعزع قبل خروجها أخذت العهود والمواثيق من منى أن تخرج من غرفتها، بعد أن تبدل ثيابها لتجالس أم زعزع وصويحباتها.
تنفست منى الصعداء، وشعرت أن مصابها بالطلاق لا يساوي شيئاً أمام مصابها بأم زعزع وصويحباتها.

هناء المداح
من الذنوب والآثام التي ذمها الله في كتابه العزيز ونهانا عنها نهيًا مباشرًا صريحًا: التبذير والإسراف، لما يسبباه من عدم تقدير واحترام لنِعَم الله وإهدارها هباء ودون جدوى، وإنفاق المال في غير طاعة وفيما يخالف الشريعة الإسلامية..
قال تعالى: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} الأعراف: 31
وقال أيضًا: {كُلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا، إنه لا يحب المسرفين} الأنعام: 141
وقال جل شأنه محذرًا المسلمين من التبذير:{وآتِ ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرًا  * إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا}  الإسراء: 26-27
ورغم  أن شهر رمضان الفضيل شهر التقوى والبِر والإحسان والرحمة والمغفرة والرضوان، إلا أن الكثير من المسلمين يزداد إسرافهم وتبذيرهم في هذا الشهر بخلاف باقي شهور السنة، إذ يبالغون في شراء ما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة والحلوى والمسليات وكأن رمضان موسم للأكل والتباهي، فيأكلون القليل منها ويتعرض ما يتبقى للإتلاف والرِمي في حاويات القمامة.. وذلك في الوقت الذي تعاني العديد من الأسر المسلمة من الجوع وضيق ذات اليد ولا تجد من يعطف عليها ويسد رمقها!..
لا يقتصر الإسراف في رمضان على الأسر الميسورة الحال فقط، بل تشمل – وللأسف الشديد - غالبية الأسر من مختلف الطبقات والفئات غنيها وفقيرها - خصوصًا في العزومات والولائم الرمضانية التي يكون التفاخر بها هو سيد الموقف - كما امتد الإصراف  أيضًا إلى الإفطار في بعض المساجد وذلك عندما  لا يتم التنسيق مع إمام المسجد أو القائم على برنامج الإفطار،  حيث يحضر كل شخص أفضل ما لديه من الأطعمة والتمر والعصائر، مما يفيض عن حاجة الذين يفطرون في المسجد، وقد يكون بعضها مما لا يسهل حمله أو نقله فيرمى ويُتلَف!..

JoomShaper