د. محمود طافش الشقيرات
تهتم التربية الحديثة ببناء وتطوير شخصية الطفل منذ أن يكون جنينا في بطن أمه وحتى مرحلة النضج الكامل. ومراحل تطور شخصية الطفل متلاحقة ومتكاملة، وتتم معظم فصولها في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تتعهده الأسرة بالرعاية لتجعل منه، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، إنسانا متزنا واثقا قادرا على التعامل مع متغيرات الحياة بصورة شاملة، فكيف يتسنى للوالدين أن ينهضا بهذه المهمة الدقيقة لتحقيق هذا الهدف السامي ؟
بادىء ذي بدء تأخذ الأم بملاحظة سلوك ابنها والحركات التي تصدر عنه، وكيفية قيامه بهذه الحركات من أجل أن تعمل على تقويمها وصقلها وتطويرها، لكنها قبل أن تفعل ذلك تدرك أن مقدرة الطفل على القيام بعمل ما تعتمد على مدى نضج جهازه العصبي؛ إذ إنه يستحيل تدريبه على القيام بأي عمل قبل ذلك.

في واقع الحياة ينتاب الانسان نوعين من المخاوف, المخاوف الحقيقية, والخوف النفسي او ما يمكن ان نطلق عليه"خوف الأنا".
وبتعبير الفيلسوف الالماني ايمانويل كانط »الانا هي ذاتنا الصغيرة النفسية« او بتعريف ايكهارات تول »صوت العقل« انها ليست انت على حقيقتك, ولكن »انت كما تظنه نفسك«.
ما تراه كل يوم في المرآة هو انعكاس لوجودك الفيزيائي ولكن ما بداخلك قد يحتوي على لمسات عن شخصيتك الفريدة وفي هذا الانعكاس تكون هناك ما بين خطوط الضحك في وجهك وتقطيبة حواجبك ومع ذلك فهذا الانعكاس لا يعبر عن حقيقتك.
نفس الشيء يدور مع الادوار التي تضطلع بها كل يوم وكيف تنعكس عليك مرة اخرى ادوار الصديق والمحب والوالد والطفل والعامل ورئيس العمل يمكننا القول ان هذه "الذوات" المختلفة نلتقط منها ما نريد يومياً حسب ما يستدعي الموقف, لكن معرفة هذه الادوار ومعرفة انعكاس صورتك على المرآة وانها ليست »انت الحقيقي هي تفرقة اصبح كل شخص مستنير وواع مدرك لها.

سيباستيان فاليتي
تسعى السلطات الكورية الجنوبية الى تحسين ترتيب مؤسساتها التعليمية، وتطوير انظمتها التربوية، بضغط من الأولياء، الذين يرون بأن النجاح المدرسي هو مفتاح التطور والنمو الاجتماعي. «العالم بيد من ينامون في وقت متأخر»: هذه الجملة هي بمنزلة العملة الصعبة بالنسبة للنظام المدرسي في كوريا الجنوبية، التي لا ينام تلاميذها الا بعد منتصف الليل.
يصل المعدل الاسبوعي لساعات الدروس التي يتلقاها تلاميذ بلد «الصباح الهادئ» الى 50 ساعة، وهم بذلك الاكثر اجتهادا في العالم وفق منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
يقول الطالب الجامعي يون جو (20 سنة): «يعتبر النظام الدراسي عندنا جنة بالنسبة للمجتهدين، لكنه بمثابة الجحيم لدى اولئك الذين يكرهون المدرسة».

حقيقة الحوار هو تفاعل بين الآباء والأولاد عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الفرد والأسرة، بهدف فهم كل فرد من أفراد الأسرة لأفكار الآخر من دون شرط الاقتناع أو الوصول إلى حلول، هذا ما عرفت به مشرفة التدريب في إدارة التدريب التربوي والمدربة والمستشارة المعتمدة في الحوار الأسري من مركز «الملك عبدالعزيز للحوار الوطني» ألماس بنت محمد الهجن في حديثها لـ «الحياة».

خلود معطي    
الحلول دائماً متوفرة إذا امتلكنا إرادة قوية، ذلك أن تعزيز القيم الإيجابية والعادات الناجحة يتطلب عزيمة وسعياً حثيثاً للخروج من قمقم الجهل إلى قدسية القراءة وحريتها
القراءة هي الهدية الحقيقية التي تقدمها الأسرة لطفلها، بل هي إعلان صادق عن حبنا العميق لهم، وكما نغذي أجساد أطفالنا بالبروتينات والفيتامينات والسكريات...و..و..كذلك وجب علينا أن ننمي عضلات عقولهم بالتدريب والتشجيع والمتابعة، بل أن نجعلها أولى أولوياتنا حتى يتجذر حب الكتاب في نفوسهم ولتغدو عادة القراءة كمتعة وسلوى في حياتهم، قبل أن تكون معرفة وفرضاً ..يقول (الدوس هكسلي): "إن من يعرف كيف يقرأ، تصبح لديه القدرة على تحقيق ذاته، والرقي بنفسه، ومضاعفة أساليب حياته، وإدراك أسباب وجوده، بجانب أن ذلك يجعل أيامه مليئة وثرية وشائقة وهامة وجديرة بأن تعاش". وحتى يكون الآباء قدوة لأبنائهم في دفعهم إلى القراءة إليهم الخطوات الآتية:

ü ضرورة مشاهدة الأبناء التزام آبائهم وأمهاتهم بالقراءة اليومية.

JoomShaper