وائل بن إبراهيم بركات
كثير من الناس يرتدي ثياب العبوس والتجهم والكآبة، تنسدل عليه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه.. يضرب كفا بكف . ويتململ من دفة إلى دفة، ساخط  ضجر.. يرفع عقيرته.. الحياة.. الحياة.. ونسي أو تناسى أن الحياة ما هي إلا أعمالنا وأقوالنا، فنحن نصنعها، وليست الحياة تصنع نفسها!!
إننا في هذه الحياة الجافة الخشنة، والظروف المتقلبة لسنا بحاجة الى الضجر والسخط، وإنما بحاجة الى من ينتزعنا الى جمال أوسع، ورحابة تمتد مد الفضاء.. ولن يكون هذا الجمال، وهذه الرحابة.. وتلك السعة إلا في تلك الحركة اللطيفة الخفيفة التي ليست بحاجة إلى من يتحدث عنها أو يصورها فهي تتحدث بنفسها عن نفسها فتحمل معان كثيرة ابتداء من كونها صدقة، مرورا بجمال الروح وإشراقاته. وعروجا إلى أسر الآخرين.  وما تفيض به من معان وما يتولد منها من مشاعر .. فتنفض غبار الغفلة.. وتجلو صدأ القلب .. فكم من إنسان يحبك بمجرد هذه الحركة المتلألئة على شفتيك حتى لو لم يكن يعرفك من قبل.

ليلى حلاوة
عبر أحد المراهقين عن رغبته في الانتهاء سريعًا وبأي طريقة من انتخابات الرئاسة المصرية حتى يستطيع قضاء وقت الإجازة الصيفية، فكل الآباء من وجهة نظره يقولون: لن نستطيع الذهاب للتصييف أو الاشتراك في أي نشاط حتى تستقر البلد أو على الأقل معرفة من سيحكم مصر.. وبالرغم مما تمر به المنطقة العربية كلها، حيث يقف الجميع على المحك، إلا أنه لابد لكل شخص من نقطة يفصل فيها نفسه عن كل شيء من أجل أسرته ومن أجل نفسه، فيتمكن من استكمال حياته مع هذا الكم من التوتر السياسي والضغط العصبي..

خالد محمد تربان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، المأمور بالرفق واللين في مخاطبة الموافقين والمخالفين، حتى جعل البشارة قبل النذارة في دعوته للعالمين، فقال: ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ )، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، وبعد:
فلقد تعاملت الشريعة الإسلامية مع غير المسلمين معاملة ارتقت إلى أعلى مراتب الرقي في معاملة المخالفين في الدين، فهي تحرص على كسبهم إلى صف الإسلام العظيم، فاختارت محاورتهم ومخاطبتهم ومجادلتهم بالتي هي أحسن، وإذا كان هناك طريقان للخطاب أو الجدال أحدهما أحسن من الآخر، فإن الله أمر باختيار الأحسن، فقال سبحانه: ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )، ودعا سبحانه إلى مجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، ونبهنا في خطابهم إلى النظر في نقاط الوفاق والالتقاء فقال: ( وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).

الکاتب : فرانك فوريدي    
نترجمة:د. نايف الياسين
لقد تمثلت بعض التغييرات البنيوية المرتبطة بأفول نجم المثقف التقليدي في التأثير المتنامي للسوق على الحياة الفكرية، ومأسسة وحرفنة الحياة الفكرية، والقوة المتنامية لوسائل الإعلام وتلاشي الفضاء العام المتاح لممارسة الاستقلال. يدعي العديد ممن كتبوا حول الموضوع أنّ القوة الدافعة الرئيسة وراء تحول المشهد الفكري، تتمثل في التوسع الكبير للجامعات. طبقاً لهذه المنظور، فإنّ النزعة الاحترافية في الجامعات وجهت ضربة خطيرة لاستمرار حيوية الحياة الفكرية.

الکاتب : كريم معتوق         
بعيداً عن الكلام العلمي، وعدد العضلات التي تحركها حين تبتسم، والتي قال البعض إنّها ثلاث عشرة عضلة، بينما نستخدم سبعاً وأربعين عضلة إذا عبسنا، وبعيداً عن الفلسفة الخاصة بالابتسام، وقريباً من قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): "الابتسامة في وجه أخيك صدقة"، فإنّ الإبتسامة تجمّل وجه صاحبها، ويُسَرُّ بها المستقبِلُ لها، تصيبنا بعدوى الابتسام. فما إن يبتسم أحد في وجهك حتى تجد نفسك ترد عليه بالابتسام.
وفي المقابل، ما أبشع العبوس، والذي إن أصابك بعدوى فإنّه يحولك إلى مكتئب من دون أن تعرف سبباً لكآبتك. وما إن نرى أحداً متجهماً أو عابساً حتى نتعوذ من الشياطين. فلا أحد منا يريد أن يلتقي إنساناً عابساً، لأنّه يصيبنا بالعدوى، بينما المبتسم يُشعرك بالتفاؤل.

JoomShaper