أحمد صلاح

ربما نحتاج الآن أكثر من أي وقتٍ مضى إلى أن نُقلِّب في صفحات السيرة العطرة بإمعان وتأمل، ربما نحن في حاجةٍ ماسةٍ الآن إلى نسقط أحداث مسيرة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم على واقعنا، لنعرف ماذا حدث وماذا يحدث، وأين نحن من حركة التاريخ ومسيرة الإصلاح، أتذكر الآن جليّاً مقدمة الكثيرين ممن علمونا أحداث السيرة في المساجد أو على شاشات الفضائيات، فلقد كانوا يقولون: «إن السيرة ليست قصصاً تُحكى أو روايات تُتلى، الهدف منها فقط إثارة الانتباه وشغل الأذهان وملء الأسماع، وإنما السيرة ثمثل دروساً عملية تلهم الحاضر وتعطي الأمل للمستقبل وترسم حركة التاريخ لكل مَن يريد الإصلاح ونصرة الدين ويحلم بتطبيق المشروع الإسلامي، ليراه يخرج من صفحات الكتب وبرامج الفضائيات ليسير بيننا وبجانبنا، يعيش بيننا نقبله ويقبلنا ويسعد بنا ونسعد به».
لقد مرَّت الثورة بمراحل صعود وهبوط حادة، وبينهما مراحل استقرار لم تدم طويلاً، وتأرجحت المشاعر بين الأمل الجارف والإحباط الشديد، ثم استعادة الأمل ثم الحيرة والألم، والفرق بين شخص سيكمل مسيرته ويصل إلى خط النهاية وبين شخص سيسقط في وسط الطريق أو يستسلم للمشكلات بعد أن يسلم نفسه للإحباط، هو أن الأول درس الطريق جيداً وعرف عقباته ومطباته وعلم أن به مناطق «مضيئة» ومناطق «مظلمة»، وأماكن «آمنة» يسير فيها بهدوء وأمان، وأماكن أخرى «مهجورة» سينقض منها قطاع الطرق.

جمع وإعداد: عفاف بنت يحيى آل حريد
بسم الله الرحمن الرحيم
حياتنا والاستهلاك (1)
ما أدق الخيوط والفواصل التي تفصل بين الشيء وضده، بين الإيجاب والسلب، في ميزان الله عز وجل.
وما أدق الفارق بين الشح والادخار، بين الكرم والتبذير، بين الاكتفاء والزهد، وبين الزهد والحرمان، وما أسرع ما تطيش كفة على حساب كفة أخرى عندما يفقد الإنسان أو يغفل عن دقة وزن الأمور بالقسط، على النحو الذي يبينه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديثه للناس كافة: ) يا ابن آدم، إنك إن تبذل الفضل خير لك، وإن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول، واليد العليا خير من اليد السفلى ( رواه مسلم.
تلك هي الخطوط العريضة التي تحدد نمط معيشة متوازنًا ومتكاملًا، تدفع بالإنسان أولًا إلى تأمين ما يسد احتياجاته الضرورية، واحتياجات من يعيل من أفراد أسرته؛ ليكون له بعدها ثواب بسط الفضل -الزائد عن الحاجة- إلى من هو بحاجة إليه في مجتمعه، فإمساك ما هو زائد عن الحاجة شر وعبء، يوصل صاحبه إلى الإصابة بعارض الاحتقان المزمن، ويمنع تكافله مع أفراد مجتمعه.
لكن مسلم اليوم عاجز في عصر الاستهلاك عن بذل ما هو زائد عن الحاجة؛ لأنه عاجز عن تحديد معيار الحاجة.

تعلّم الأبناء اللباقة الاجتماعية هي مسؤولية الأهل وهم النموذج الاجتماعي الأوّل الذي يقلّده الأبناء، فإذا كان الوالدان ممن لا يكترثون لأهمية اللباقة الاجتماعية واللياقة في التواصل مع الآخرين، فمن الطبيعي أن يكون الأبناء على صورتهم. وقد يكون الأهل على عكس ذلك، كأن يكونون من الأشخاص الذين يولون أهمية كبيرة للباقات الاجتماعية ويفرضونها على أبنائهم بشكل قاس من دون أن يأخذوا في الاعتبار الاستعدادات النفسية عند الأبناء والأسلوب الملائم لتعليمهم اللباقات الاجتماعية والتي يشكل إلقاء التحية أحد وجوهها، كما ورد في مجلة «جمالك». فكم مرّة نسمع والدة توبّخ طفلها أمام الآخرين لأنه لم يلق التحية فتشعره بالإحراج والإرباك في الوقت نفسه. فهو يسأل نفسه كيف تطلب مني احترام الآخرين الذين توبّخني أمامهم . وهذا سؤال مشروع ومنطقي إذ لا يمكن للأهل الطلب من الطفل احترام الآخرين إذا لم يحترموه.

 

- لماذا إلقاء التحيّة ضروري؟

أحمد أبورتيمة /خاص ينابيع تربوية
توصف المجتمعات الشرقية عموماً بأنها مجتمعات أبوية حيث للأب مركزيته وسلطته النافذة فلا يقدم الابن على أمر إلا بمشاورة أبيه والاستعانة بخبرته، وتلعب أفكار الأب وقيمه الدور الرئيس في تشكيل شخصية الابن وتحديد وجهته في الحياة ..
هناك جوانب إيجابية تتمثل في بر الأب وتوقيره والإحسان إليه "رب ارحمهما كما ربياني صغيراً"، فتجد قدراً أكبر من التماسك الأسري والحنان وتشعر بالروح الإنسانية حيث الحب والوفاء، وتبلغ حساسيتنا العاطفية تجاه آبائنا أن أحدنا إذا سئل عن اسمه يتأثم إن ذكره دون اسم أبيه "كذكركم آباءكم".
لكن المشكلة هي في انحراف سلطة الأب من معناها الإيجابي لتصل إلى حد إلغاء شخصية الابن، فالأب يريد أن يكون الابن نسخةً كاملةً عنه ولا يأخذ بعين الاعتبار أنه إنسان كامل الإنسانية له شخصيته المتفردة واختياره الحر.

رسالة المرأة

من خلال التمسك بمجموعة بسيطة من القواعد والممارسات السلوكية القائمة على الاحترام والمودة يمكنك أن تخلقي مناخًا جيدًا من حسن الجوار، وسواء كنت أنت وزوجك في أول منزل لكما بعد الزواج أو أنك تعيشين في مكان منذ سنوات فإن العلاقات الجيدة مع الجيران يمكن أن تعطي مذاقًا أفضل لحياتك من كل النواحي وتوجد بيئة أكثر انسجامًا ومنفعة.

فيما يمكن استعراض هذه المجموعة من القواعد والممارسات التي تجعلك تصلين إلى مستوى حسن الجوار المأمول:

1ـ احرصي على إلقاء السلام مع إبداء ابتسامة ووجه بشوش لأن هذه الروح الطيبة في التعامل مع الجيران عند الدخول والخروج من المنزل يمكن أن تشيع حالة من الألفة والقبول.

 

2ـ لا تنسي أهمية عدم إزعاج الجيران وذلك بألا تقدمي على تشغيل أصوات عالية أو إذا كنت عازمة على تشغيل جهاز معين أو ستقومين بعملية نظافة معينة ومن شأن ذلك أن يؤثر على الجيران فمن الضروري أن تحاولي أخذ تصريح منهم قبل البدء فيما تفعلين وتتقبلي أعذارهم بصدر واسع.. وتذكري قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه )). رواه مسلم.

JoomShaper