محمد عبدالعزيز السماعيل

ألا ترى-عزيزي القارئ- أن حرف «الألف» ربما يكون مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالأنانية والاحساس بالزهو، وعلى الرغم من أنه مرتبط بضمير (أنا)، إلا أنه بلا ضمير، ومن فرط أنانيته أنه أخذ يحاصر حرف النون من الجانبين بحصار خانق يكاد يخنق حريتها؟!.

هذا النوع من الشخصيات تجده مفرطاً بهرمونات (الأنا)، ويجدر الحذر أثناء التعامل معه أو نصحه،  لأن غرائزه الشريرة المدفونة تبقى مطمورة ومتوهجة مثل جمرة تحت الرماد.. وهم أقرب مثال للأنانية وإشباع الأنا والغرائز العنتريةبناء على نظرية صاحب مدرسة التحليل النفسي النمساوي سيجموند فرويد (sigmund freud) الذي قرر بأن الشخصية تتكون من ثلاثة عناصر، هي (the id) ويعني (الهو) الذي فيه الغرائز والرغبات، والثاني شقيقه (the ego) أي (الأنا) الذي فيه القوة التي تعمل على إشباع الغرائز والرغبات، والثالث خالهما الكبير (the super ego) الذي يعني الأنا الأعلى، وفيه تختزل المبادئ الاجتماعية والاخلاقية المعبرة عن ضمير الانسان وعلاقته بمجتمعه وأهله وأقاربه وأصدقائه الأحياء منهم والأموات، بناء على ذلك دعني هنا  -عزيزي القارئ-  اضرب أو أطرح بعض الأمثلة عن ارتباط حرف الألف -وهو موضوعنا- بالأنانية، وذلك تماشيا مع تلك النظرية.

سالمة الموشي       
ماذا فعلت بأيامك.. وماذا فعلت للآخرين؟
إياك أن تستمع لأي أحد..
حين يقولون لك ما ينبغي أن تكون...
استمع دائما لصوتك الداخلي...
لم تود أن تكون..
وإلا سوف تضيع حياتك كلها..
لا تنتظر المُخلص.. المُخلص بداخلك..
فكرة المُخلص موجودة تقريبا في كافه الأديان.. اليوم الذي سيأتي فيه الشخص الذي يخلصنا من المعاناة والألم، ومهما انتظرته ربما لا تحظى به، لهذا فإن الخلاص عند العقلانيين مرتبط بالإنسان وقدرات الإنسان اللامحدودة، فالمخلص عند نيشته هو الإنسان نفسه ولكن ليس الإنسان العادي الضعيف وإنما الإنسان القادر على صنع حريته من دون إجباره على شيء وتقييده بشيء، فالمُخلص هنا هو الإنسان.

د. عبدالإله محمد جدع
* في حديث الشيخان من حديث عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا) صحيح البخاري، ونحن نوجّه أبناءنا وبناتنا إلى تحرّى الصدق والبعد عن الكذب والافتراء والتدليس لأنها صفات مقيتة تورد صاحبها إلى الهلاك غير أن صنفًا من الناس قد جبلوا أنفسهم على الكذب والمراوغة والادعاء بالباطل والفتنة والعلو في الأرض فهؤلاء كيف يكونون قدوة لأبنائهم؟! وفي لقاء مع مجموعة من النشء الذين كانوا يحرصون على التغيير الإيجابي وتطوير الذات أحسست بعضهم كأن به حرجًا مما تم تداوله في اللقاء عن الصدق والخلق الحسن والتواضع والخوف من الله والسعي لإصلاح النفس وتهذيبها.

ملاك أحمد
كانت العلاقات منذ زمنٍ ليس بقصير هي عنوان التفاخر بين الناس، وكان التواصل هو اساس العلاقة، فلم يمض اليوم الا وقد اعطينا لعلاقاتنا كامل الحق وجعلناها نصب اعيننا، والجميع كان يعي احترام تلك العلاقات وتقديرها، فياليت ذاك الزمان يعود يوماًً.
علاقات اليوم تحولت الى علاقات تحت مسمى التكنولوجيا، كلما تطورت التكنولوجيا ابتعدنا عن علاقاتنا، كنا لم نشعر بفقداننا لكل من كان معنا قلباً وقالباً في يومٍ من الايام، اما اليوم فأصبح السؤال عن كل من كان امره يهمنا عبر وسائل تكنولوجية حديثة (بلاك بيري — انستغرام — كيك — وآخر ظهور اقصد به الواتس اب) هذه التكنولوجيا التي ابعدتنا عن كل من كان يسعدنا يوماً ويرفع سماعة هاتفه ويتحدث معنا ويشاركنا افراحنا واحزاننا، وبنبرة اصواتنا كان يعلم مدى فرحنا او همنا، اما اليوم فلا حول لتلك العلاقات ولا قوة، فبالكتابة والرد نتواصل، ابتعدنا وابتعدت القلوب عن بعضها، واصبح التعامل صعبا للغاية فإرضاء الجميع هو امر مستحيل كما يقولون.


To: lincoln_

سلطان بن عبدالرحمن العثيم
هو السحر الذي نحتاجه ونطلبه ونعمل على تعلمه والتدرب عليه والاستزادة منه ما استطعنا، فهو كالماء الزلال السلسبيل لا نروى منه أبدا, فهو يخاطب فينا الكثير من الأفكار والرؤى ويجعلنا أكثر قربا من الأهل والأحبة والأصدقاء وأكثر نجاحاً في مجالات العمل والتجارة وأكثر تألقا في ميادين التربية والتعليم والتدريب وبناء الإنسان وتمكينه في الأرض, إنه ولا شك السحر الحلال الذي لا شبهة فيه ولا ضلالة.
يحتاجه الأب والأم والصديق والقريب والبائع والمشتري والداعية والمفكر والكاتب والإعلامي والمدير والموظف والزوج والزوجة والأبناء والبنات, انه الكنز الذي لا مفر من البحث عنه وبذل الجهد والغالي والنفيس للحصول عليه واقتنائه بأقرب فرصة.
فاقده شخص لا يرى ولا يعرف وقد لا يذكر وربما يكون منفياً اجتماعياً فهو بكل أسف نكرة ولكن بمعايير المجتمع وليس بمعايير النحو والصرف, فهو فاقد لمهارات التواصل المهمة لأي مشروع من مشاريع الحياة وأي فكرة من أفكار العمل والانجاز, بل هو المهارة الأساسية في علاقاتنا الحميمية والعاطفية والوجدانية المطمئنة والدافئة في من حولنا.

JoomShaper