د. جاسم المطوع
بدأ كلامه بقوله: “إني كرهت الدين والمتدينين”، وصرت لا أحب الصلاة ولا الحديث حول الدين وأحكامه.
فسألته: وما سبب كراهيتك لهما؟
فنظر إلى أخته وقال لها: تحدثي واشرحي ما سبب كراهيتنا للدين والمتدينين. فقالت: دعني أشرح لك القصة من أولها؛ فأنا عمري الآن خمسة عشر عامًا، وأخي هذا أكبر مني بسنتين، وقد جئنا إليك نشكو لك والدينا؛ لأنهما سبب كراهيتنا للدين والمتدينين؛ فأمي امرأة محجبة وملتزمة بالدين ظاهرًا؛ ولكن سلوكها وأخلاقها ليس له علاقة بالدين.
ولما كنا صغارًا كثيرًا ما كانت تردد علينا عبارات كَرَّهتنا بالدين من حيث لا تشعر، فكانت تقول لنا: “الذي يكذب فإن الله يحرقه بالنار”. وبالمقابل هي تكذب كثيرًا أمامنا؛ فنتساءل: لماذا الله يحرق الأطفال بالنار عندما يكذبون ولا يعذب الكبار؟! وكلما عملنا شيئًا أنا وأخي قالت: الله لا يحب من يفعل كذا. فصار عندنا شعور بأن الله لا يحبنا، وأنه يحرق الأطفال بالنار، فلماذا نعبده ونصلي له؟!
فقاطعها أخوها قائلاً: ومع ذلك فهي تصرخ علينا وتشتمنا وتضربنا، ونراها تنصح الناس بالدين، فما هذا الدين الذي تتحدث عنه؟!

أحمد القباري  
ليس هناك فرصة أفضل من الابتعاث للتخلي عن عاداتنا السلبية، حيث إن هذه المرحلة تعد فرصة لحياة جديدة، وتجربة مختلفة، تكسر الروتين والتقليدية، وإذا ما استثمرت بشكل ناجع فإن ثمارها ستنعكس على حياة الفرد المستقبلية، بل وتتجاوز ذلك إلى أبنائه، وكافة المحيطين به.
هنالك الكثير من المبتعثين ممن تخلصوا من عادات سقيمة على رأسها التدخين، وعدم الانضباط، وعدم احترام الوقت، والعشوائية، وسوء التخطيط، والسهر دون جدوى أو منفعة، ليس لأن تلك الدول مليئة بالإيجابيات، ولكن لكونها نقطة تحول تتطلب الكثير من الاعتماد على النفس، والاندماج بالحضارات، والثقافات المتعددة.على النقيض، هناك من اكتسب سلوكيات خاطئة، وآخرون لم يتغير لديهم الحال كثيراً، وما زالوا يعيشون حياة الفوضى والعشوائية، وإذا تعلموا شيئاً جديداً فغالباً ما يكون سلبياً أو غير نافع على أقل تقدير، وهذا الأمر يعود لاختيار الشخص نفسه، وكيف يحب أن يرى نفسه، وماذا يريد أن يكون في المستقبل.

ملاك أحمد
هي تعريف بسيط للأشخاص الذين ينسونك طوال العام، ويقصدون بابك عند لزوم مصالحهم الشخصية، يبحثون عنك ويتذكرون عنوانك وطيبة قلبك، وما ان اخذوا مصلحتهم رموك جانباً، وركنوك في زاويا، ولو احتجت لهم يوماً تحججوا باسم الظروف وانسحبوا.
للاسف شعار البعض في زمننا (صادق وتمصلح)، اي كَون علاقات صداقة وهمية بدافع المصلحة، وانحرفت الصداقة من مسارها الصحيح والحقيقي، نحن حين نتعامل مع فئة تبحث عن مصالحها الخاصة في حياتنا، ونكن على يقين انها لم (تنبح) امامنا الا لمصلحة خاصة، هنا يأتي دورنا الذي بكل تواضع اكتبه انه دور الكريم مع المحتاج، دور شخصٍ تربى على الطيب والأصالة مع شخصٍ انتهازي، حين نتعامل معهم ونعطيهم مصلحتهم وعلى يقين ان الله عالمُ بنوايانا اتجاههم (واجرنا عند الله اكيد)، لا ننتظر منهم الشكر والتقدير وشهادات الاعتراف، ولكن نريد منهم فقط ان يكونوا صادقين معنا بتعاملهم، ولا يقولوا عنا اغبياء، فلسنا مثلهم ابداً، نريد حين نطرق بابهم ان لا يتحججوا بالظروف التي اكل عليها الدهر (وشبع).

آمنة الحربي
من أبشع الممارسات الحياتية التي دأب الكثيرون على تعاطيها والتماهي معها بدون  توقف، هي التجهم والعبوس المسيطر على وجوه الغالبية العظمى من الناس.
ما نعانيه من تجهم في مجتمعنا، جدير بالتساؤل عن الأسباب التي أوصلتنا إلى تلك الحالة المزرية، والتي فيما يبدو لي أن الجدية المفرطة في التربية هي من أهم أسبابها، حيث اعتادت الكثير من الأسر على أسلوب الصرامة في التعامل مع الأبناء تخرج من بيتك وأنت تحلم بصباح وردي .. ترتشف فيه فنجان قهوة في ظل وجوه باسمة، وقلوب مبتهجة .. فتفاجأ بأرواح قد أعطبها الملل .. ونفوس امتزجت بقساوة مفرطة وقسمات لا تجد الابتسامة فيها متكأ.
أناس أطالوا المكوث في كهوف مظلمة، وألفوا الجدية المصطنعة، والعيش في مساحات مكتظة بالألم والحزن، مما يشعرك بأن العالم سينتهي وبأن الحياة موحشة.
وهم بذلك، مذنبون في حق أنفسهم، وبحق الآخرين، ولو حاولت تعرية نفوسهم والكشف عما تختلجه أرواحهم من فرح خفي، ستنطلق صيحة فرح مخنوقة، تنبئ عن مخزون ضئيل من السعادة  لا تقوى نفوسهم المتهالكة على استخراجه.

رمزي السعيد
إن العطاء شيء جميل يشعر معه الشخص بالفخر والسعادة أينما كان شكل هذا العطاء أو التطوع، فعمل الخير لا يوطد علاقة الشخص بربه فحسب وإنما علاقته بالمجتمع والأفراد، لذلك تجده دائما يزن الأمور بميزان الأخلاق والإيمان ولا يقصر في حق أحد، لأنه يعلم أن ربط البواعث الخلقية بالإيمان بالله تعالى هو التي يميز الإنسان المسلم عن غيره فيتحلى بالإخلاص العميق لله تعالى وبثبات هذه الأخلاق وديمومتها فيه مهما تقلبت الأيام وتغيرت الأحوال ذلك بأنها صادرة عن وجدان حي مرهف يستحي من الخلق السيئ ويجتنبه، ويعلم أن الله عز وجل مطلع على الخفي من الأسرار فيستحي منه قبل حيائه من الناس المطلعين على ظاهر أخباره، وهذا الحياء من الله هو مفرق الطريق بين الإنسان الصالح المعطاء وغير الصالح الفاسد، فالإنسان الذي يطلع على هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلم أنه صاحب القلب الكبير القلب الواثق المطمئن إلى وعد الله تبارك وتعالى فلم ييأس إنما يؤسس أمة تنير مشارق الأرض ومغاربها وأثناء هذا العرض وقريش تصد وتعرض والنبي صلى الله عليه يخرج إلى القبائل والله عز وجل يقول له: "ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء" البقرة: 272

وعند العقبة يلتقى بأولئك النفر الذين يعرض عليهم الإسلام فيجيبونه فيما دعاهم إليه ويصدقونه ويقبلون منه ما عرض عليهم من الإسلام ثم يأتي الإعداد لهؤلاء النفر ليكونوا قادة يحملون مشاعل الهدى فلا بد من

JoomShaper