الشيخ / عبد الرزاق السيد ـ
الحمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَجَعَلَ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا، سُبْحَانَهُ خَلَقَ الإِنْسَانَ بِقُدْرَتِهِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِ فَضْـلَهُ وَوَاسِعَ رَحْمَتِهِ، وَحَاطَهُ بِشَرِيعَةٍ تَحْـفَظُ كَرَامَتَهُ، وَتَصُونُ قَدْرَهُ فِي جَمِيعِ مَرَاحِلِ حَيَاتِهِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ عَلَى جَزِيلِ نِعَمِهِ، وَعَظِيمِ مَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَأَشْهَدُ أَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، خَلَقَ الإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ بِالشَّرِيعَةِ السَّمْحَةِ وَالطَّرِيقِ القَوِيمِ، صلى الله عليه وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ الغُرِّ المَيَامِينِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أما بَعْدُ فأوصيكم ونفسي بتقوى الله : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )102
وَاعلَمُوا – وَفَّقَكُمُ اللهُ – أَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ خَلْقَ الإِنْسَانِ يَمُرُّ بِأَطْوَارٍ ثَلاثَةٍ: مَرْحَلَةِ الضَّعْـفِ وَهِيَ مَرْحَلَةُ الطُّفُولَةِ وَالصِّغَرِ، وَفِيهَا يَبْدُو الإِنْسَانُ مُحْـتَاجًا إِلَى الرِّعَايَةِ وَالعِنَايَةِ، وَيَبْـذُلُ وَالِدَاهُ جُهُودًا كَبِيرَةً فِي مُسَاعَدَتِهِ وَالحِفَاظِ عَلَيْهِ، ثُمَّ مَرْحَلَةِ الشَّبَابِ وَهِيَ مَرْحَلَةُ القُوَّةِ وَالنَّشَاطِ وَالهِمَّـةِ وَالعَمَلِ الكَادِحِ وَالحَيَاةِ النَّاهِضَةِ، وَفِي هَذِهِ المَرْحَلَةِ يُعَدُّ الإِنْسَانُ سَاعِدَ الحَيَاةِ القَوِيَّ وَالمَسْؤُولَ عَنْ تَقَدُّمِهَا أَوْ تَأَخُّرِهَا، إِلَى أَنْ يَصِلَ إِلَى مَرْحَلَةِ الضَّعْـفِ وَالشَّيْخُوخَةِ، وَفِي هَذِهِ المَرْحَلَةِ تَتَرَاجَعُ قُوَّةُ الإِنْسَانِ، وَيَنْحَسِرُ عَطَاؤُهُ وَنَشَاطُهُ، وَتَتَوَقَّفُ الكَثِيرُ مِنْ أَعْمَالِهِ وَحَرَكَاتِهِ حَتَّى يَعُودَ مُحْـتَاجًا مَرَّةً أُخْرَى إِلَى المُسَاعَدَةِ وَالعَوْنِ، وَالعَطْفِ وَالرَّحْمَةِ.

أسرة البلاغ         
يمر بنا الوقت سريعاً من دون رقيب ولا حسيب، وتتسارع أمواج الأيام تباعاً كسرعة البرق، فيدهشنا تعاقبها ونصبح كالمحدق في كرة متحركة نحسبها ساكنة، ونحن في غفلة وسبات عميق، ولا نشعر بقيمة الساعات والدقائق والثواني بحجة انشغالنا بالحياة وهمومها، ولكن هناك ما لا يمكن أن نتجاهله، أو نتغافل عنه أبداً، وهو تنظيم الوقت، وقد بين ربنا عزّ وجلّ في العديد من سور القرآن الكريم أهمية الوقت وأيضاً خير البشر وخاتم الأنبياء في السنة النبوية.
والمطّلع على الحضارات الإنسانية وعلى أقوال الحكماء قديماً يلاحظ أنهم اعتنوا غاية الاعتناء بأهمية تنظيم الوقت، محذرين من خطورة التفريط فيه وإضاعته، والعجب أنه على الرغم من معرفتنا بأنّ الوقت هو أثمن شيء نملكه في الحياة، وكما قيل "الوقت هو الحياة"، لكننا نتفنن في إضاعته وقتله غير عابئين بأننا نقتل معه أنفسنا، فما الإنسان إلا أيام وساعات، فإذا ذهبت منه ساعة، خسر ساعة من عمره.

بقلم مهنا نعيم نجم
قال تعالى ( وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) ، وقال r (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها آخر ) ، اعلم أنه لا عيش في الدنيا إلا للقنوع باليسير، فكلما زاد الحرص على الكماليات وفضول العيش، زاد همّه وقلَّ رضاه، وتشتت فكره، وسئم قلبه، وفارق النوم عينه، وهجرت الراحة جسده.

أحمد خالد العتيبي
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني أحد جيراني بقصة حصلت معه في يوم الثلاثاء 10/4/1432 .
يقول: كان أحد أقاربي يضايقني بكلامه، ويجرحني ببعض تصرفاته لي أمام الآخرين مع أن عمري تجاوز الأربعين والرجل الذي لم أسلم من لسانه عمره تجاوز الستين.
والله لم أنسه من الدعاء في سجودي ولم أنسه من الدعاء بين الأذن والإقامة فحينما أدعو لنفسي أدعو له بالمثل.
أذكر مرة كنا في مجلس وكنت قد تطيبت بعطر العود فقال أحد الأقارب ما شاء الله رائحة العود جميلة، وكان هو قريب منا فقال: لعله سرقها.
فأخبرت أخاه فقلت له: ماذا يريد أخوك مني والله لم أذكر أني أخطأت في حقه أو صار بيني وبينه خلاف سابق.
فقال: أخي هداه الله يقول لا أرتاح له.

أسرة البلاغ    
أنت تحمل في يدك فرشاة لرسم الحياة، أنت تقف أمام لوحة ضخمة للزمن بيضاء اللون، الرسوم هي لأفكارك ومشاعرك وأفعالك.
أنت تنتقي ألوان أفكارك؛ رمادية ورتيبة أم ساطعة اللون، ضعيفة أم قوية، جيدة أو سيئة.
أنت تنتقي ألوان مشاعرك؛ متضاربة ومحبة للخصام أم متآلفة ومنسجمة، جافة وقاسية أم ساكنة وهادئة، ضعيفة أم قوية.
أنت تنتقي ألوان أفعالك باردة أم دافئة، خائفة أم جريئة، صغيرة أم كبيرة.

JoomShaper